آخر الأخبار

ما السر وراء إلغاء قمة ترامب وبوتين وهل تعثرت جهود السلام بأوكرانيا؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

أثار التراجع المفاجئ عن عقد قمة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في بودابست، الكثير من التساؤلات والشكوك حول مصير الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ولا سيما أن هذا التراجع جاء بعد تفاؤل بقرب حدوث انفراجة تنهي أكثر من 3 سنوات من تلك الحرب.

وفي الأيام الماضية سادت حالة من التفاؤل بإمكانية نجاح الجهود الأميركية بإنهاء الحرب في أوكرانيا وذلك في أعقاب اتصال هاتفي بين ترامب وبوتين، وأعلن في أعقابه عن عزمهما عقد قمة في العاصمة المجرية الأسبوع المقبل.

لكن مسؤولا كبيرا في البيت الأبيض أكد لوكالة رويترز عدم وجود خطط لعقد قمة بين ترامب وبوتين في المستقبل القريب، مضيفًا أنه لا توجد خطط أيضًا لعقد اجتماع مباشر بين وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرغي لافروف .

من جانبه، يرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن روسيا ، وبعد تأجيل الإدارة الأميركية قرارها بتوريد صواريخ توماهوك لأوكرانيا، أصبحت بشكل شبه تلقائي أقل اهتمامًا بالدبلوماسية، في تلميح إلى أن موسكو تراهن على ضعف الدعم العسكري الغربي لكييف.

لكن المسؤول السابق في الخارجية الأميركية توماس واريك يفسر قرار التراجع عن عقد القمة في بودابست بخيبة الأمل التي أصابت ترامب، والذي ظن أنه أجرى محادثة جيدة جدا مع بوتين وأن الأخير معنِي بالسلام، لكن عندما تحدث وزير الخارجية الأميركي مع نظيره الروسي وجد أنه لا تغيير جذريا في موقف بوتين وروسيا.

ويرى واريك -في تصريحات لبرنامج ما وراء الخبر- أن موسكو ما زالت مصرة على تغيير مسار أوكرانيا الذي يريده شعبها وحكومتها والغرب، "ولهذا السبب يبدو كل شيء موقوفا حاليا حتى يغير الرئيس ترامب موقفه مرة أخرى".

وعلى النقيض من وجهة النظر هذه، يحمّل الكاتب والمحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف الرئيس زيلينسكي مسؤولية إلغاء قمة ترامب وبوتين، فبحسب رأيه فإن الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الروسي والأميركي أظهر نوعا من التفاهم بينهما، يمكن أن يتبلور إلى شيء أكبر خلال القمة.

إعلان

وأضاف "لكن المباحثات التي جرت لاحقًا بين الرئيس الأميركي والأوكراني أفرغت ما توصل إليه الرئيسان ترامب وبوتين من مضمونه".

وكان الرئيس ترامب قد التقى نظيره الأوكراني بعد مكالمته الهاتفية مع بوتين، وبحسب ما تسرب فإن الاجتماع شهد الكثير من التوتر، وأن ترامب كان بحالة عصبية فيه.

تنازلات لأوكرانيا

ووفقا لأونتيكوف فقد كان هناك تفاهم بين ترامب وبوتين على ضرورة تقديم أوكرانيا بعض التنازلات، خاصة فيما يتعلق بانسحاب الجيش الأوكراني من بعض المناطق في دونباس، وهو أمر مقبول بالنسبة لروسيا.

غير أنه لفت إلى أن أوكرانيا لا تتراجع عن موقفها، حيث يصر زيلينسكي على وقف إطلاق النار على خط فاصل، معتبرًا أن هذا الخلاف الجذري بين روسيا وأوكرانيا تسبب في تأجيل القمة على الأقل.

لكن المحلل المختص بالشؤون الأوروبية دانيال بومر ذهب لتحميل الجانب الروسي مسؤولية تأجيل القمة وتعثر جهود السلام، واعتبر أن العقبة الرئيسية تتمثل في أن روسيا تطالب بتنازلات عن الأراضي من أوكرانيا قبل أن تبدأ محادثات وقف إطلاق النار، وهو ما يجعل روسيا تبدو كأنها لا تريد الدخول في محادثات السلام، بحسب رأيه.

ولفت إلى أن ما سمعه الأميركيون والأوروبيون قبل قمة بودابست المرتقبة هو أن أوكرانيا يجب أن تكون مستعدة للتنازل عن أراضي في نقطة ما، معتبرًا أنه ربما كان من الممكن أن تتنازل أوكرانيا عن بعض الأراضي في مرحلة ما، ولكن ليس كشرط مسبق للدخول في المفاوضات.

أما بخصوص الخطة الأوروبية الأوكرانية المطروحة، فقد أكد واريك على أن هذا العرض الذي تقدم به الأوروبيون والأوكرانيون كان يصلح ليكون مقدمة لوقف إطلاق النار والمفاوضات.

لكنه لفت إلى أنهم لم يصلوا حتى إلى تلك النقطة، لأن روسيا تصر على تخلي أوكرانيا عن الأراضي قبل بدء المفاوضات، لذلك رأى أنه لن تكون هناك مفاوضات لأن الرئيس ترامب "ليس معنيًا بالسلام على شروط روسيا".

وحول الخيارات المتاحة أمام روسيا، أكد أونتيكوف أن موسكو دخلت باب التفاوض خلال القمة التي كانت مقررة في بودابست، مشددا على أن الدخول إلى باب التفاوض لا يعني قبول كل ما يُقدم لروسيا من قبل الدول الأخرى.

وأوضح الكاتب الروسي أن موسكو لن توافق على وقف إطلاق النار على خط فاصل لأن هذا الوقف سيؤدي إلى إعادة تسليح أوكرانيا واستئناف العمليات القتالية.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا