في وقت تتسارع فيه خطوات الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، إذ أعلنت بريطانيا وأستراليا وكندا وفرنسا ، وغيرها من الدول، اعترافها الرسمي خلال الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة، تبرز القارة الأفريقية كإحدى الساحات الأكثر دعما للقضية الفلسطينية، فقد اعترفت 52 من أصل 54 دولة أفريقية بفلسطين، معظمها منذ إعلان الاستقلال قبل 37 عاما، فيما تبقى الكاميرون وإريتريا خارج هذا الإجماع.
في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1988، أعلن الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات من العاصمة الجزائرية استقلال دولة فلسطين، في نص صاغه الشاعر محمود درويش ، لتكون الجزائر أول دولة في العالم تعترف بها رسميا.
جسّد هذا الموقف تضامنا تاريخيا بدأ منذ قرار تقسيم فلسطين عام 1947، وسرعان ما تبعته دول المغرب العربي: المغرب وتونس وموريتانيا ، ضمن مجموعة أولى ضمت 14 دولة.
خلال أسابيع من إعلان الاستقلال، انضمت 75 دولة إلى قائمة الدول المعترفة، كان معظمها من أفريقيا، بينها السودان ومصر ونيجيريا وبوركينا فاسو والسنغال وغينيا.
رأت هذه الدول، التي خرجت حديثا من حقبة الاستعمار، في النضال الفلسطيني امتدادا لمعركتها من أجل التحرر، دون أن يمنعها ذلك من إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل .
سعت جنوب أفريقيا إلى إنهاء نظام الفصل العنصري وعقب وصول نيلسون مانديلا إلى الحكم عام 1994، أعلنت اعترافها بفلسطين في 15 فبراير/شباط 1995، وكان ذلك أحد أول قرارات الرئيس الجديد.
وبعد 3 عقود، جدد وزير الخارجية الجنوب أفريقي رونالد لامولا دعوته من على منبر الأمم المتحدة الشهر الماضي قائلا: "على جميع الدول أن تعترف بشكل عاجل بدولة فلسطين"، واصفا الخطوة الفرنسية المرتقبة بأنها "مرحلة مهمة نحو حل الدولتين ".
اليوم، تظل الكاميرون وإريتريا الدولتين الوحيدتين في القارة اللتين لم تعترفا بفلسطين، في ظل تعاون أمني وثيق مع إسرائيل، مما يجعلهما خارج الإجماع الأفريقي شبه الكامل على دعم الدولة الفلسطينية.