في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
غزة- تلقي تجارب التعذيب القاسية والمؤلمة التي واجهها الأسرى الفلسطينيون المحررون داخل سجون الاحتلال بظلالها على حياتهم بشكل كامل، فمنهم من فقد السمع أو البصر، ومنهم من يعاني أمراضا وتداعيات نفسية صعبة.
التقت الجزيرة نت بعدد من هؤلاء الأسرى المفرج عنهم ضمن صفقة التبادل الأخيرة، وهم يترددون على المراكز الصحية العاملة في القطاع، علهم يلقون علاجا لأوجاعهم، في ظل تدهور وانهيار المنظومة الصحية في غزة.
الأسير المحرر "أبو مروان"، الذي امتنع عن الظهور بصورته نتيجة تهديدات قوات الاحتلال له، ومنعه من الحديث عما تعرض له من وحشية وإجرام داخل السجن، يقول للجزيرة نت بصوته المرتجف من المرض "أعاني منذ عامين من مرض سكابيوس (الجرب) الجلدي ولم أتلقَ أي اهتمام أو رعاية صحية".
بالعكس، يقول الأسير المحرر "كانوا يزيدون من معاناتي من المرض، ويجلسوني بأماكن تزيد من تفشي العدوى، ولم يسمحوا لي بأخذ العلاج بالشكل المطلوب، وهذا الأمر زاد من مرضي الذي أعاني منه حتى الآن".
وفي جانب آخر من المعاناة، وصل أبو مروان إلى مستشفى ناصر الطبي لتلقي العلاج، لكن مع قلة الأطباء وكثرة المرضى وانهيار المنظومة الطبية لم يتمكن من ذلك.
أما الأسير المحرر الصحفي شادي أبو سيدو، فتحدث للجزيرة نت عن حرمان الأسرى من الرعاية الطبية الحقيقية بشكل ممنهج، حيث حُرم وزملاؤه من المسكّنات وتعرضوا للإذلال من أجل الحصول عليها.
وقال أبو سيدو -الذي اعتقل من مستشفى الشفاء في شمال قطاع غزة بتاريخ 18 مارس/آذار 2024- إن "الأسرى الفلسطينيين مختطفون، وليس لهم أي حقوق إنسانية، بل يحرمون من الغذاء والدواء ويتعرضون للاغتصاب".
وأوضح مدير عام المستشفيات في غزة محمد زقوت أن الأسرى تعرضوا لعمليات قمع وتعذيب كبيرة في سجون الاحتلال، خاصة خلال الأيام الأربعة الأخيرة قبل الإفراج عن المئات منهم، حيث منعهم الاحتلال من الأكل والشرب والخدمة الصحية.
وقال زقوت "هذا ما اتضح لنا وظهر على ملامحهم خلال فحصنا لهم، فهناك حالات أدُخلت فور وصولها إلى العناية المركزة، بسبب الإرهاق والتعب الشديدين وسوء التغذية الذي تعرضوا له".
وأضاف أنه خلال فترة الأسر كان الأسرى يتعرضون لفصول من المعاناة، أثرت على حياتهم بشكل كامل، حتى بعد خروجهم من السجن، وكثير منهم بترت أطرافه رغم أنه لم يكن يعاني أي أمراض سابقا، وذلك بسبب الإهمال الطبي.