آخر الأخبار

توقّف عمل الصليب الأحمر بمدينة غزة إنذار بموت جماعي

شارك

غزة – أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها أُجبرت على تعليق عملها مؤقتا في مقرّها ب مدينة غزة ، في ظل تصاعد العملية العسكرية الإسرائيلية بالمدينة، الأمر الذي سيكون له انعكاس خطير على عمل المستشفيات وحركة سيارات الإسعاف والدفاع المدني وتلبية نداءات الاستغاثة، وتدفق الإمدادات الإنسانية.

ونقلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر موظفيها من مدينة غزة إلى مكاتبها في جنوب قطاع غزة . وقال المتحدث باسم اللجنة هشام مهنا للجزيرة نت، إن اللجنة أجبرت على هذا القرار، وتم نقل الموظفين "لضمان سلامتهم واستمرارية عملهم".

ومن شأن توقف عمل اللجنة الدولية في مدينة غزة أن يزيد معاناة آلاف الفلسطينيين، الذين لا يزالون متمسكين بالبقاء فيها، ويرفضون مغادرتها، رغم ما تمارسه قوات الاحتلال من ترهيب وجرائم بهدف دفعهم للنزوح لمناطق جنوب القطاع ووسطه.

مصدر الصورة هشام مهنا: أُجبرنا على مغادرة غزة لضمان سلامة موظفينا واستمرارية عملهم (الجزيرة)

ظروف قاسية

ويأتي قرار تعليق اللجنة الدولية لعملها في مدينة غزة، "في وقت يواجه فيه عشرات الآلاف من سكان المدينة ظروفا إنسانية مروعة، وهم في أمس الحاجة إلى مزيد من المساعدة، في ظل تدهور الوضع"، وفقا لمهنا.

ويقول المتحدث باسم "الصليب الأحمر" إن المدنيين في المدينة يتعرضون للقتل والنزوح القسري، ويجبرون على تحمل ظروف قاسية، وقد عملت فرق الاستجابة الأولية، بمن فيهم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني، بلا كلل لتقديم الإغاثة، إلا أن قدرتهم على الحركة والوصول الآمن إلى السكان المدنيين مقيدة بشدة".

ووفقا لمهنا، فإن اللجنة الدولية للصليب الأحمر "ستواصل جهودها لتقديم الدعم للمدنيين في مدينة غزة، كلما سمحت الظروف، من خلال مكاتبنا في دير البلح و رفح ، والتي لا تزال تعمل بكامل طاقتها، ويشمل ذلك تقديم الشحنات الطبية للمرافق الصحية القليلة المتبقية في مدينة غزة، وبذل قصارى جهدها لتسهيل حركة المستجيبين الأوائل"، في إشارة لفرق الدفاع المدني والمسعفين.

إعلان

ويؤكد مهنا أن اللجنة ملتزمة بالعودة لمدينة غزة حينما تسمح الظروف بذلك، لافتا إلى أنها موجودة في هذه المدينة منذ عقود، "وعقب التصعيد الأخير للأعمال العدائية، بقيت فرقها هناك لأطول فترة ممكنة لحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر ودعمها".

توقف الإمدادات

وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، زودت اللجنة الدولية المستشفيات والمراكز الصحية القليلة المتبقية في مدينة غزة بإمدادات طبية منقذة للحياة، في ظل تزايد أعداد المصابين، "كما دعمنا الأفران المحلية في 14 مخيما للنازحين، والتي توفر 45 ألف رغيف خبز يوميا لـ1600 عائلة"، وفقا للمتحدث باسم اللجنة.

ويضيف مهنا "قدمت فرق اللجنة الدولية خزانات مياه، وخدمات نقل مياه بالشاحنات، ودعمت إصلاح شبكات المياه والصرف الصحي جنبا إلى جنب مع مقدمي الخدمات المحليين".

وشدد على أنه "لا يزال إنقاذ الأرواح ممكنا"، وحث على حماية المدنيين سواء بقوا في مدينة غزة أو غادروها، معتبرا أن إسرائيل، بصفتها القوة المحتلة، ملزمة بضمان تلبية احتياجاتهم الأساسية.

وأكد على ضرورة احترام وحماية الطواقم والمرافق والمركبات الطبية، وعلى وجوب احترم أفراد الدفاع المدني وحمايتهم، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بسرعة ودون عوائق، وتسهيل وصول تلك المساعدات في جميع أرجاء قطاع غزة.

إنذار بموت جماعي

ويقول مدير الدعم الإنساني والتعاون الدولي في جهاز الدفاع المدني الدكتور محمد المغير، للجزيرة نت، إن "تعليق اللجنة الدولية لعملها في مدينة غزة سيعرقل عملنا ومهماتنا الإنسانية".

وستتأثر عمليات التنسيق والاستجابة لنداءات الاستغاثة، وحسب المغير فإن "جرحى سيفقدون حياتهم بسبب عدم قدرتنا على الوصول إليهم في مناطق الوجود العسكري لقوات الاحتلال أو في المناطق التي تسيطر عليها مسيّرات " كوادكابتر "، ويحتاج الوصول إليها لتنسيق مسبق عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر".

ويقول إن كل جريح في مدينة غزة سيتحول إلى شهيد، بعد قرار اللجنة الدولية تعليق عملها ومغادرة المدينة، حيث يعرقل الاحتلال ويماطل في طلبات التنسيق لإسعاف الجرحى حتى مع وجود اللجنة الدولية على الأرض وفي الميدان، وبعد تعليق عملها سيصبح الواقع أشد تعقيدا وخطورة.

ورغم هذه التعقيدات التي تواجه عمل فرق الدفاع المدني، يشدد المغير على أن عملهم لن يتوقف، وسيبقون في الميدان داخل مدينة غزة طالما بقي فيها مواطن واحد.

وبدوره، يصف مدير عام مجمع الشفاء الطبي الدكتور محمد أبو سلمية الأوضاع في مدينة غزة بأنها "كارثية ومأساوية"، ويقول للجزيرة نت "منذ أسابيع يغلق الاحتلال منفذ زيكيم، واليوم أغلق طريق الرشيد الساحلي، ومعنى ذلك أنه لن تصلنا في مدينة غزة أية إمدادات إنسانية أو طبية".

وقبل أيام خرجت منظمة أطباء بلا حدود عن العمل في مدينة غزة، واليوم جاء قرار اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتعليق عملها في المدينة، وستكون لذلك تداعيات خطيرة جدا على القطاع الصحي، "فهم شركاؤنا وكانوا يمدوننا ببعض الأدوية والاحتياجات، وكانت لهم عيادات تعمل في المدينة وكلها أغلقت تماما"، حسب أبو سلمية.

ووفقا له، فإن كل الهيئات والمنظمات الدولية تقريبا غادرت مدينة غزة، وهذا يزيد الضغط على المستشفيات والمرافق الصحية القليلة التي لا تزال تعمل في المدينة وتكابد من أجل البقاء رغم المخاطر وصعوبة الوصول إليها مع تقدم الدبابات والآليات الإسرائيلية.

إعلان

وفي ظل هذا الواقع المرير، يقول مدير عام مجمع الشفاء الطبي إن "مئات الآلاف من السكان والنازحين في مدينة غزة سيكون مصيرهم مجهولا، ولن يجدوا الرعاية الصحية والطبية اللازمة، خاصة جرحى الحرب، وأصحاب الأمراض المزمنة".

وحذّر أبو سلمية من أن خروج اللجنة الدولية للصليب الأحمر من مدينة غزة ينذر بمستوى آخر من العدوان، خاصة أنه تزامن مع إغلاق طريق الرشيد، "ما يجعل المدينة في مواجهة كارثة حقيقية".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا