في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
السويداء- أكد قائد تجمع العشائر في الجنوب السوري مفلح صبرا للجزيرة نت أنه وبعد توقيع الاتفاق وانسحاب قوات الأمن والجيش السوري من محافظة السويداء في وقت متأخر من مساء الأربعاء، بدأت "عصابات الهجري" منذ صباح الخميس الباكر بمهاجمة مناطق العشائر البدوية، وفرضت عليهم حصارا، وبدأت بأعمال تصفية ميدانية وارتكبت جرائم قتل.
وأضاف صبرا أن "فصائل المجلس العسكري في السويداء وعصابات الهجري احتجزت أكثر من 4 آلاف شخص، معظمهم من النساء والأطفال ورجال كبار بالعمر، وهم الآن ضمن إقامة شبه جبرية، حيث لا يمكننا الوصول إليهم، ولا يمكنهم الخروج أيضا، وكل ما نعرفه عنهم هي مقاطع الفيديو التي تنشرها عصابات الهجري" حسب وصفه.
يأتي ذلك بعد أن سبق وتمكنت قوات الأمن والجيش السورية من بسط نفوذها على كامل مدينة السويداء والريف الشمالي والغربي، وباتت على بُعد مئات الأمتار من الوصول إلى مقر شيخ العقل حكمت الهجري في دار القنوات، لكنها تعرضت لقصف إسرائيلي مكثف، ما أدى لمقتل أكثر من 200 من أفرادها.
وأشار صبرا إلى أن العشائر التي "لبّت الفزعة نصرة للعرض والأرض" تعرضت لانتهاكات من قِبل عصابات مسلحة، ومورس بحقها الإذلال والقتل، وكان آخر جرائمهم إعدام سيدة تبلغ من العمر 90 عاما، بعد أن هربت منهم إلى منطقة خارج القرية، حيث تمت ملاحقتها وتصفيتها بشكل ميداني.
ولفت إلى أن العمليات التي تنفذها العشائر العربية في السويداء هي "خارج نطاق الدولة ولا يتم التنسيق معها، لأن هذه الفزعة عشائرية لكل العشائر وأبناء البدو، سواء إن كانت من سوريا أو خارجها، ولن تتوقف حتى تفك أسر الأسيرات، وتعيد حق المغتصبات، تحت سيادة قانون الدولة"، حسب تعبيره.
وأكد أن هدف هذه "الفزعة" يتحقق بـ"فك الحصار عن البدو من العشائر العربية المحتجزين من قبل العصابات الخارجة عن القانون، وحينها ستعود هذه الجموع إلى ممارسة أعمالها ونشاطها، وتترك المناطق لحكم الدولة، وثم ستأخذ حق القتلى بحكم القانون".
بدوره، أوضح الناشط في مدينة السويداء حمزة فهيد، وهو من بلدة اللجاة ذات الأغلبية العشائرية، في حديثه للجزيرة نت، أنه "بعد خروج الجيش وقوات الأمن من السويداء، قامت العصابات الخارجة عن القانون، والمدعومة من الاحتلال الإسرائيلي، بالهجوم على العشائر العربية التي بقيت في قراها وبلداتها، والتي تعد مسكنهم الأصلي".
وأضاف أن هذه العصابات قامت بحرق المنازل والسيارات والجرارات الزراعية الخاصة بهم، وارتكبت مجازر وتصفيات ميدانية بحق نساء وأطفال ورجال عزل مدنيين.
واستنكر فهيد ما جرى بحق العشائر، مضيفا أن "مطالبهم هي العيش بأمان فقط، ومن له حق عند أي شخص يحصل عليه من خلال قانون الدولة، ليس بالاعتداء والقتل وحرق المنازل، ومن ثم تهجيرهم قسريا من منازلهم باتجاه درعا".
ولفت إلى أن البدو الذين ما زالوا في مناطق السويداء يخضعون لإقامة شبه جبرية، من قِبل عصابات خارجة عن القانون -حسب وصفه- ونوه إلى أن العوائل التي هجرت قسريا لجأت إلى مراكز إيواء ومدارس بريف درعا الشرقي، بينما بقي الكثير منهم دون مأوى.
وأضاف فهيد أن عشائر البدو نفذت هجوما معاكسا واستطاعت بعد ساعات السيطرة على عدد من القرى والبلدات بريف السويداء، ووصلوا إلى أطراف مدينة السويداء، بهدف فك الحصار عن البدو المحاصرين، ونقل جثث القتلى لدفنهم.
وأوضح أن المسلحين "هم من القبائل والعشائر الذين تعرضوا للقتل و التهجير القسري من قِبل عصابات تتبع للشيخ الهجري، وأنهم تجمعوا مع مؤازرات من قبائلهم وعشائرهم، ليعودوا إلى قراهم وبلداتهم".
أكد جبران حمزة، وهو ناشط بالشأن العام في السويداء، في حديث للجزيرة نت، أن اتفاقا جرى في دار قنوات مع الشيخ حكمت الهجري والشيخ يوسف جربوع في السويداء، وحركة رجال الكرامة، باستلام زمام الأمور الأمنية والعسكرية في المحافظة بعد خروج الجيش والأمن السوري منها عقب الاتفاق الذي رعته أميركا ودول عربية.
وأضاف أنه يصعب التكهن بإمكانية تنفيذ الاتفاق بسبب صعوبة الأوضاع في المحافظة المنكوبة التي "تحتاج أياما من أجل ترميم آثار الكارثة التي حدثت خلال الأيام الماضية"، مؤكدا رفض المشايخ الثلاثة للمجازر التي حدثت بحق العشائر البدوية من سكان السويداء وتهجيرهم القسري.
وأشار إلى أن قوى الأمن التي ستتولى إدارة المحافظة هي فصائل من السويداء، لكنها تتعرض لضغط شديد يعيق قدرتها على العمل لتنفيذ الاتفاق وإدارة المنطقة أمنيا، لتجنب وقوع مجزرة جديدة بحق الدروز وعشائر البدو وتفعيل سلطة القانون.
ولفت إلى وجود معوقات أخرى كانقطاع الكهرباء والوقود، ونقص الخبز والأدوية والمواد الأساسية، بسبب الأحداث التي جرت خلال الأيام الماضية والتوترات المستمرة، والفصل الذي حدث بين مناطق السويداء ودمشق، "لذلك هناك أولوية لمحاولة العمل على إيجاد حلول وطنية لها"، حسب وصفه.
يُشار إلى أن الجزيرة نت حاولت التواصل مع الشيخ يوسف جربوع، لكنه اعتذر عن الحديث.