آخر الأخبار

ما مستقبل الوساطة في حرب غزة بعد هجوم إسرائيل على حماس في قطر؟

شارك
مصدر الصورة

جاء قصف إسرائيل لقيادة حماس في قطر ليطرح أسئلة كبيرة يقف في طليعتها سؤال حول مستقبل الجهود الدبلوماسية لإيقاف حرب غزة.

لطالما كانت قطر الوسيط الرئيسي لعملية التفاوض بين إسرائيل وحماس، وهي العملية التي شاركت فيها إدارة الرئيس ترامب على مدى أشهر في مسعى لتحقيق الهدف الذي قال ترامب دائماً بأنه يريده وهو إنهاء حرب غزة وإطلاق سراح الرهائن.

وفّرت قطر وجوداً سياسياً لحماس التي تصنفها الولايات المتحدة "منظمة إرهابية"، وقد أمّن ذلك الوجود وسيلة للاتصال والعمل الدبلوماسي.

وأصبحت تلك الوسيلة أكثر أهمية منذ اندلاع حرب غزة ومقتل القادة الأساسيين لحماس داخل غزة لتبقى قيادة الحركة خارج قطاع غزة مسؤولة عن المفاوضات.

اعتمدت إدارة الرئيس ترامب على وساطة قطر ومصر لشهور طويلة، لكن فكرة التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن وإيقاف الحرب كانت تقترب أحياناً مع أنباء ومؤشرات عن اتفاق وشيك، لتعود وتبتعد.

وكان من اللافت أن ترامب وجّه قبل يومين فقط من هجوم إسرائيل على حماس في قطر تحذيراً قال إنه الأخير لحماس، دعاها فيه لتسليم كل الرهائن من أجل إنهاء الحرب الذي قال إنه سيأتي بسرعة، أما في حالة عدم إطلاق سراح الرهائن فإن على حماس أن تتحمل العواقب.

لكن بيان البيت الأبيض بعد الهجوم على قيادة حماس في الدوحة تضمّن نبرة عدم تأييد للهجوم ووصفه بأنه لم يكن منسجماً مع أهداف أمريكا وإسرائيل.

مع ذلك قال البيان إن "ضرب حماس كان هدفاً يستحق تجاوز بعض الاعتبارات".

وأقرّت إدارة ترامب بأنها تلقت إشعاراً قبل الهجوم الإسرائيلي لكن من غير تقديم كل المعلومات التفصيلية عن ذلك.

ثمن سياسي

مصدر الصورة

في واقع الأمر ما كانت إسرائيل لتشنّ هجومها على حماس داخل قطر، حيث تقع قاعدة (العدّيد) الأمريكية الضخمة، إلا بإذن من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو بغض الطرف منه على الأقل.

تحمّل ترامب بذلك ثمناً سياسياً إذ تعد قطر حليفاً مقرباً من الولايات المتحدة كما أن هناك قوات وقواعد عسكرية أمريكية في قطر.

وقد امتدح ترامب ومقربون منه قطر في أكثر من مناسبة على دورها في الوساطة وغير ذلك. وتحدّث مبعوث ترامب للشرق الأوسط وصديقه الشخصي ستيف ويتكوف، عن قطر ودورها بإيجابية. وكانت قطر واحدة من المحطات الثلاث في جولة ترامب الخليجية بالإضافة إلى السعودية والإمارات.

ويقول الباحث في معهد واشنطن غيث العمري لبي بي سي، إن موقف إدارة ترامب مع ذلك يتسم بأنه متغير، ويرجح العمري موافقة أمريكا على الهجوم. ويرى العمري أنه سيكون من الصعب الآن تصور استمرار الوساطة بعد الهجوم الإسرائيلي.

ويرى دينيس روس الدبلوماسي السابق الذي لعب أدواراً بارزة في ملف العلاقات الأمريكية مع إسرائيل والفلسطينيين أن الوساطة القطرية ربما لن تستمر،وقال لبي بي سي: "من غير المرجح أن تستمر قطر في لعب دور الوساطة على الأقل في الوقت الحالي، ستكون مصر هي الوحيدة التي تلعب دور الوسيط".

وأعرب عن اعتقاده بأن الكثير يتوقف على موقف ترامب لأن عليه أن يقول لنتنياهو "لقد فعلت مع حماس ما فعلته مع حزب الله والآن وقت جيد لإعلان أنك قد كسبت الحرب، وأضعفت حماس وعليك أن تعمل مع العرب الآن. قد يقال إن الحرب لن تنتهي طالما كان هناك رهائن، لكن أيضاً الحرب لن تنتهي إلا إذا كان هناك بديل لحماس والعرب وضعوا خطة لوجود بديل لحماس".

لا تبدو نهاية الحرب قريبة بعد الهجوم الإسرائيلي على الدوحة رغم أن البيت الأبيض يقول إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال لترامب في مكالمة هاتفية بعد الهجوم إنه يريد السلام وبسرعة.

قد يستطيع ترامب ترميم العلاقات الأمريكية- القطرية وقد بدأ بذلك فعلاً عندما تحدث هاتفياً مع أمير قطر ورئيس وزرائها متعهداً لهما بأنه لن يكون هناك هجوم آخر داخل الأراضي القطرية. بيد أن هذا لايعني أن الوساطة القطرية ستعود، وربما تحاول إدارة ترامب استخدام وسطاء غير رسميين.

وساطة غير رسمية

لجأت أمريكا مؤخراً إلى وسطاء غير رسميين في الفترة الماضية، فقد لعب الأمريكي الفلسطيني الأصل بشارة بحبح، وهو زعيم منظمة للأمريكيين العرب دعمت ترامب أثناء الحملة الانتخابية، دوراً في الوساطة مؤخراً.

وقبل أيام قليلة من الهجوم الإسرائيلي أوصل الأمريكيون، بحسب مصادر إعلامية إسرائيلية، رسالة إلى حماس عن طريق الناشط الإسرائيلي الذي ولد ونشأ في أمريكا غيرشون باسكين. الرسالة التي حملها باسكين تضمّنت خطة ويتكوف لإطلاق سراح جميع الرهائن وإيقاف الحرب بعد ذلك. ولكن الهجوم على حماس في الدوحة جاء ليعرض مصير تلك الجهود للمجهول.

باسكين معروف بجهوده في مجال السلام ودعم حل الدولتين كما كانت له اتصالات مع غازي حمد، القيادي في حماس، في إطار الصفقة التي أدت إلى إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2011 .

يرى العمري أن الوسطاء غير الرسميين يمنحون الفرصة للإدارة الأمريكية لتجاوز العقبة القانونية التي تمنعها من الاتصال المباشر بحماس التي تصنفها "حركة إرهابية".

وقال: "لكن الأمر سيعتمد الآن على محتوى الرسالة الأمريكية وليس على هوية من يحملها".

وأضاف: "موقف حماس بعد هجوم الدوحة قد يتغير بعد أن كان في الماضي مرحّباً بالتواصل المباشر مع الأمريكيين ومتقبلاً لمقترحاتهم".

يقول دينيس روس إن الوسطاء في هذه القضية سواء كانوا رسميين أو غير رسميين يعملون في بيئة معقدة: "حماس تريد أن تحتجز البعض رهينة لأنهم يرون في ذلك النفوذ. إسرائيل تريد عودة الرهائن، كان هناك اتفاق جزئي على الطاولة، على ما يبدو أنه لم يعد مطروحاً".

ربما لاتكون قيادة حماس في الخارج قد فُقدت تماماً ولكن مستقبل أي جهد دبلوماسي قد يسعى لإحياء مبادرة إيقاف الحرب، سيعتمد على مستقبل وجود حماس في قطر وعلى العلاقات الأمريكية القطرية بعدما حدث.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا