( CNN )-- توغلت دبابات إسرائيلية الاثنين في منطقة بوسط غزة لم تشهد عمليات برية من قبل خلال الحرب التي استمرت 21 شهرًا، وفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية ووكالات إغاثة وشهود عيان.
رفض الجيش الإسرائيلي التعليق على عملياته. ومع ذلك، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي ببدء العملية. وأضاف أن لواء غولاني "بدأ مناورة برية في منطقة جنوب دير البلح"، سبقتها غارات جوية ومدفعية الليلة الماضية.
وأشارت إذاعة الجيش إلى أنه "في هذه المرحلة، تشمل المناورة لواءً واحدًا فقط، ومن المتوقع أن تستمر لعدة أسابيع".
وأمر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين، الأحد، بإخلاء منطقة تبلغ مساحتها حوالي 6 كيلومترات مربعة (2.3 ميل مربع) وألقى آلاف المنشورات في دير البلح.
وصرّح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، أن الجيش "يواصل العمل بقوة هائلة لتدمير قدرات العدو وبنيته التحتية الإرهابية في المنطقة. وهو يوسع نطاق أنشطته في هذه المنطقة، ويعمل في مناطق لم يعمل فيها من قبل".
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي كان مترددًا في الماضي في تنفيذ عمليات برية في دير البلح خوفًا من تعريض حياة الرهائن الناجين للخطر، والذين قد يكونون محتجزين هناك.
وقال منتدى عائلات الرهائن، الاثنين، إنه يشعر بالقلق إزاء التقارير التي تفيد ببدء الهجوم، وطالب الحكومة بتوضيح سبب "عدم تعريض الهجوم في منطقة دير البلح الرهائن لخطر جسيم".
وأعلنت منظمة "المساعدة الطبية للفلسطينيين" غير الحكومية، التي لديها موظفون في منطقة دير البلح، أن القوات الإسرائيلية شنت "هجومًا بريًا وجويًا" الاثنين.
وقالت مسؤولة الاتصالات في المنظمة في غزة، مي العواودة، إن الوضع "حرج للغاية".
وأضافت العواودة: "يدور القصف في محيط مكتبنا، والمركبات العسكرية على بُعد 400 متر فقط من زملائنا وعائلاتهم".
تحدثت شبكة CNN مع أشخاص يغادرون المنطقة، الاثنين، على خلفية انفجارات وقصف مدفعي. وقال العديد منهم إنه كان هناك نيران كثيفة وقصف جوي خلال الليل.
وقالت أم علي القايد، التي أضافت أنها غادرت خيمة دون أي متعلقات: "فوجئنا برؤية الدبابات تتجه نحونا مباشرة. لم يكن هناك إنذار مسبق".
وأضافت: "أنا أم لأربعة شهداء، وقد نزحت ثلاث مرات".
وقال محمد أبو عموس، الذي كان يغادر أيضًا، لشبكة CNN : "أمرونا بالمغادرة. طوال الليل، تنهمر المدفعية والقصف علينا".
على خلفية الانفجارات المتواصلة، أشار عاطف أبو موسى إلى قطعة قماش مشمع كان يحملها. "لقد نصبتُ هذه الخيمة 13 مرة. كانت الليلة صعبة للغاية".
وقال عبد الله أعور إن عائلته غادرت بلا شيء سوى ملابسهم. وأضاف: "الجوع، والمجاعة، والقتل، والتشريد، وأطفال يموتون أمام أعيننا، كفى".
وتابع: "نطلب من العالم مساعدتنا، ونطلب من حماس وقف هذه المهزلة".
وقالت الأمم المتحدة إن أمر الإخلاء "وجّه ضربة قاصمة أخرى لشريان الحياة الهش أصلاً الذي يُبقي الناس على قيد الحياة في جميع أنحاء قطاع غزة".
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، الاثنين، إن ما يُقدر بـ 50 ألف إلى 80 ألف شخص كانوا في المنطقة في ذلك الوقت، وكثير منهم كانوا بالفعل في مواقع النزوح.
وأعلن مكتب أوتشا أن المنطقة المُعلنة حديثًا للإخلاء تشمل العديد من مستودعات المساعدات الإنسانية والمرافق الطبية ومرافق المياه الحيوية، محذرًا من أن "أي ضرر يلحق بهذه البنية التحتية سيكون له عواقب وخيمة تهدد الحياة".
وأضاف المكتب أنه مع هذا الأمر الأخير، "ارتفعت مساحة غزة الخاضعة لأوامر التهجير أو المناطق العسكرية الإسرائيلية إلى 87.8%، مما ترك 2.1 مليون مدني محصورين في مساحة مجزأة تبلغ 12% من القطاع، حيث انهارت الخدمات الأساسية".
وتابع المكتب: "سيحد هذا من قدرة الأمم المتحدة وشركائنا على التحرك بأمان وفعالية داخل غزة، مما يخنق وصول المساعدات الإنسانية في وقت الحاجة إليها".