آخر الأخبار

ماذا تعكس حملة التطهير التي طالت قيادات عديدة في الجيشَين الصيني والأمريكي؟ - مقال في النيويورك تايمز

شارك
مصدر الصورة

ماذا تعني حملة التطهير التي طالت قيادات عديدة في الجيشين الصيني والأمريكي؟، وما هو أسوأ ما كشفتْ عنه أزمة بي بي سي الراهنة؟ وما أسوأ سيناريو يمكن أن يواجهه سكان العاصمة الإيرانية طهران بسبب شُحّ المياه؟ عن هذه الأسئلة وغيرها نحاول الإجابة في هذه الجولة عبر الصحف.

نستهل جولتنا من النيويورك تايمز ومقال بعنوان "حملة التطهير التي يشنها شي جين بينغ في الجيش تنمّ عن عدم ارتياح إزاء القوة الصاروخية الصينية"، بقلم ديفيد بيرسون.

ونوّه الكاتب إلى أن القوة النووية الصينية تشهد تنامياً بوتيرة سريعة، ولكن على الرغم من ذلك شنّ الرئيس الصيني شي جين بينغ حملة تطهير موسّعَة طالت عدداً كبيراً من جنرالات الجيش، على نحوٍ كشف عن فساد متجذّر كما أثار تساؤلات حول قدرة الدولة على إدارة ترسانتها المتعاظمة.

كما أجّجتْ هذه التقلبات مخاوف حول فصل جديد من الاضطراب على ساحة السياسات النووية العالمية، لا سيما مع دعوة الرئيس ترامب إلى عودة اختبار الأسلحة النووية الأمريكية، فضلاً عمّا قامت به واشنطن هي الأخرى من تغييرات كبيرة في قيادات قواتها المسلحة.

ولفت الكاتب إلى قيام وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث بتغيير ما لا يقلّ عن 20 جنرالاً وأدميرالاً خلال الشهور التسعة الماضية، في حادثة غير مسبوقة منذ عقود، وبدون تفسيرات شافية.

ورأى صاحب المقال أن هذه التغييرات الكبرى أثارت مخاوف بشأن تنامي التدخل السياسي في جيش طالما تباهى باستقلاليته عن السياسة.

أما في الجيش الصيني، فقد كانت التغييرات التي أقدم عليها الرئيس شي جين بينغ أعمق أثراً؛ حيث أجرى "عملية تطهير" هزّتْ قوة الصواريخ – وهي الفرع الرابع في الجيش الصيني والمسؤول عن سلاح الصواريخ الذي يُعتبر ركيزة أساسية في طموح شي جين بينغ الخاص ببناء "جيش على طراز عالمي" بحلول عام 2049.

ولفت الكاتب إلى اختفاء قيادات في قوة الصواريخ الصينية، وإلى اعتقال آخرين.

ونوّه صاحب المقال إلى أنه إذا كانت دوافع وزير الدفاع الأمريكي وراء تغيير قياداته غير واضحة تمام الوضوح، فإن حملة تطهير شي جين بينغ تنطلق من درسٍ استقاه من التاريخ هو أنّ بقاء الحزب الشيوعي رهين بطاعة الجيش لقائد واحد طاعة عمياء.

ورأى الكاتب أن حملة التطهير في الجيش الصيني ربما تعكس هوَس الرئيس شي جين بينغ بالاستعداد لأسوأ السيناريوهات في الداخل والخارج، سواء كانت هذه السيناريوهات تتعلق بمظاهرات احتجاجية على تردّي الأوضاع الاقتصادية أو على القمع السياسي، أو سواءً كانت تتعلق بمواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة حول تايوان.

ونوّه صاحب المقال إلى أنّ أكثر ما أزعج الرئيس الصيني ربما كان ظهور مؤشرات الفساد في قوة الصواريخ، والتي تحظى بأضخم ميزانية في الجيش الصيني، وهي بحسب خبراء نادراً ما تخضع للاختبار ومن ثمّ يتعذّر اكتشاف ما يكتنفها من فساد ومخالفات.

"أسوأ ما كشفت عنه أزمة بي بي سي"

مصدر الصورة

وإلى صحيفة الغارديان البريطانية حيث نطالع مقالاً بعنوان "ثمة رابط مفقود في الحياة العامة البريطانية – وهو سبب الأزمات من بي بي سي إلى سجوننا"، بقلم رفائيل بيهر.

ورصد رفائيل موضوعَين على الساحة البريطانية، ربما يبدو في الظاهر أنه لا رابط بينهما: الأول هو فضيحة إطلاق سراح سُجناء بالخطأ، والثاني هو أزمة بي بي سي بسبب ما وُصف بأنه "تحيُّز مؤسساتي مزعوم".

ورأى الكاتب في هذين الموضوعين تمثيلاً لمشكلة "تنسيق المنفعة العامة" في مناخ مشحون بعدم الثقة.

ونبّه الكاتب إلى أن دافعي الضرائب لا يمانعون في زيادة مدفوعاتهم عندما يرون أنّ النفع من ذلك يعود عليهم أو على أناس يشبهونهم، ولكنهم يمتعضون عن الدفع إذا اعتقدوا أن أموالهم تذهب إلى أناس "لا يستحقون".

وعلى صعيد السجون، رأى صاحب المقال أن المنفعة العامة تقتضي تأمين المواطنين عبر تقليص مُعدلات عودة المجرمين المدانين إلى الجريمة عن طريق دعْم نظام العدالة بما يكفي من الموارد؛ أمّا الطريق الأسهل أمام السياسيين لإرضاء الناخبين الناشدين للأمان فيتمثل في التعهُّد برفع سقف العقوبات.

ونبّه الكاتب إلى أهمية أن يقتنع الأشخاص الذين يرون المشاكل من منظورَين متعارضين أنهم إنما يرون شيئاً واحداً ولكنْ من زاويتين مختلفتين.

وعلى صعيد بي بي سي، لفت صاحب المقال إلى ما تحظى به المؤسسة الوطنية من احترام وتقدير في بريطانيا؛ كونها مصدراً موثوقاً للأخبار.

وقال الكاتب إن هذه السُمعة التي صنعتْها بي بي سي جعلتْ منها دِرعاً صلباً في مواجهة التشرذم والتطرّف في الفضاء المعلوماتي.

وحذّر رفائيل من أنه "بدون بي بي سي، تصبح السياسات البريطانية مرشحة أكثر للهبوط على منحدَر الاستقطاب الأمريكي، بما يترك البلاد على شفير الاضطرابات المدنية".

واعتبر الكاتب أن أسوأ ما في أزمة بي بي سي الراهنة، والتي شهدتْ استقالة اثنين من كبار التنفيذيين بها على خلفية إخفاقات تحريرية، هو ما أدّتْ إليه تلك الأزمة من "تمكين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحلفاء له داخل الساحتَين السياسية والإعلامية البريطانية بحيث ذهب هؤلاء إلى تصوير بي بي سي على أنها تعاني فساداً لا شفاء منه".

ورأى كاتب المقال أن "هذا الهوَس لا يتناسب مع حجم الخطأ الواقع، ولكنه مع ذلك يتّسق مع ثأر قديم؛ لأن بي بي سي هدف لمؤسسات إخبارية منافِسة تحقد عليها بسبب ما تحظى به من ميزة فريدة تتمثل في طريقة تمويلها" – كونها منفعة عامة.

وقال الكاتب إن بي بي سي "حاولتْ بالفعل وبإخلاص أن تتفادى التحيُّز السياسي لكنها لم توفّق إلى الوصول لحالة الكمال، وكانت هذه هي الثغرة التي استغلّها مهاجمو بي بي سي، والذين لا يرومون الدِقّة أو عدم التحيّز بقدر ما يستهدفون تعظيم حالة الارتباك وعدم اليقين والتشكيك".

ولفت صاحب المقال إلى أن "طموح بي بي سي إلى تطبيق معايير عالية من المهنية يدفعها إلى جَلْد الذات لدى الوقوف على أيّ مخالفة، في حين أن أولئك المطالبين بتوقيع أقصى العقوبات على بي بي سي لا يستشعرون أدنى حرَج في عدم الالتزام بما تحاول بي بي سي الوصول فيه إلى حدّ الكمال".

وحذّر الكاتب من أن هناك من يريد الإيهام بأن كل شيء ينهار، وأنه لا وجود لأي مؤسسة قائمة جديرة بالموثوقية، وأن العلاج الوحيد هو حرق كل شيء وتحطيم جميع القواعد!

"أسوأ سيناريو يمكن أن يواجهه سُكان طهران"

مصدر الصورة

ونختتم جولتنا من مجلة فورين بوليسي الأمريكية، ومقال بعنوان "سُكان طهران في رُعب من جفاف صنابير المياه" بقلم نيكاهنك كوثر وعلي رضا نادر.

ورصد الكاتبان حالة من الذُعر تفشّتْ بين أكثر من 10 ملايين نسمة هم سُكّان العاصمة الإيرانية طهران خلال الأيام الأخيرة الماضية.

وحثّتْ السلطات الإيرانية سُكّان طهران على ترشيد استهلاك المياه، منوّهين إلى احتمال إخلاء العاصمة في نهاية الأمر إذا لم ينزل المطر بنهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

ورأى الكاتبان أن مدينة طهران استهلكتْ أكثر بكثير من حصّتها من المياه، بينما كان تركيز القائمين على الأمر على مطاردة الإمدادات بدلاً من حماية الموارد القائمة كالمياه الجوفية على سبيل المثال.

وقال الكاتبان إن السلطات في طهران أعطتْ أولوية لبناء السدود وتوجيه المياه للعاصمة وللمشاريع الزراعية الكبرى، بدلاً من بناء محطات حديثة لمعالجة مياه الصرف وبدلاً من معالجة تسرُّب المياه الجوفية عن طريق حَقن التربة، وذلك على الرغم من أنّ معظم مياه طهران (أكثر من 60 في المئة) تأتي من المياه الجوفية.

وحول سيناريو إخلاء العاصمة، تساءل الكاتبان عن أيّ محافظة، بل أي دولة يمكن أن تستوعب 14 مليون نسمة!

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا