آخر الأخبار

حرب غزة: دونالد ترامب يطالب حماس بنزع سلاحها، بينما تسعى الحركة لفرض سيطرتها من خلال الإعدامات العلنية

شارك
مصدر الصورة

هدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بنزع سلاح حركة حماس "بعنف" وسط تحركات لعناصر الحركة لإعادة فرض سيطرتها على قطاع غزة، واستهداف ما وصفته بـ"المتعاونين" مع الجيش الإسرائيلي.

وقال ترامب، في حديثه للصحفيين يوم الثلاثاء، إنه إذا لم تتخل حماس عن سلاحها بإرادتها خلال "فترة زمنية معقولة، سوف ننزع سلاحها". ولم يُحدد الرئيس الأمريكي الموعد الذي يتوقع أن تُسلم فيه الحركة سلاحها.

وجاءت تعليقات الرئيس الأمريكي هذه في الوقت الذي انتشرت فيه مقاطع مصورة، نُشرت على شبكة الإنترنت، تظهر إعدامات علانية واستعراضات أخرى للقوة من جانب مقاتلي حماس في قطاع غزة، منذ بدء سريان وقف إطلاق النار بوساطة الولايات المتحدة الأسبوع الماضي.

وتأتي عمليات الإعدام، التي حدد موقعها فريق بي بي سي لتقصي الحقائق عند تقاطع طرق في وسط مدينة غزة، بعد تعهد حركة حماس بالقضاء "الانفلات الأمني" في القطاع.

وقد أظهرت مقاطع مصورة أخرى، تم التحقق منها، رجالاً مسلحين يرتدون شارات تحدد هويتهم كأعضاء في قوى الأمن الداخلي التابعة لحماس، أثناء قيامهم بدورية وكذلك مقاتلين مُلثمين يطلقون النار على رجال عُزل.

وقال محللون لبي بي سي لتقصي الحقائق، إن استعراض القوة يهدف جزئياً على الأقل إلى مواجهة العشائر المسلحة التي تحدت بشكل متزايد سيطرة الحركة على القطاع على مدى العامين الماضيين.

وتعود التوترات بين حماس وبعض الفصائل التي تقاتلها حالياً إلى ما قبل الحرب.

وصرح خبير لبي بي سي لتقصي الحقائق، بأن بعض هذه الفصائل، مثل عائلة دغمش، متورطة تاريخياً في التهريب عبر حدود القطاع مع إسرائيل. وقد أسفرت الاشتباكات الأخيرة بين دغمش وحماس عن مقتل أكثر من 50 شخصاً، من بينهم 12 عنصراً من عناصر حماس.

وقالت إسرائيل، في السابق، إنها زودت جماعات مسلحة أخرى في القطاع بالأسلحة. وتعهدت إحدى وحدات الأمن الداخلي التابعة لحماس مؤخراً بـ"القضاء على العصابات والميليشيات" التي اتهمتها بالتعاون "مع العدو".

وأظهر مقطع مصور نُشر، ظهيرة يوم الاثنين، مقاتلين من حركة حماس وهم يعدمون مجموعة من ثمانية رجال. وحددت بي بي سي لتقصي الحقائق، موقع الحادثة المُصورة، حيث وقعت في تقاطع طريق بحي الزيتون الذي يقع وسط مدينة غزة، والتي كانت نقطة ارتكاز لهجوم بري إسرائيلي واسع النطاق خلال الأسابيع الأخيرة، ولكنها عادت الآن ليصبح تحت سيطرة الحركة بعد الانسحاب العسكري الإسرائيلي.

ويظهر في المقطع المُصور مقاتلين، بعضهم كان يرتدي دروعاً واقية وعصابات رأس عليها شعار حماس، بينما يصطف هؤلاء المقاتلون رجالاً في صف أمام حشد كبير، بدا أنه يضم طفلاً واحداً صغيراً على الأقل.

وبعد إجبار مقاتلي حماس الرجال على الركوع على ركبتيهما، تُسمع الحشود وهي تهتف، قائلة: "متعاون" أو "عميل".

ثم أطلق بعدها مقاتلو حماس المتجمعون النار على الرجال المُقيدين، ليسقطوا بعدها على الأرض. وبعدها أطلق المقاتلون النار في الهواء وهتفوا "عاشت كتائب القسام" - الجناح العسكري لحماس.

مصدر الصورة

وأظهر مقطع مصور آخر، تم التحقق منه، مُسلحين مُلثمين يجبرون رجلاً على الركوع على ركبتيه في وسط تقاطع في نفس طريق حي الزيتون، قبل أن يُطلقوا النار على ساقه.

وفي القطع المصور هذا، دوت طلقات نارية أخرى، أعقبتها صرخات، لكن المقطع لا يُظهر ما إذا كان أشخاص آخرون قد هوجموا أم الا. وبعد إطلاق النار يظهر في المقطع نفسه، عدة رجال مسلحين يقفون بينما يحيطون بالرجل المُصاب، بينما يلوحون للمتفرجين الذين شهدوا الحادث.

ولم يتضح بعد السبب الذي دفع إلى وقوع الحادثة، التي انتشرت لأول مرة على شبكة الإنترنت في 10 أكتوبر/تشرين الأول. ولم تُسفر عمليات البحث عن الصور على محرك البحث غوغل عن أي نتائج سابقة.

وعبر فلسطينيون لبي بي سي عن مخاوفهم من عمليات الإعدام العلنية.

وقال محامٍ مقيم في غزة: "لماذا يهتف الناس للفوضى؟ رجل ملثم يقتل رجلاً ملثماً آخر بدون أي دليل وبدون تحقيق وبدون محاكمة وبدون حتى فترة انتظار للاستئناف. ماذا نسمي هذا؟ مقاومة؟ لا، هذا خروج على القانون".

وأضاف ناشط من وسط قطاع غزة، قائلاً: "لا يمكن تصحيح خطأ بخطئٍ آخر. إن الإعدامات بدون محاكمة عادلة جريمة. نسأل الله أن يهدي شعبنا".

في هذه الأثناء، تم نشر عناصر من قوى الأمن الداخلي التابعة لحركة حماس في مختلف أنحاء مدينة غزة في استعراض للقوة من قبل الحركة.

وتمكن فريق بي بي سي لتقصي الحقائق، من تحديد موقع عدة صور ظهر فيها مقاتلان يرتديان شارات وحدات الأمن الداخلي وكانا يتسلحان ببنادق وينتشران عند مفترق طرق في مدينة غزة.

مصدر الصورة

وشملت مظاهر أخرى لاستعراض القوة، رجالاً مسلحين يحملون بنادق هجومية ويسيرون في سوق بمنطقة الزيتون، وتتبعهم مجموعة صغيرة تلوح بالعلم الفلسطيني.

وقال الدكتور فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد، لبرنامج توداي الذي يبُث بالإنجليزية عبر راديو بي بي سي: "أعتقد أن ما تحاول حماس القيام به هو تعبئة قواتها باستخدام قوات وزارة الداخلية، لتأكيد وتعزيز سيطرتها".

وأضاف أن "حماس ستكون قادرة على تدمير مُختلف العشائر والعصابات واللصوص والميليشيات، في المناطق التي تسيطر عليها لأن قواتها أكثر خبرة وأكثر مهارة وأكثر تصميماً".

ويقول محللون إنه على الرغم من أن حركة حماس كان لديها منذ فترة طويلة، منافسون من مختلف الجماعات المسلحة في القطاع وكانت تتنامي منافستهم، إلا أن قصف إسرائيل لغزة وتخفيف قبضة الحركة على السلطة سمح لبعض العشائر بتعزيز قوتها.

كما يقول يانيف فولر، أحد كبار المحاضرين في سياسات الشرق الأوسط بجامعة كينت، لبي بي سي تقصي الحقائق: "إن انهيار المؤسسات الاجتماعية الأخرى أدى إلى زيادة الانجذاب إلى العشائر، التي يمكن أن تعمل كشبكة اجتماعية لأعضائها".

وأضاف أنه " على الأقل تلقت بعض العشائر، كما تفيد التقارير، أسلحة ودعماً آخر من القوات الإسرائيلية، لتكون بمثابة وكلاء ضد حماس".

وتنشط بعض الميليشيات أيضاً في مناطق خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي. وتمكن فريق بي بي سي لتقصي الحقائق، من خلال تحليل مقاطع مصورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، من تحديد قواعد تستخدمها جماعتان مسلحتان متنافستان لحركة حماس داخل الأراضي الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي، ومن بينهما واحدة تقع قرب مدينة رفح في الجنوب، والأخرى قرب بلدة بيت حانون بالشمال.

ورداً على ظهور حماس مجدداً وعلى دور قواتها الأمنية في حفظ الأمن، قال ترامب في وقت سابق إن هذا لا يقع خارج اتفاق السلام.

وقال الرئيس الأمريكي للصحفيين، يوم الاثنين، "إن (حماس) تريد وقف المشاكل وكانت منفتحة بشأن ذلك، وقد منحناهم الموافقة لفترة من الزمن".

وأضاف: "هناك ما يقارب مليوني شخص سيعودون إلى المباني التي هُدمت، وقد تحدث أمور سيئة كثيرة. لذا نريدها أن تكون آمنة".

وقال الدكتور فواز جرجس إن الولايات المتحدة وحلفاءها ليس لديهم خيار سوى السماح لحماس بإظهار بعض القوة في غزة إذا كان سيكون هناك أي تأثير ملموس لوقف إطلاق النار.

وأضاف جرجس: "دون أمن لا يمكنك إيصال المساعدات. دون أمن لا يمكنك أن تنعم بحياة حقيقية...يدرك الأمريكيون أن القوة الوحيدة هي حماس، وهذه هي المفارقة".

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا