أعرب رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام عن استغرابه من التصريحات الأخيرة للموفد الأميركي توم برّاك التي شكك فيها بجدية الحكومة اللبنانية ودور الجيش في نزع سلاح حزب الله ، بينما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري إن جيش بلاده "ليس حرس حدود لإسرائيل".
وشدد سلام في بيان على أن الحكومة ملتزمة بتنفيذ بيانها الوزاري كاملا وببسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وحصر السلاح في يدها.
من جانبه، قال نبيه بري إنّ توصيف براك للحكومة اللبنانية والجيش والمقاومة مرفوض بالشكل والمضمون ومناقض لما قاله سابقا.
وجدد بري تمسك لبنان رئيسا وحكومة ومقاومة باتفاق وقف إطلاق النار الذي قال إنّ إسرائيل تمعن في خرقه وعدم الوفاء بأي من الالتزامات التي نصّ عليها.
وقال إن العدوان الإسرائيلي "لا يستهدف فئة أو منطقة أو طائفة، بل كل لبنان"، داعيا إلى "صحوة وطنية شاملة للتصدي لأي عدوان محتمل".
وأكد بري أنّ الجيش اللبناني لن يكون حرس حدود لإسرائيل وأنّ سلاحه ليس سلاح فتنة وأنّ مهامه مقدسة لحماية لبنان واللبنانيين.
وكان المبعوث الأميركي إلى لبنان توم برّاك قال إن الولايات المتحدة سلحت الجيش اللبناني ليقوم بتجريد حزب الله من سلاحه، وإنه لا أحد يمكن أن يفكر أنها ستسلحه لمحاربة إسرائيل.
وأضاف برّاك "كل شيء تغير في الشرق الأوسط بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقول إنه لا يهتم بالحدود ولا بالخطوط الحمراء ولا الزرقاء ولا الخضراء، وإذا أحس أن حدوده أو شعبه مهددان فسيصل إلى أي مكان وسيفعل أي شيء".
وادعى براك في مقابلة تلفزيونية أن "كل ما يفعله لبنان هو الكلام، ولم يفعل شيئا، وعلى الحكومة اللبنانية تحمل مسؤولياتها، وأن تعلن بوضوح أنها ستنزع سلاح حزب الله الذي يعيد بناء قوته".
وفي الخامس من أغسطس/آب الماضي قررت الحكومة اللبنانية حصر السلاح -بما فيه سلاح حزب الله- بيد الدولة، وتكليف الجيش بوضع خطة لإتمام ذلك خلال شهر وتنفيذها قبل نهاية عام 2025، إلا أن القرار لاقى اعتراضا من "حزب الله" و" حركة أمل ".
كما أكد الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم مرارا أن الحزب لن يسلم سلاحه إلا في حال انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية وإيقاف عدوانها على البلاد والإفراج عن الأسرى وبدء إعادة الإعمار.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023 شنت إسرائيل عدوانا على لبنان حولته في سبتمبر/أيلول 2024 إلى حرب شاملة قتلت خلالها أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا آخرين.
ورغم التوصل في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، فإن الأخيرة خرقته أكثر من 4 آلاف و500 مرة، وهذا أسفر عما لا يقل عن 276 قتيلا و613 جريحا، وفق بيانات رسمية.
وفي تحدٍ للاتفاق تحتل إسرائيل 5 تلال لبنانية سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.