في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تونس- يثير احتجاز عدد من السجناء السياسيين المحسوبين على حركة النهضة جدلا واسعا في الساحة التونسية، في ظل تصاعد المخاوف بشأن أوضاعهم الصحية، وتنامي اتهامات من عائلاتهم ومن الحزب ذاته بتعرضهم لسوء معاملة ذات خلفية سياسية.
بين هؤلاء المعتقلين -الذين برزت أسماؤهم مؤخرا- رئيس حركة النهضة بالنيابة منذر الونيسي، وهو طبيب عُيّن في تلك المسؤولية الحزبية بعد اعتقال زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي في أبريل/نيسان 2023.
كما برز اسم الحبيب اللوز وهو قيادي بحركة النهضة وعضو سابق بالمجلس الوطني التأسيسي (2013-2011)، والاثنان قد اعتقلا بتهم مختلفة لكنها خطيرة وتتعلق بالإرهاب والتآمر على أمن الدولة.
ووجه أفراد عائلات هؤلاء المساجين نداءات استغاثة لتوفير الرعاية الطبية اللازمة وحماية حياتهم وكرامتهم داخل السجن، في حين نددت حركة النهضة بما وصفته تنكيلا بالمساجين السياسيين داخل السجون التونسية.
في السياق، تقول رحمة العبيدي، زوجة منذر الونيسي، إن زيارتها الأخيرة له أظهرت تدهور حالته الصحية بسجن المرناقية بالعاصمة، موضحة أنه يعاني من ضعف في وظائف الكلى وارتفاع ضغط الدم.
ورغم أن وضعه الصحي يحتاج إلى متابعة طبية دقيقة من تحاليل طبية وفحوصات وأدوية منتظمة، تؤكد العبيدي -للجزيرة نت- أن زوجها يحرم أحيانا من الحصول على الأدوية الخاصة مما يزيد من معاناته داخل السجن.
وتشير إلى أن نقل زوجها إلى المستشفى لإجراء التحاليل أو الفحوصات يكون غالبا في وقت متأخر وفي ظروف غير مهيأة لنقل للمرضى، إذ يُجبر على استخدام شاحنة ضيقة من قبل إدارة السجن.
وأشارت رحمة العبيدي إلى أن زوجها، رغم معاناته من أمراض مزمنة وخطرة، تعرض للضرب المبرح من أحد موظفي السجن، إضافة إلى تلقيه شتائم، وذلك نتيجة رفضه الركوب في شاحنة اعتبرها غير مناسبة وتهين كرامة السجين.
وأكدت أنها اتصلت بالمحامين لرفع قضية ضد إدارة السجن بتهمة سوء المعاملة والاعتداء المادي واللفظي على زوجها، محملة السلطة مسؤولية السلامة الجسدية لزوجها وضمان احترام الحقوق الأساسية في السجن.
ودانت حركة النهضة الاعتداء المادي والمعنوي الذي تعرض له منذر الونيسي داخل السجن، معتبرة أن "الحادثة لا يمكن اعتبارها حالة معزولة، خصوصا في ظل علم الأعوان بحالته الصحية المتردية".
ودعت الحركة -التي زجّ بأغلب قياداتها وأعضائها في السجون بتهم الإرهاب والتآمر- إلى فتح تحقيق جدي وتمكين منظمات حقوق الإنسان من معاينة وضعه ومتابعة أوضاع جميع المساجين السياسيين.
ولم تعد رحمة العبيدي تكترث لظروف زيارة زوجها، سواء الانتظار ساعات طويلة واقفة أو قصر مدة الزيارة التي لا تتجاوز 15 دقيقة مرة واحدة في الأسبوع، وكل ما تطلبه الآن هو توفير الرعاية اللازمة لزوجها.
ومنذ اعتقاله في سبتمبر/أيلول 2023 لم تُحدد جلسة لمحاكمة منذر الونيسي.
من جانبه، قال زياد اللوز -للجزيرة نت- إن والده، الحبيب اللوز، يعاني من الإهمال داخل السجن رغم إصابته بأمراض مزمنة.
ويعاني اللوز من تدهور في وضعه الصحي بسبب أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم، إضافة إلى فقدانه البصر في إحدى عينيه، وقد أصبح مقعدا على كرسي متحرك بسبب آلام حادة في الظهر والساق.
ويضيف زياد اللوز أن إدارة السجن تمنع إدخال العدسات الطبية الخاصة ومواد تنظيفها الضرورية، رغم توصية الأطباء، مما يجعل حالة والده أكثر هشاشة ويعرضه لمخاطر فقدان البصر بالكامل.
كما يعاني الحبيب اللوز- الذي اعتقل في حملة اعتقالات واسعة شملت معارضين من مختلف التيارات الفكرية بداية من فبراير/شباط 2023- من فقدان السمع تقريبا ولم يعد قادرا حتى على متابعة مداولات المحكمة.
ويدعو نجله زياد اللوز السلطات للسماح بإدخال الأدوية والعدسات الطبية ومواد تنظيفها، وضمان احترام كرامة والده وسائر المعتقلين داخل السجون، مطالبا ناشطي حقوق الإنسان بالتدخل العاجل.
وكانت حركة النهضة نددت في بلاغ لها بمنع إدخال الأدوية الضرورية إلى الحبيب اللوز، معتبرة ذلك جزءا من سياسات ممنهجة للتنكيل بالمعارضين، داعية منظمات المجتمع المدني إلى معاينة وضعه والاضطلاع بواجباتها تجاه الانتهاكات التي شملت المساجين السياسيين.
وتأتي هذه الدعوات في ظل انتقادات واسعة لسياسات الرئيس قيس سعيد ، حيث يرى المعارضون أنه استخدم القضاء للزج بخصومه في السجن والتنكيل بهم على إثر حملة اعتقالات واسعة ومحاكمات سياسية، وفق تعبيرهم.
والسبت الماضي نظمت جبهة الخلاص المعارضة، وتعد حركة النهضة أحد أبرز مكوناتها، وقفة احتجاجية في وسط العاصمة للمطالبة بالإفراج عن المساجين السياسيين.