اخترنا لكم في جولة الصحف ليوم الأحد مقالاً من صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية حول نتائج حرب غزة وضرورة "محاسبة" إسرائيل لنفسها، ثم ننتقل إلى صحيفة الغارديان البريطانية ومقال عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة في 2028، وأخيراً إلى الفايننشال تايمز البريطانية التي تلقي الضوء على هيمنة شركات التكنولوجيا الكبرى على السوق بشكل لم يحدث من قبل.
نبدأ جولتنا من نيويورك تايمز، التي نشرت مقالاً لأستاذ العلوم السياسية في جامعة حيفا مايكل غروس، بعنوان "على إسرائيل أن تُحاسب نفسها على ما اقترفته في غزة".
يستهل الكاتب مقاله بالتذكير بمقولة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المفاوضات التي سبقت اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، في محاولة لإقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالموافقة: "سيُذكَر اسمك بسبب هذا (أي إنهاء الحرب في غزة) أكثر بكثير مما لو واصلتها، قتالاً وقتلاً بلا توقف".
يضيف غروس أن "تعبير 'قتل، قتل، قتل' الذي استخدمه ترامب يعكس حجم المأساة البشرية الناتجة عن عامين من القتال، فمنذ أيام العهد القديم، لم يقتل اليهود هذا العدد الكبير من الأشخاص كما حدث في غزة. إنه عدد مذهل، وقد يصل إلى مئة ألف بين مدنيين ومقاتلين بعد رفع الأنقاض. هذه ليست تهمة، بل حقيقة مؤلمة".
يعتقد كاتب المقال أنه يتعين على الإسرائيليين الذين دعموا هذه الحرب أو عارضوها سواء في الداخل أو الخارج، أن يبدأوا بمواجهة الحقائق لتجاوز الحرب التي بدأت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول بهجوم حركة حماس.
الخطوة الأولى، وفق غروس، تكمن في مواجهة الحقيقة وعدم الأخذ بالتبريرات والحقائق الجزئية. ويستند في مقاله إلى نظرية "الحرب العادلة بموجب القانون الدولي" التي تقول إن "القتل في الحرب يكون مشروعاً عندما يكون هو الوسيلة الوحيدة لإضعاف القدرات العسكرية ودرء الخطر، وتنتهي هذه المشروعية عند تحقيق الهدف".
ثم يطرح غروس عدة أسئلة بشأن المدة التي انتهت فيها مهمة إضعاف القدرات العسكرية لحماس، ثم يخلص إلى السؤال التالي: "لماذا قُتل هذا العدد الهائل من الفلسطينيين؟"
ويتابع: "كم عدد المدنيين الذين شاركوا فعلاً في الحرب؟ ما أدوارهم؟ وهل كان بينهم أطفال أو مسنون؟ معرفة ذلك أساسية لتقييم سلوك إسرائيل".
بعد ذلك، يتطرق الكاتب إلى تبرير القتل باستخدام حماس لـ "دروع بشرية"، وهو ما تنفيه الحركة. ثم استخدام إسرائيل لأنظمة الذكاء الاصطناعي في تحديد الأهداف في غزة. وأخيراً يقول إن الإجابة على هذه الأسئلة تتطلب حواراً يضم سياسيين وصحفيين ومعلمين وعامة، والسماح بلجنة تحقيق رسمية ونشر نتائج تحقيقات الجيش الإسرائيلي.
ويختم بالقول "(القتل، القتل، القتل) ليس نتيجة حتمية للحرب. مع استمرار وقف إطلاق النار الهش، يتطلع كثيرون إلى مصالحة بعيدة المدى بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وليس مصادفة أن تُسمى هذه العملية (الحقيقة والمصالحة). إن مواجهة الحقيقة من بين الخطوات الضرورية التالية إذا كنا نريد أن نُدرك حقيقة هذه الحرب المروعة ونُحقق السلام".
وفي صحيفة الغارديان البريطانية، كتب سيمون تيسدال مقالاً بعنوان "الرئيس جي دي فانس أم ماركو روبيو؟"، معلقاً على "البوادر الأولى لمعركة خلافة ترامب".
يبدأ تيسدال مقاله بالقول: "يشتاق ملايين الأمريكيين إلى يوم السابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2028، موعد الانتخابات الرئاسية القادمة. ذلك اليوم الذي سيشهد نهاية حقبة ترامب فعلياً، واليوم الذي ربما سيكفّر فيه الديمقراطيون عن فشل كامالا هاريس الكارثي في انتخابات 2024. ونأمل أن يكون هو اليوم الذي ستُبعث فيه الديمقراطية الأمريكية من جديد".
الحديث عن خلافة ترامب يشعل واشنطن، إذ أعطى حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم، أوضح إشارة حتى الآن إلى أنه يعتزم الترشح، فيما ترى هاريس، متجاهلة إخفاقاتها السابقة، أنها تستحق فرصة ثانية، حسب الكاتب.
لكن معظم الأنظار تتجه نحو الجمهوريين، بعد أن هدد ترامب (79 عاماً) مجدداً بتحدي الدستور والسعي إلى ولاية ثالثة. كما قال هذا الأسبوع: "أود أن أفعل ذلك". ثم تراجع لاحقاً، وإن كان ذلك بشكل غير مقنع. وقال مازحاً: "سنرى ما سيحدث".
يلفت الكاتب إلى اختيار ترامب لخلفائه المحتملين "نائبه جي دي فانس، ووزير خارجيته ماركو روبيو".
إلا أن تيسدال يشير إلى الأسباب التي تجعلهما خيارين غير موفقين؛ فالأول "عدواني، وصاخب، وجاهل أحياناً"، ويستخدم وسائل التواصل الاجتماعي كسلاح للدفاع عن ترامب وتشويه سمعة اليساريين، وتبرير التعليقات العنصرية والمعادية للنساء والمثليين. ومع ذلك "يتقدم بفارق كبير في استطلاعات الرأي المبكرة في الولايات التمهيدية للحزب الجمهوري". أما الثاني فهو "شخصية أكثر هدوءاً وسلبية بشكل غريب، وربما يكون أقل وزراء الخارجية فعالية في الآونة الأخيرة".
الكاتب يلفت بعد ذلك إلى أن روبيو لم يكن بهذا الضعف وكان في ترشحه الرئاسي عام 2016 ضد ترامب، مدافعاً عن حقوق الإنسان والمساعدات الخارجية. لكن في الولاية الحالية بعد انضمامه لمعسكر ترامب "تآكلت مواقفه المبدئة تدريجياً...، وتراجعت أولوية الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتقلص دعم واشنطن لأوكرانيا".
ويوضح تيسدال أن روبيو ظل ثابتاً في مجال واحد، وهو "عداؤه للأنظمة اليسارية في كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا. وبصفته أيضاً مستشار الأمن القومي، يقود الحملة العسكرية المتصاعدة للإطاحة بنظام نيكولاس مادورو في كاراكاس".
ورغم أن ذلك "قد يكسب روبيو دعماً من اليمين، إلا أنه ينفّر الناخبين المستقلين. سلوكه لا يبدو مفهوماً إلا إذا كان مثل فانس، يخطط للترشح للرئاسة كنسخة مصغّرة من ترامب"، وفق وجهة نظر الكاتب.
ويختم بالقول: "بالتأكيد يمكن للولايات المتحدة أن تقدّم ما هو أفضل من هذا. لكن مهلاً! هذا بالضبط ما قالوه عن ترامب عام 2016!"
في أسبوع وصلت فيه قيمة إنفيديا-NVIDIA (شركة أمريكية رائدة في منصات الذكاء الاصطناعي) إلى 5 تريليونات دولار، أصبح المستثمرون، حتى في أوسع مؤشر للشركات العالمية، معرضين بشدة لطفرة الذكاء الاصطناعي، حسب صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية في مقال لجورج ستير.
المقال الذي حمل عنوان "هيمنة شركات التكنولوجيا الكبرى على السوق تتفاقم"، يرى أن غالبية مكاسب سوق الأسهم الأمريكي قادمة من عدد صغير جداً من شركات التكنولوجيا، بينما لا تحقق باقي الشركات نتائج جيدة.
وبحسب المقال فإن "ثمانية من أكبر 10 أسهم في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 هي أسهم تكنولوجيا. تُمثل هذه الشركات الثماني 36 في المئة من إجمالي قيمة السوق الأمريكية، و60 في المئة من مكاسب المؤشر منذ أن بلغ أدنى مستوياته في أبريل/نيسان، ونحو 80 في المئة من نمو صافي دخل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في العام الماضي".
ويلفت المقال إلى أن الذكاء الاصطناعي هو المحرك الرئيسي، إذ "تتفوق أسهم الذكاء الاصطناعي، التي تتجاوز قائمة ما يسمى بـ (السبعة العظماء)، بما في ذلك مجموعتا الطاقة GE Vernova وVistra، ومجموعات البرمجيات مثل Palantir التي تتمتع بأعلى تقييم نسبي لأرباحها بين شركات S&P 500 وOracle، على منافسيها الأكبر حجماً، في الوقت الذي تستمر فيه الأسهم غير المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في التخلف عن الركب".
ورغم ذلك، يحذر خبراء من أن التفاؤل المفرط بشأن الذكاء الاصطناعي "قد يكون مبالغاً فيه. فالمؤشرات تُظهر أن تقييمات السوق بلغت مستويات متطرفة، إذ وصل معدل السعر إلى الأرباح المعدلة دورياً إلى أعلى مستوى له منذ 25 عاماً، بينما تجاوزت نسبة السعر إلى المبيعات مستويات فقاعة الإنترنت عام 1999".
يحاول المقال الوصول إلى خلاصة مفادها أن السوق الأمريكي تعيش طفرة تقودها شركات التكنولوجيا الكبرى بفضل الذكاء الاصطناعي، إلا أن هذه طفرة قد تتحول إلى خطر في حال تبين أن التوقعات المستقبلية كانت أكبر من الواقع.
المصدر:
بي بي سي
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة