آخر الأخبار

على خلاف ترامب، قادة أوربيون يعتبرون وقف إطلاق النار ضرورة باتجاه إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية

شارك

انضم قادة أوروبيون إلى اجتماع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض.

وصرّح ترامب خلال الاجتماع بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وقال ترامب إنه سيتضح خلال أسبوعين تقريباً، ما إذا كان التوصل إلى اتفاق سلام ممكناً أم لا.

وانتهت التصريحات العامة التي أدلى بها ترامب والقادة الأوروبيون. وقال ترامب إنهم سيواصلون المحادثات في القاعة الشرقية قبل العودة إلى المكتب البيضاوي لمزيد من المحادثات.

ووجه بعض الصحفيين أسئلة إلى ترامب والزعماء المشاركين، لكنها لم تلق رداً.

وخلال الاجتماع تحدث رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، وقال للقادة الآخرين إنه يعتقد أنه يمكنهم إحراز "تقدم حقيقي" لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لا سيما فيما يتعلق بالضمانات الأمنية (لأوكرانيا) .

واعتبر أن عقد اجتماع ثلاثي – بين ترامب وبوتين وزيليسنكي - هو "الخطوة التالية المعقولة".

وأضاف أن هذا الاجتماع المحتمل والضمانات الأمنية يشكلان خطوة "تاريخية" إلى الأمام.

مصدر الصورة

"وقف إطلاق النار ضروري"

قال المستشار الألماني، فريدريش ميرتز، إن اجتماع اليوم سيكون "مفيداً للغاية"، لكنه شدد على ضرورة وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن.

ووجه حديثه إلى ترامب قائلاً: "بصراحة، نود جميعاً أن نرى وقفاً لإطلاق النار، على الأقل اعتباراً من الاجتماع (الثلاثي) المقبل".

وأضاف أنه "لا يستطيع أن يتخيل" أن الاجتماع الثلاثي سيُعقد "دون وقف لإطلاق النار".

وحث المستشار الألماني ترامب على الضغط على روسيا، للموافقة على وقف إطلاق النار.

وقال ميرتز: "سنرى كيف سيسير الأمر، وما إذا كان بإمكاننا القيام بذلك"، فرد ترامب قائلا إن "الحروب الست التي حقق فيها تسوية انتهت دون وقف لإطلاق النار".

وكرر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تعليقات المستشار الألماني ميرتز بأن وقف إطلاق النار "ضرورة"، وقال إن جميع القادة "يدعمون هذه الفكرة".

وقال ماكرون إن المناقشات حول الضمانات الأمنية تتعلق بـ "أمن القارة الأوروبية بأكملها".

وأضاف ماكرون أن الضمانات الأمنية ستشمل جيشاً أوكرانياً قوياً "لسنوات وعقود قادمة"، والتزاماً من جميع الأطراف المشاركة في المفاوضات ببناء الأمن.

ترامب وزيلينسكي بحثا إنهاء الحرب

مصدر الصورة

كان الرئيس ترامب قد التقى، في وقت سابق من يوم الإثنين، نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، حيث بحثا سبل إنهاء الحرب الجارية بين روسيا وأوكرانيا.

وشكر الرئيس الأمريكي نظيره الأوكراني على زيارته للولايات المتحدة، قائلاً إن "إحراز تقدّم" يتم على طريق إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وأوضح ترامب أنّه عقد اجتماعاً "جيداً جداً" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مرجّحاً أن يسفر عن "نتيجة إيجابية".

وقال ترامب للصحفيين: "أنا وزيلينسكي نريد انتهاء الحرب، ونتفق مع بوتين في ذلك"، لكنه رفض الكشف عن الجهة التي يراها تملك أوراقاً أقوى في النزاع، مضيفاً: "هذه ليست حربي"، ملقياً باللوم على الرئيس السابق جو بايدن لعدم وقفه الغزو الروسي عام 2023.

وعن إمكانية إرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا ضمن قوة لحفظ السلام، قال ترامب: "سنعمل مع أوكرانيا ومع الجميع لضمان أن يكون السلام طويل الأمد جداً"، مضيفاً أنّ واشنطن ستتعاون مع موسكو وكييف "للتأكّد من نجاحه".

ورغم تأكيده على وجود "فرصة جيدة" لعقد اجتماع ثلاثي بين الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا للتوصل إلى اتفاق، لم يعلن ترامب موقفاً واضحاً بشأن نشر قوات أمريكية، وهو ما قد يثير جدلاً داخل قاعدته السياسية.

في المقابل، شدّد زيلينسكي على أنّ "وقف روسيا هو الأولوية"، مؤكداً أنّ الأوكرانيين أقوياء ويدعمون خطط ترامب لإنهاء الحرب "بطريقة دبلوماسية"، وأعرب عن استعداده لعقد قمّة ثلاثية مع ترامب وبوتين.

من المقاطعة إلى المجاملة: تحوّل لهجة ترامب تجاه زيلينسكي

في خضمّ اللقاءات السياسية الحسّاسة بين الرئيس الأوكراني والرئيس الأميركي عام 2025، لم تكن النقاشات محصورة في الملفات العسكرية والاقتصادية فحسب، بل امتدّت لتشمل تفاصيل رمزية، مثل زيّ الرئيس الأوكراني، وطريقة تعامل إدارة ترامب معه. وبين اجتماع فبراير المتوتر، ولقاء أغسطس الأكثر هدوءاً، برزت تحوّلات لافتة في الشكل والمضمون.

جدل البدلة: بين رمزية الحرب ومراعاة البروتوكول

في الاجتماع الأول الذي عُقد في فبراير، أثار أحد الصحفيين الأميركيين جدلاً غير متوقع حين سأل زيلينسكي عن سبب عدم ارتدائه بدلة رسمية، قائلاً:

"أنت في أعلى منصب في بلادك وترفض ارتداء بدلة. هل تملك بدلة؟ كثير من الأميركيين يرون أن هذا تصرّف غير محترم تجاه مكانتك".

ردّ زيلينسكي بسخرية، قائلاً إنه سيرتدي "الزي الرسمي" بعد انتهاء الحرب، في إشارة إلى أن زيه العسكري هو تعبير عن حالة بلاده المستمرة في الدفاع عن سيادتها.

وفي اجتماع أغسطس، ظهر زيلينسكي مرتدياً بدلة رسمية، لكنها حملت طابعاً عسكرياً في تصميمها، ما اعتُبر محاولة للتوفيق بين احترام البروتوكول الأميركي، والحفاظ على رمزية الحرب التي باتت جزءاً من صورته السياسية.

وفيما يبدو أن زيلينسكي لم يغيّر زيه فقط، بل غيّر الرسالة. هو يحترم الأعراف، لكنه لا يتخلّى عن رمزية الصمود.

مصدر الصورة

تدخلات إدارة ترامب: من الضغط إلى التهدئة

في اجتماع فبراير، شهدت القاعة لحظة مثيرة للجدل حين خاطب نائب الرئيس الأميركي، جيه دي فانس، زيلينسكي بلهجة اعتُبرت غير دبلوماسية، قائلاً:

"قُل كلمة شكر للولايات المتحدة وللرئيس الذي يحاول أن ينقذ بلادكم".

هذا التصريح أثار استياء الوفد الأوكراني، واعتُبر محاولة لإحراج زيلينسكي أمام الإعلام، في وقت كانت فيه كييف تطالب بضمانات أمنية لا شروط سياسية.

أما في اجتماع أغسطس، فقد غابت هذه التدخلات الهجومية، وبدأ زيلينسكي اللقاء بتوجيه شكر واضح لترامب، في خطوة فُسّرت على أنها محاولة استباقية لنزع فتيل التوتر، وفتح المجال لحوار أكثر توازناً.

المقاطعات والإنصات: نبرة التواصل بين الرئيسين

في اللقاء الأول، قاطع ترامب زيلينسكي عدّة مرّات، أبرزها حين قال:

"بلدك في مشكلة كبيرة"، فردّ زيلينسكي: "أعرف، أعرف"، قبل أن يحاول الدفاع عن صمود بلاده، لكن دون أن يُمنح مساحة كافية للشرح.

في المقابل، شهد اجتماع أغسطس تحسّناً واضحاً في التواصل، حيث منح ترامب زيلينسكي وقتاً أكبر للحديث، واستمع إلى مداخلاته دون مقاطعة تُذكر، ما ساهم في خلق أجواء أكثر إيجابية، رغم استمرار الخلافات في المضمون.

ويبدو التحوّل في سلوك إدارة ترامب، وفي مظهر زيلينسكي، لا يعكس فقط تغيّراً في البروتوكول، بل يشير إلى إدراك متزايد لأهمية الرمزية في السياسة الدولية. فبين بدلة تحمل طابعاً عسكرياً، وشكر دبلوماسي مدروس، يسعى زيلينسكي إلى الحفاظ على صورة القائد المقاوم، دون خسارة الدعم الأميركي.

وفي المقابل، يبدو أن إدارة ترامب بدأت تدرك أن الضغط العلني لا يُثمر، وأن الإنصات قد يكون أكثر فاعلية في دفع كييف نحو خيارات تفاوضية.

رفض روسي قاطع لنشر قوات من الناتو

تزامناً مع المحادثات رفيعة المستوى، بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض، أصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً، يؤكد مجددا رفض موسكو نشر قوات من حلف شمال الأطلنطي (ناتو) في أوكرانيا.

ومن الجدير بالذكر أن البيان لم ينتقد الحكومة الأمريكية مباشرةً، وبدلا من ذلك وجّه انتقادات لاذعة للحكومة البريطانية. وقد اتخذ الكرملين لهجة أكثر تصالحية تجاه واشنطن في ضوء اجتماع بوتين مع ترامب في ألاسكا الأسبوع الماضي.

واتهم البيان لندن بـ"الهوس بتصعيد الموقف باستمرار" في أوكرانيا، وقال إن الحكومة البريطانية "تدفع شركاء الناتو إلى حافة خطيرة، لا يبعد عنها كثيراً اندلاع صراع عالمي جديد".

ومع توقع أن يضغط زيلينسكي من أجل ضمانات أمنية كجزء من أي تسوية سلمية محتملة، خلال محادثات البيت الأبيض، كرر البيان "رفض الكرملين القاطع لأي سيناريوهات تتضمن ظهور قوة عسكرية في أوكرانيا بمشاركة دول الناتو".

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا