خص الرئيس الكاميروني بول بيا صحيفة كاميرون تريبون الرسمية في مقابلة نشرت في 29 سبتمبر/أيلول 2025، تزامنا مع الحملة الانتخابية الجارية قبل الاقتراع الرئاسي المقرر في 12 أكتوبر/تشرين الأول.
المقابلة، التي تصدرت الصفحة الأولى بعنوان "بول بيا يتحدث"، لم تتناول مباشرة الاستحقاق الرئاسي، بل ركزت على إصدار جديد لكتاب بيا المرجعي من أجل الليبرالية المجتمعية، الصادر أول مرة عام 1987.
بيا، البالغ 92 عاما والمرشح لولاية جديدة، قال إن النسخة الجديدة ليست مجرد إعادة طباعة، بل صياغة موسعة تعكس، على حد تعبيره، حيوية فكره السياسي ومواكبته تحديات العولمة والتحولات الرقمية.
وأكد أن الليبرالية المجتمعية ما زالت خيارا صالحا لتطوير الكاميرون، واصفا إياها بأنها فكر يستند إلى تقاليد المجتمع الكاميروني ويتفاعل مع متطلبات العصر.
ورغم تزامن صدور الكتاب مع الحملة، نفى الرئيس أن يكون مجرد أداة دعائية، معتبرا أنه يمثل "إستراتيجية للتنمية ومنهجا في الإدارة وتمكين الشباب".
لكن محللين رأوا في الخطوة محاولة لتعويض غياب بيا عن الميدان منذ بدء الحملة.
وقال الباحث أريستيد مونو إن فريق الاتصال الرئاسي "يضاعف المبادرات لتعويض الغياب"، بينما اعتبر معارضون أن الخطوة تكشف فجوة بين خطاب الرئيس والواقع الاقتصادي والاجتماعي.
من جهته، وصف مدير حملة المرشح المعارض جوشوا أوسي، لويس-ماري كاكديو، المقابلة بأنها "دليل على الانفصال عن أولويات المواطنين"، مشيرا إلى أن معدل النمو عند وصول بيا إلى السلطة كان 15%، بينما لا يتجاوز اليوم 3%.
في المقابل، يواصل حزب "التجمع الديمقراطي للشعب الكاميروني" الحاكم تنظيم مهرجانات انتخابية في العاصمة، مؤكدا أن كتاب الرئيس "مرجع غني بالأفكار" يوجّه خط الحزب.
ومع احتدام السباق، تتجه الأنظار إلى مدينة ماروا شمالي البلاد، حيث يُتوقع أن يظهر بيا شخصيا خلال مهرجان انتخابي في الأيام المقبلة، في أول مشاركة ميدانية له منذ انطلاق الحملة.