قالت مجلة لوبوان إن رئيس تايوان لاي تشينغ تي أعلن في عيد بلاده الوطني إطلاق مشروع "تي دوم"، لتعزيز قدرات الردع العسكرية للجزيرة في مواجهة أي "عدوان" صيني محتمل.
ويأتي هذا الإعلان -حسب مراسلة المجلة في تايوان أيلين هو- بعد تحذير الرئيس الصيني شي جين بينغ من أي تحركات انفصالية نحو استقلال تايوان، وقال لاي أمام مئات المواطنين إن "العدوان يفشل، والوحدة تنتصر، والسلام ينتزع بالقوة".
وأوضحت المجلة الفرنسية أن "تي دوم" نظام دفاعي حديث مضاد للصواريخ، استوحى اسمه من القبة الحديدية الإسرائيلية، وهو ثالث نظام من هذا النوع إلى جانب القبة الحديدة الإسرائيلية و القبة الذهبية الأميركية.
وقال شو تشيشيانغ، الباحث في معهد الأبحاث التايواني للأمن والدفاع الوطني إن "ما يجمع بين هذه الأنظمة الثلاثة هو الاسم فقط، حيث إن القبة الحديدية الإسرائيلية صممت لاعتراض تهديدات منخفضة الارتفاع وبسيطة التقنية، في حين أن القبة الأميركية الأكثر طموحا، تهدف لصد هجمات ب صواريخ فرط صوتية أو نووية من دول كبرى مثل روسيا أو الصين".
أما النسخة التايوانية فهي أكثر تقليدية، وتعمل وفق نظام "الكاشف المطلق"، حيث ترصد وتسقط الطائرات والمسيرات والصواريخ الجوالة، وتهدف إلى دمج منظومات الصواريخ والرادارات ومراكز القيادة في نظام متكامل واحد.
وتعتمد تايوان في تنفيذ مشروعها -حسب المراسلة- على قدراتها المحلية في تصنيع الرقاقات والتكنولوجيا، إضافة إلى شراكات إستراتيجية مع شركات دفاع أميركية.
وقد وقعت تايوان على اتفاق لإدخال نظام القيادة القتالية المتكاملة إلى الخدمة، مما يسمح بربط كل منظومات الدفاع في مركز تحكم موحد، بعدما كانت تعمل بشكل مستقل في السابق.
ورغم التقدم التكنولوجي، يواجه المشروع تحديات مالية وبشرية كبيرة، مع أن الرئيس لاي أعلن عن زيادة تدريجية في ميزانية الدفاع لتصل إلى 5% من الناتج المحلي بحلول 2030، لكن هذه الزيادة قد لا تكون كافية بدون دعم أميركي مباشر، حسب المراسلة.
وفي هذا السياق، وافق الكونغرس الأميركي مؤخرا على حزمة مساعدات لتايوان بقيمة مليار دولار، رغم اعتراض الرئيس دونالد ترامب ، الذي يطالب تايوان بتحمل كامل تكاليف دفاعها.
وفي سعيها لإرضاء الإدارة الأميركية، قامت الحكومة التايوانية بتسريع مشاريع عسكرية محلية، مثل بناء سبع غواصات، وتوسيع مشتريات الأسلحة من واشنطن، لكن التحدي الأكبر بالنسبة لها، يبقى في نقص الكوادر البشرية، وسط عزوف متزايد عن الخدمة العسكرية، بسبب المخاوف من اندلاع حرب مع الصين.
وفي ظل هذه المعطيات، لا يبدو "تي دوم" مجرد مشروع عسكري، بل رسالة سياسية واضحة موجهة إلى بكين، ومؤشرا على جدية تايبيه في تعزيز دفاعاتها، استعدادا لأي تصعيد عسكري محتمل، كما ترى المراسلة.
ومع بقاء مستقبل تايوان محل شد وجذب في المعادلة الجيوسياسية بين الصين والولايات المتحدة، يبقى السؤال المطروح هل سيكون هذا "الردع التكنولوجي" كافيا بعد تحذير الرئيس الصيني شي جين بينغ المتجدد وما يعكسه من توتر إقليمي متزايد.