آخر الأخبار

تحذيرات الإمارات لإسرائيل.. دبلوماسية حازمة أم إنذار مبكر؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

قرقاش: أي ضم للأراضي الفلسطينية يُعد خطاً أحمر

تجدد دولة الإمارات موقفها الثابت من القضية الفلسطينية برفض أي محاولات إسرائيلية لضم أراضٍ في الضفة الغربية أو في أي جزء من الأراضي الفلسطينية.

هذا الموقف عبّر عنه بوضوح المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أنور قرقاش، الذي أكد أن "الضم" خط أحمر لا يمكن تجاوزه، في رسالة تحمل مزيجاً من الحزم والواقعية السياسية.

وتأتي هذه التصريحات لتعيد التأكيد على رؤية إماراتية مستقرة تقوم على دعم إقامة دولة فلسطينية تتوافر لها مقومات الحياة، في إطار يضمن الأمن لإسرائيل أيضاً، كجزء من معادلة توازن تسعى أبوظبي إلى ترسيخها في المنطقة.

ثبات الموقف الإماراتي ومرجعيته

الباحث السياسي محمد خلفان الصوافي أوضح في حديثه لغرفة الأخبار على "سكاي نيوز عربية"، أن موقف الإمارات ليس طارئاً أو ظرفياً، بل يعبر عن نهج ثابت منذ سنوات.

وأشار إلى أن الإمارات كانت قد رفضت سابقاً ضم أراضٍ في الضفة الغربية، وهي اليوم تؤكد المبدأ ذاته فيما يخص أي أراضٍ فلسطينية أخرى، بما في ذلك غزة.

وقال الصوافي في حديثه لسكاي نيوز عربية:


* هذا يعني أن الإمارات ثابتة في مواقفها، وداعية حقيقية للسلام في المنطقة، على أساس أن الحق الفلسطيني يتمثل في قيام دولة مستقلة كاملة السيادة.
* التراجع عن هذا المسار أو محاولة الالتفاف عليه سيقوض التفاهمات الدولية القائمة حول التسوية السياسية ويهدد ركائز الاستقرار الإقليمي.

"الخط الأحمر" ودلالاته السياسية

أكد الصوافي أن عبارة "الخط الأحمر" التي استخدمها قرقاش تعكس إدراكاً إماراتياً عميقاً لحساسية المرحلة.

فأي خطوات إسرائيلية تمس مسار إقامة الدولة الفلسطينية – بحسب قوله – قد تؤدي إلى "انهيار كل التفاهمات الموجودة على مستوى العالم" بشأن القضية الفلسطينية.

وأضاف الباحث أن التحذير الإماراتي موجّه بصورة مباشرة إلى حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي "تتبنى مواقف متطرفة" حتى بالمقارنة مع الإدارات السابقة، في وقت تبدو فيه الولايات المتحدة حريصة على استقرار المنطقة.

خيارات متعددة في مواجهة التصعيد الإسرائيلي

يرى الصوافي أن لدى دولة الإمارات "خيارات كثيرة" في حال مضت إسرائيل في تنفيذ مشاريع الضم. وأوضح:


* "قطع العلاقات" هو الخيار الأخير، لكن قبله هناك أدوات عديدة تمتلكها أبوظبي للتأثير في الموقف الإسرائيلي، تشمل علاقاتها الواسعة إقليمياً ودولياً، وثقلها في المنظمات الدولية.
* المشهد الذي جمع الشيخ عبدالله بن زايد برئيس الوزراء الإسرائيلي في قمة الأمم المتحدة الأخيرة، لم يكن مجرد مصافحة بروتوكولية، بل "رسالة إماراتية واضحة مفادها بأن لدى الإمارات أوراق ضغط متعددة يمكن أن تؤلم إسرائيل".
* مجالات التعاون الاقتصادي والاستثماري تمثل إحدى الأوراق القادرة على إحداث فارق حقيقي، إذ يمكن للإمارات تعديل مستوى هذا التعاون أو تجميده بما يتناسب مع سلوك الحكومة الإسرائيلية.

تأثير الموقف الإماراتي في التحرك الدولي

يرى الصوافي أن الموقف الإماراتي لا يقف بمعزل عن التحركات الأميركية المتواصلة في المنطقة، خصوصاً بعد مشاركة الرئيس دونالد ترامب في قمة شرم الشيخ الأخيرة، وحضور نائبه ومبعوثه الخاص ستيف ويتكوف إلى المنطقة.

وقال إن " الولايات المتحدة تريد أن توقف هذا الملف وتبحث عن حل، وحكومة نتنياهو تدرك حجم الضغوط الدولية المتزايدة عليها، خاصة من واشنطن".

وأضاف أن "المجتمع الدولي لديه نية حقيقية للضغط على الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، التي تحتاج إلى مزيد من الضغط لتعديل مواقفها".

توافق عربي متجدد

يشير الصوافي إلى أن التحركات الإماراتية تتكامل اليوم مع موقف عربي موحد تقوده المملكة العربية السعودية، خصوصاً بعد اعتراف عدد من الدول الأوروبية بدولة فلسطين، ويرى أن:


* وجود موقف عربي واضح وموحد يضاعف من تأثير الضغط الدولي، ويجعل الصوت العربي مسموعاً في المحافل العالمية.
* هذا الموقف الجديد يستند إلى الفهم الذي تطرحه الإمارات، وهو أن قيام دولة فلسطينية متكاملة لا يتعارض مع ضمان أمن إسرائيل، بل هو الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار الدائم.

بين واشنطن وتل أبيب.. رسائل متبادلة

في قراءته للمشهد الأميركي، أشار الصوافي إلى أن وجود 40 عضوا ديمقراطيا جديداً في الكونغرس الأميركي عزز من الاتجاه الداعم لوقف الحرب وإقامة الدولة الفلسطينية، رغم وجود إدارة جمهورية بقيادة الرئيس ترامب.

وأكد أن السياسة الخارجية الأميركية "تتحرك بشكل عملي لإيقاف مغامرات نتنياهو غير المحسوبة"، مشيراً إلى أن الرأي العام الأميركي بات يميل بوضوح إلى دعم الدولة الفلسطينية، وهو ما يتقاطع مع الرؤية الإماراتية.

السلام خيار لا بديل عنه

في ختام حديثه، شدد الصوافي على أن ما طرحه الدكتور أنور قرقاش يعبر عن “الحل الحقيقي للسلام في المنطقة”، إذ لا وجود لخيار آخر سوى القبول بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، إلى جانب دولة إسرائيل.

وأوضح أن "على الجميع أن يقبل هذا الواقع إذا أرادوا العيش بسلام"، مضيفاً أن "لدينا قوميتين تتصارعان على أرض واحدة، ولا سبيل لتحقيق الأمن للطرفين إلا بالتفاهم والعيش المشترك".

الإمارات.. بين الدبلوماسية والحزم

تظهر الرسالة الإماراتية الأخيرة لإسرائيل توازناً دقيقاً بين لغة الدبلوماسية وصرامة الموقف. فأبوظبي لا تغلق أبواب الحوار، لكنها تضع خطوطاً حمراء واضحة تحكم هذا الحوار، وتؤكد أن السلام لا يمكن أن يقوم على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وفي ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، يبدو أن الموقف الإماراتي يكتسب زخماً متزايداً، مستنداً إلى رؤية ثابتة أن الأمن الإقليمي لا يتحقق إلا من خلال العدالة، وأن العدالة تبدأ بدولة فلسطينية حقيقية قابلة للحياة.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا