آخر الأخبار

ليس عملاً سهلاً… لماذا قد يرغب أي شخص في أن يصبح المدير العام الجديد لبي بي سي؟

شارك
مصدر الصورة

لا تزال القصة الكاملة عمّا أدى تحديداً إلى سقوط المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية والرئيسة التنفيذية للأخبار تتكشف حتى الآن.

لكنَّ جزءاً واحداً منها ليس محلّ شك: تفسير تيم ديفي بأن أحد أهم أسباب استقالته كان الثمن الإنساني الذي دفعه خلال خمس سنوات في المنصب (وعلى الأرجح خلال العام الماضي الصعب والمليء بالأخطاء على وجه الخصوص).

ففي رسالة استقالته الموجهة إلى الموظفين، كتب عن "الضغوط الشخصية والمهنية المكثفة للغاية لإدارة هذا الدور على مدى سنوات في هذه الأوقات المشحونة".

على المستوى الشخصي، الأمر مرهق جداً. لكن هناك كثيرين ممن لا يُظهرون تعاطفاً يُذكر مع المدير العام المغادر، وربما يمكن تفهّم ذلك.

فهم يُشيرون إلى أنّ الوظيفة ذات راتب مرتفع، وترافقها مزايا عديدة، وأن هناك ببساطة عدداً كبيراً جداً من الأخطاء التي حدثت خلال فترة توليه المنصب.

في كل مرة تندلع فيها أزمة (ومؤخراً حدث ذلك مع فيلمين وثائقيين عن غزة، وفرقة بوب فايلان في مهرجان غلاستنبري، والآن تعديل مضلل على خطاب رئاسي)، أتلقى على الفور رسائل من صحفيين خارج بي بي سي. والسؤال دائماً واحد: "بالتأكيد هذه المرة يجب أن يرحل المدير العام".

ومهما كانت الآراء بشأن كل أزمة على حدة، فنحن نعيش في ثقافة إعلامية "تبحث عن رأس يسقط".

عندما يتعلق الأمر بالبحث عن بديل لديفي، بقيت كلمات رئيس مجلس إدارة بي بي سي سمير شاه عالقة في ذهني.

قال للموظفين الثلاثاء الماضي: "هذه ليست وظيفة يسهل شغلها، على الإطلاق. وعليّ أن أكون صريحاً: الطريقة التي نهاجم بها بصورة شخصية جداً، ليست جيدة".

"لماذا قد يرغب أي شخص في أداء هذه الوظيفة إذا كان هذا ما ينتظره؟ نحن نطلب الكثير من المدير العام".

مصدر الصورة

وهو محق. فإن أي شخص يتولى هذا الدور، سيدرك أنّ احتمالات خروجه من دون أذى ليست كبيرة. ثلاثة من آخر خمسة مديرين عامين دائمين استقالوا عقب فضائح.

وقال لي أحد الأشخاص: "إذا كان هذا هو الواقع، فلن يكون عدد الأشخاص المستعدين لتولي الوظيفة كبيراً".

ورغم أنّ جميع غرف الأخبار ترتكب أخطاء، فإنّ أخطاء بي بي سي غالباً ما تُفضي إلى ضغوط على رئيسها التحريري، أي المدير العام.

وقال لي مسؤول تنفيذي في مجال الإعلام إن حجم المحتوى الذي تنتجه بي بي سي يجعل من المستحيل على المدير العام الإحاطة بكل شيء".

وفي النهاية، يمكن أن تُسقِط الأخطاء التحريرية مديراً عاماً لأنها تدخل ضمن مسؤوليته النهائية.

لا يزال "أكبر منصب في الإعلام البريطاني"

كان ديفي يتقاضى نحو 530 ألف جنيه إسترليني سنوياً (696,000 دولاراً أمريكياً) مقابل ذلك، لكنه مبلغ أقل مما كان سيحصل عليه لو كان يدير خدمة تجارية كبرى.

ومع ذلك، قد يكون هذا الوقت مغرياً للمرشّح المناسب للانضمام إلى بي بي سي، مع دخول الهيئة مفاوضات مع الحكومة بشأن ميثاقها الملكي الجديد، الذي سيحدّد مستقبلها.

يقول ماكس غولدبارت، محرر التلفزيون الدولي في موقع ديدلاين، والذي يغطي أزمات المؤسسة هذا الأسبوع: "إنه وقت صعب لإدارة بي بي سي، لكنه أيضاً وقت مشوّق".

"تجديد الميثاق على الأبواب، والانتقادات تأتي من كل اتجاه، لكن إذا تمكنت من تجاوز ذلك، فقد تُعتبر الشخص الذي قاد بي بي سي خلال أوقات صعبة في عصر البث الحديث".

ويقول غولدبارت إن المنصب لا يزال "أكبر وظيفة في البث البريطاني".

"لا يزال منصباً مؤثراً يرتبط بمكانة عالية رغم أن تلك المكانة ربما تراجعت خلال السنوات الخمس الأخيرة".

مصدر الصورة

ويرى غولدبارت أنّ هناك أشخاصاً سيقبلون خوض المعركة.

وهذا صحيح بالطبع. لكن مجموعة الأشخاص الذين يمتلكون المزيج الصحيح من المهارات ليست مجموعة كبيرة، بل أقرب إلى حفنة صغيرة.

فالمنصب يحتاج إلى خبرة في القيادة الإبداعية، وسيطرة محكمة على القضايا التحريرية، ومعرفة بإدارة مؤسسة ضخمة، وحنكة سياسية، وخبرة في الشؤون التجارية، وفهماً للمنظور الإعلامي العالمي.

ليس هناك كثيرون (إن وجدوا) يملؤون كل هذه الخانات، ولهذا يشعر البعض بأن الوظيفة أصبحت أكبر من أن يشغلها شخص واحد. وقد دعا البعض بالفعل إلى تقسيمها.

داخل بي بي سي، يقول البعض إن من الممكن وجود قائد يتولى البرامج والاستراتيجية، وآخر يشغل منصب رئيس التحرير أو نائب المدير العام، يتولى شؤون الأخبار والشؤون الراهنة.

وإعطاء شخص آخر مسؤولية الأخبار والشؤون الراهنة، وهي الجهة التي جاءت منها العديد من فضائح بي بي سي الأخيرة، قد يعزز بشكل كبير فرص المدير العام في البقاء.

لكن إحساسي هو أن بي بي سي لا تعمل إلا بوجود شخص واحد فقط في القمة يعمل على الإشراف النهائي.

من قد يكون المدير العام الجديد لبي بي سي؟

مصدر الصورة

• جاي هنت: شغلت سابقاً منصب مديرة قناة بي بي سي وان، وعملت أيضاً كبيرة مسؤولي الإبداع في القناة الرابعة ومديرة البرامج في القناة الخامسة، وتشغل حالياً منصب المديرة الإبداعية لشركة آبل في أوروبا.

• أليكس ماهون: غادرت مؤخراً منصبها كالرئيسة التنفيذية للقناة الرابعة، وأصبحت الرئيسة التنفيذية لشركة سوبرستركت إنترتينمنت.

• شارلوت مور: غادرت منصبها كرئيسة للمحتوى في بي بي سي في وقت سابق من هذا العام لتصبح الرئيسة التنفيذية لشركة الإنتاج "ليفت بانك بيكتشرز".

• كارولين ماكول: كانت الرئيسة التنفيذية لشركة إيزي جيت، وتشغل الآن منصب الرئيسة التنفيذية لشبكة آي تي في.

• كيت فيليبس: بصفتها الرئيسة الحالية للمحتوى في بي بي سي، فهي المرشحة الأوفر حظاً داخلياً.

• آن منسا: عملت في بي بي سي وسكاي وتشغل حالياً منصب نائبة رئيس المحتوى في نتفليكس.

• السير مارك تومسون: هل يمكن لمدير عام بي بي سي بين 2004 و2012، والذي تولى لاحقاً تحديات كبرى في الولايات المتحدة على رأس صحيفة نيويورك تايمز وشبكة سي إن إن، أن يعود؟

ويُطرح أيضاً اسم رئيس بي بي سي ستوديوز توم فوسيل، والرئيسة التنفيذية لشركة "أول 3 ميديا" جاين ترتون، والمدير العام لهيئة "آر تي إي" كيفن باكهورست، والرئيسة التنفيذية لـ"سكاي" دانا سترونغ، والرئيس التنفيذي للمحتوى في القناة الرابعة إيان كاتز.

كما طُرحت أسماء رئيس الأخبار السابق في بي بي سي جيمس هاردينغ، ورئيس "آي تي في" السابق السير بيتر بازالغيت، والرئيس التنفيذي لصحيفة واشنطن بوست ويل لويس، والمذيع والمسؤول التلفزيوني السير تريفور فيليبس، والمذيع أندرو نيل. كما ورد ذكر مقدمي بي بي سي نيك روبنسون وأمول راجان.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا