النساء الحوامل في #غزة يتضوّرن جوعًا، ويعشن في خوف دائم، ويُجبرن على الولادة في ظروف لا إنسانية.
حالة حمل من كل ثلاث تُصنّف عالية الخطورة
طفل من كل خمسة يولد مبكرًا أو ناقص الوزن
40٪ من النساء الحوامل والمرضعات يعانين من سوء تغذية حاد
هذه ليست مجرد أزمة صحية— إنها حكم بالموت. https://t.co/P4BW6IPviK— UNFPA Palestine (@UNFPAPalestine) August 3, 2025
في خضم كارثة إنسانية غير مسبوقة، تتفاقم معاناة الحوامل في قطاع غزة تحت وطأة الجوع والخوف وانهيار النظام الصحي، حيث تجد الأمهات أنفسهن في مواجهة مصير قاتم يفتقر إلى أبسط مقومات الرعاية والنجاة.
وما يزيد فظاعة هذا الواقع أن المأساة لا تقتصر على الأمهات فقط، بل تمتد لتغتال بصمت جيلا كاملا قبل أن يولد، إذ تتعرض الأجنة والرضع لخطر الموت البطيء نتيجة سوء التغذية وانعدام الرعاية الصحية.
وقال صندوق الأمم المتحدة للسكان، عبر منصة "إكس"، إن الحوامل في غزة "يتضورن جوعا، ويعشن في خوف دائم، ويجبرن على الولادة في ظروف غير إنسانية".
وأشار إلى أن حالة حمل واحدة من كل 3 تصنف على أنها عالية الخطورة، في حين يولد طفل من كل 5 أطفال إما مبكرا أو ناقص الوزن، بينما 40% من الحوامل والمرضعات يعانين من سوء تغذية حاد.
وأكد الصندوق أن هذه ليست مجرد أزمة صحية، بل "حكم بالموت" يتهدد حياة الأمهات وأجنتهن في ظل عجز المجتمع الدولي عن وقف الانهيار الإنساني في القطاع.
وقد أثارت هذه الإحصائيات موجة من الغضب والاستياء الواسع على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر الناشطون عن صدمتهم من حجم المأساة التي تعيشها النساء والأطفال في غزة منذ أكثر من 22 شهرا، وسط صمت دولي مطبق ومجاعة إسرائيلية ممنهجة.
ووصف عدد من الناشطين الوضع بأنه "مجزرة صامتة" وسط تجاهل دولي مستمر، مشيرين إلى أن ما يجري يتجاوز المجاعة ليصل إلى جريمة مكتملة الأركان بحق مستقبل جيل بأكمله.
بدوره، قال المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة، الدكتور منير البرش، إن 180 روحا أزهقها الجوع حتى الآن، بينهم 93 طفلا. وأضاف عبر منصة إكس: "في آخر 24 ساعة فقط، ارتقى 5 شهداء جدد بسبب سوء التغذية"، مشددا على أن ما يحدث في غزة ليس قدرا طبيعيا، بل جريمة ممنهجة يرتكبها الحصار وتباركها قسوة الصمت الدولي.
🟥 180 روحًا أزهقها الجوع… ولا يزال العالم صامتًا
في آخر 24 ساعة،
📍 ارتقى 5 شهداء جدد بسبب سوء التغذية في غزة.
وبذلك يرتفع عدد ضحايا الجوع إلى 180 شهيدًا، من بينهم 93 طفلًا!هل تتخيل أن يموت طفل… لا لشيء، سوى لأنه لم يجد ما يأكله؟
في غزة، الجوع ليس قدرًا… بل جريمة ممنهجة…— Dr.Muneer Alboursh د.منيرالبرش (@Dr_Muneer1) August 4, 2025
وتساءل البرش: "هل تتخيل أن يموت طفل لا لشيء سوى لأنه لم يجد ما يأكله؟". وأكد أن كل طفل مات جوعا كان يمكن إنقاذه بعلبة حليب، وكل روح أزهقت كانت تنتظر لقمة، وجرعة دواء، ونظرة رحمة، معتبرا أن المجاعة في غزة "ليست كارثة طبيعية بل جريمة حرب مكتملة الأركان". ونشر البرش صورا لطفلين من شمال مدينة غزة، عدي ومحمد مهرة، يصارعان سوء تغذية حادا بعدما أصبح الغذاء حلما، والحليب ترفا، والمستقبل خطرا.
🔴 عدي ومحمد… أيّ ذنب اقترف هذان الجائعان؟
الطفلان عدي ومحمد مهرة من شمال مدينة غزة يُصارعان سوء تغذية حاد، بعدما تحول الغذاء إلى حلم، والحليب إلى ترف، والمستقبل إلى خطر!
📍 والدهم فقد قدمه نتيجة قصفٍ استهدف خيمتهم في منطقة الشيخ رضوان.
📍 والدتهم حامل، تعيش على الخوف والقلق،… pic.twitter.com/iS1cm4ZKlt— Dr.Muneer Alboursh د.منيرالبرش (@Dr_Muneer1) August 2, 2025
وأشار مغردون إلى أن آلاف الأطفال في غزة لم يتناولوا منذ أشهر كأس حليب واحدة، ولا قطعة جبن، ولا أي نوع من الحلوى أو السكريات، مؤكدين أن كل عناصر الغذاء الضرورية لنموهم الجسدي والعقلي غائبة تماما.
يا عالم.. متخيلين أطفال غزة من أشهر، لم يتناولوا كاسة حليب، ولا قطعة جُبن، محرومون من أي نوع حلوى (سكريات)، كل مكونات الطعام المهم لنموهم.
بتعرفوا شو تداعيات هذا على أجسادهم التي هي بأمسّ الحاجة للطعام اللازم لبناء الجسم؟
تتآكل أجسادهم بصمت…
نموهم متوقف، عظامهم هشة،…— mohammed haniya (@mohammedhaniya) August 3, 2025
وأكدوا أن أجساد الأطفال تتآكل بصمت، وأن مظاهر سوء التغذية الحاد أصبحت واضحة، من توقف النمو، وهشاشة العظام، وضمور العضلات، إلى نقص الفيتامينات، وضعف الدم، والتراجع الحاد في البنية الجسدية، في مشهد يلخص قسوة المجاعة التي يعيشها القطاع. وكتب أحد الناشطين: "هذه ليست مشاهد من مجاعة العصور الوسطى، بل من غزة اليوم.. حيث الاحتلال لا يقتل فقط بالقنابل، بل أيضا بالتجويع المنهجي".
وفي شهادة مؤلمة، روت إحدى الأمهات تجربتها مع الحصار قائلة إن "ابني في هدنة قصيرة نما له 4 أسنان، كنت لا أبخل عليه بأي شيء حتى في زمن الغلاء، فظهر نموه طبيعيا. لكن اليوم، منذ أكثر من سنة و3 أشهر، ولم يخرج له أي سن، لأنه لا يأكل سوى العدس والمعكرونة وخبز الدقة!".
ابني بشهرين الهدنة طلع له 4 أسنان كنت ما أبخل عليه بشي حتى بفترة الغلاء فنمو أسنانه ومشي بنفس الفترة
ولحد الآن عليهم ما طلع أي سن لأنه مافي غذاء غير العدس والمعكرونة وخبزة الدُقة لطفل عمره سنة و3 شهور
حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من حرمهم أبسط حقوقهم— ♡ نسيبة حلس ♡ (@embelal2017) August 3, 2025
وتداول الناشطون رسائل حزينة عن معاناة الحوامل، مؤكدين أنهن لا يحملن في بطونهن أطفالا فقط، بل الخوف، والجوع، والإرهاق، والخذلان. وأوضحوا أن المرأة تدخل غرفة الولادة بجسد منهك وتخرج بطفل هزيل بالكاد يلتقط أنفاسه الأولى، وسط حصار خانق، وانعدام الغذاء، ونقص الدواء، وتفشي الأمراض.
وأشار الناشطون إلى أن الحوامل يواجهن خطر المجاعة وسوء التغذية، وأن واحدة من كل 3 حالات حمل تعد عالية الخطورة، وباتت كثيرات منهن يتمنين الموت هربا من الجوع الذي لا يرحم، في ظل غياب كامل للرعاية الصحية والغذاء الأساسي.
وتساءل مدونون بمرارة: "ماذا فعلتم بأطفال غزة؟ كيف ينام العالم والأطفال يصارعون الجوع، وأم تتوسل لقمة لجنين لم يولد بعد، وأب مبتور يراقب أطفاله يذبلون أمامه؟".
أرقام صادمة من غزة ..
حالة حمل من كل ثلاث تُصنّف عالية الخطورة
طفل من كل خمسة يولد مبكرًا أو ناقص الوزن
40٪ من النساء الحوامل والمرضعات يعانين من سوء تغذية حاد
— إبراهيم مسلم #غزة 🇵🇸 (@EbrahimMsalam) August 4, 2025
في السياق ذاته، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة من أن هناك أكثر من 40 ألف طفل رضيع لم يكملوا عامهم الأول معرضون للموت البطيء بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ومنعها إدخال حليب الأطفال.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل بدعم أميركي حرب إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.