هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشن "هجمات محددة" داخل نيجيريا ، ردا على ما وصفها بـ"مجزرة مروعة بحق المسيحيين"، وذلك عقب تقارير عن مقتل عشرات المدنيين في هجمات نسبت إلى جماعات مسلحة شمالي البلاد.
وقال ترامب إن " الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام إبادة المسيحيين"، مضيفا أن إدارته تدرس خيارات عسكرية واستخباراتية للرد على ما وصفه بـ"الإرهاب الديني".
التهديد الأميركي أثار ردود فعل متباينة داخل نيجيريا وخارجها، إذ أعربت الحكومة النيجيرية عن رفضها القاطع لأي تدخل خارجي، مؤكدة أن "السيادة الوطنية غير قابلة للمساومة"، وأنها تحقق في الحوادث الأخيرة وتلاحق المسؤولين عنها.
وتعهدت الحكومة بمواصلة جهودها في مكافحة التطرف، معربة عن أملها في أن تظل الولايات المتحدة حليفا وثيقا.
وقالت وزارة الخارجية النيجيرية -في بيان- إن "الحكومة الفدرالية ستواصل الدفاع عن جميع المواطنين، بغض النظر عن العرق أو العقيدة أو الدين. وكما هي الحال في أميركا، لا خيار أمام نيجيريا سوى الاحتفاء بالتنوع الذي يمثل أعظم قوتها".
في المقابل، رحبت بعض الجماعات المسيحية المحلية بتصريحات ترامب، معتبرة أنها "تسلط الضوء على معاناة طالما تم تجاهلها"، بينما حذرت منظمات حقوقية من أن أي تدخل عسكري قد يؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني والإنساني في البلاد.
وكانت الهجمات الأخيرة، التي وقعت في ولاية بلاتو، أسفرت عن مقُتل أكثر من 30 شخصا في هجوم على قرى ذات أغلبية مسيحية، ونُسبت المسؤولية إلى مليشيات يُعتقد أنها مرتبطة بجماعات متطرفة.
وتأتي هذه الحوادث في سياق تصاعد العنف الطائفي في نيجيريا، حيث تشهد البلاد منذ سنوات صراعات بين جماعات مسلحة، بعضها ذات خلفيات دينية أو عرقية.
ويرى محللون سياسيون أن تصريحات ترامب تحمل أبعادا انتخابية داخلية، حيث يسعى إلى تعزيز دعم القاعدة الإنجيلية المحافظة.
كما أشاروا إلى أن هذا التصعيد قد يؤثر على العلاقات الأميركية النيجيرية، التي تشهد تعاونا في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب، لكنه يظل هشا في ظل التوترات المتكررة.
من جانبها، دعت الأمم المتحدة إلى ضبط النفس، وحثت جميع الأطراف على احترام القانون الدولي وعدم اتخاذ خطوات أحادية قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي.
كما طالبت بفتح تحقيق مستقل في الحوادث الأخيرة، وتقديم الجناة للعدالة.
وكان ترامب قد أعلن -أول أمس الجمعة- إدراج نيجيريا، أكبر منتج للنفط في أفريقيا وأكثر دولها سكانا، على قائمة "الدول المثيرة للقلق بشكل خاص" التي تنتهك حرية الدين، إلى جانب دول مثل الصين وميانمار وكوريا الشمالية وروسيا وباكستان .
وسبق أن أدرج ترامب نيجيريا على القائمة خلال ولايته الأولى، لكن خلفه الديمقراطي جو بايدن أزالها منها عام 2021.
وتضم نيجيريا أكثر من 200 مجموعة عرقية تعتنق المسيحية والإسلام والديانات التقليدية، ولها تاريخ طويل من التعايش السلمي، حيث تنتشر المساجد والكنائس في مدنها.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة