آخر الأخبار

زمزم.. جامعة غير ربحية تسعى لبناء حلول واقعية لمشاكل الصومال

شارك

نور فرج شاب صومالي تخرج للتو من جامعة زمزم الوقفية في العاصمة الصومالية مقديشو بعد 4 سنوات قضاها في دراسة علوم الكومبيوتر لينضم إلى 1500 طالب مثله تخرجوا من 16 برنامجا دراسيا في 6 كليات بالجامعة نفسها، ويترك خلفه نحو 2600 طالب آخرين في مراحل التعليم المختلفة بالجامعة.

يقول نور "للجزيرة نت" إنه حصل على تعليم جيد باستخدام أحدث الأساليب العلمية في التدريس الجامعي، وشارك في العديد من الفعاليات والمنح العلمية والتي نظمتها الجامعة بالاشتراك مع مؤسسات دولية مثل جوجل.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 "مدرسة ماجدة عوض".. خيام تعليمية تبعث الأمل لأطفال غزة
* list 2 of 2 "غوث غزة".. مشروع إنساني يقدم الغذاء والدعم النفسي لأطفال غزة end of list

وتعد جامعة زمزم -وهي جامعة خاصة غير ربحية تعمل في مقديشو و3 ولايات أخرى- وتتمثل رسالة الجامعة كما تقول في موقعها الرسمي "في تقديم منظومة برامج متكاملة في العديد من التخصصات العلمية والتقنية، في بيئة تعليمية وبحثية موثوقة، تُسهم في تقدم وازدهار المجتمع الصومالي".

البدايات بسيطة

فكرة إنشاء جامعة زمزم كما يرويها "للجزيرة نت" مدير الجامعة البروفيسور محمود حربي ترجع إلى عام 2010 عندما فكرت "مؤسسة زمزم الإنسانية" في إيجاد حلول لمشاكل نحو 3 ملايين مواطن في العاصمة مقديشيو حيث كانوا يواجهون المجاعة وأوضاعا معيشية صعبة.

وخلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للصومال عام 2012 عرض المساعدة في توفير طرق للاستفادة من الزراعة والري فاقترحت "مؤسسة زمزم الإنسانية" تأسيس مدرسة للزراعة لتخريج مهنيين متخصصين في هذا المجال خاصة بعد تفاقم أزمة الجفاف.

ويضيف حربي بالفعل تم تأسيس مدرسة لتعليم الزراعة تضم 21 فصلا بكل فصل نحو 20 طالبا من مناطق الصومال المختلفة، وتم تعليمهم على استخدام أداوت تكنولوجية للتغلب على نقص المياه وتحسين جودة الأراضي.

ويتابع "بعد عام من تنفيذ البرنامج، أثمرت الجهود عن نتائج جيدة ما شجع على تحويل المدرسة إلى كلية للزراعة ثم كانت تلك الكلية البذرة التي أنبتت 6 كليات أخرى ،بدأت عام 2014 بتأسيس كلية الطب والجراحة العامة ثم علوم الكمبيوتر ثم كلية الذكاء الاصطناعي فالهندسة فإدارة الأعمال وتم تصميم 16 برنامجا علميا وأكاديميا لهذه الكليات".

مصدر الصورة دكتور محمود حربي: جامعة زمزم تحاول ربط الدراسة بحاجة المجتمع (الجزيرة)

ويوضح البروفيسور حربي أنه خلال 11 سنة الماضية استفاد من برامج الجامعة مئات الطلاب والطالبات، كما استفاد الطلاب بمنح دراسية في تركيا ودول أخرى حصلوا خلالها على درجات علمية أكاديمية أعلى، واستفادوا منهم في الكادر الأكاديمي بالجامعة.

إعلان

على المستوى الشعبي ظهرت بوادر استفادة السكان من الجامعة سريعا وخاصة في مجال الزراعة وتطوير طرق الري حيث انتشرت الصوب الزجاجية الخضراء في أماكن كثيرة وتم تدريب الفلاحين على استخدامها والعناية بها ووفرت إنتاجا من الخضروات والفاكهة للعاصمة مقديشو في فترات الجفاف التي كانت تضرب البلاد.

كما شهدت السنوات ال6 الماضية طفرات في الإنتاج الحيواني بعدما تم تدريب الفلاحين على طرق إنتاج العلف الحيواني والمحافظة عليه وتربية الماشية التي تتميز بها الصومال.

يوضح البرفيسور حربي أن الجامعة تحاول ربط الدراسة بحاجة المجتمع فكلية الطب تم تأسيسها خارج العاصمة مقديشو بنحو 11 كيلومتر، و"اهتممنا بتقديم الرعاية الصحية للناس هناك من خلال الخدمات الطبية المتحركة التي تضم الأطباء وأطقم التمريض والمعامل".

تحدي التمويل

ورغم بدايتها المبشرة، تواجه الجامعة عدة تحديات أهمها ضعف التمويل اللازم لاستمرار البرامج الأكاديمية بسبب غياب الدعم الحكومي واعتمادها على المساعدات التي تقدمها مؤسسات مثل "هيئة الإغاثة التركية" و"مؤسسة زمزم" وهما الجهتان الأساسيتان في تمويل الميزانية الجامعية السنوية.

ويشير البرفيسور حربي إلى أن الجامعة تحصل رسوما دراسية رمزية للغاية من الطلاب وأغلبهم فقراء، نحو 67% منهم هم أول فرد من عائلاتهم يدخلون الجامعة للمرة الأولى.

أما التحدي الآخر فيتمثل في عدم توفر فرص العمل للطلاب الذين يتخرجون بمستويات علمية مهمة تحتاجها البلاد لذلك يفكر الكثير منهم في السفر للخارج من أجل البحث عن فرص عمل أو استكمال سلكهم الأكاديمي.

ورغم التحديات، يرى القائمون عليها أنها "تمثل أحد النماذج المشرقة بالصومال في ظل المحاولات التي تقدمها لنشر التعليم الجامعي، وتقديم برامج دراسية مخصصة لمواجهة الأزمات المستفحلة التي تعاني منها البلاد".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل حماس حرب غزة

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا