دبي، الإمارات العربية المتحدة ( CNN ) -- شهد اكتتاب شركة "بنيان للتنمية والتجارة" في البورصة المصرية، الاثنين، إقبالًا قياسيًا من الأفراد والمؤسسات، إذ بلغ عدد مرات تغطية اكتتاب الطرح الخاص 6.88 مرة، فيما بلغت تغطية اكتتاب الطرح العام 9.4 مرة قبل يومين من غلق باب الاكتتاب.
وأرجع محللون أسباب هذا الطلب المرتفع إلى نشاط الشركة بمجال الاستثمار العقاري، وهو نشاط جديد بالسوق المالية، مع تميزها بنموذج استثماري مختلف عن الشركات العقارية المقيدة في البورصة، مُطالبين بسرعة طرح الشركات الحكومية في ظل ارتفاع مستويات السيولة.
ووفق تقرير رسمي صادر عن شركة "بنيان"، تعد أول شركة في مجال الاستثمار العقاري تقيد في البورصة المصرية، ويقوم نموذج أعمالها على تملك وتأجير مبانٍ جاهزة. وتملك الشركة محفظة أصول تضم 10 مبانٍ إدارية وتجارية بإجمالي مساحة 146 ألف متر مربع تؤجرها لـ119 شركة مصرية وعالمية بنسبة إشغال 93%. وتستهدف الشركة من الطرح جمع 1.8 مليار جنيه (36.4 مليون دولار) للاستحواذ على 7 مبانٍ جديدة في شرق القاهرة.
وطرحت "بنيان" أسهمها للتداول في السوق الثانوي بالبورصة المصرية بغرض توسيع قاعدة الملكية بإجمالي عدد 362.9 مليون سهم تمثل نسبة 21.9% تقريبًا من إجمالي أسهم الشركة من خلال شريحتين طرح عام وخاص .
وبدأ الطرح الخاص للشركة الأحد الماضي بإجمالي عدد أسهم 344.8 مليون سهم وتمت تغطيته 6.88 مرة - وفق بيان الشركة للبورصة المصرية - وفي نفس اليوم بدأ طرحها العام بإجمالي 18.1 مليون سهم وتمت تغطيته 9.4 مرة، بحسب مصادر، قبل يومين من غلق باب الاكتتاب العام.
وأرجع نائب رئيس مجلس إدارة شركة مباشر كابيتال هولدنغ للاستثمارات المالية، إيهاب رشاد، أسباب التغطية المرتفعة على اكتتاب شركة "بنيان" إلى عوامل عدة، أبرزها نشاط الشركة في مجال الاستثمار العقاري، الذي يحظى بطلب مرتفع داخليًا، في ظل إيمان معظم المستثمرين المحليين بأن العقار يعد ملاذًا آمنًا للاستثمار ومخزنًا للقيمة.
وأضاف رشاد أن "بنيان" تحل التحدي الذي يواجه الاستثمار العقاري بسبب صعوبة تسييله (أي بيع العقار وتحقيق عائد) من خلال بيع أسهم الشركة بالبورصة المصرية.
وتفتقر البورصة إلى قيد شركات الاستثمار العقاري، حيث تقتصر القائمة على شركات التطوير العقاري فقط، بخلاف البورصات الإقليمية التي تحظى فيها شركات الاستثمار العقاري بشعبية واسعة، وفق تقرير لشركة بنيان.
وقال رشاد، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، إن "هناك عاملا آخر لتغطية اكتتاب بنيان بعدد مرات مرتفعة، وهو تميزها بنموذج استثماري مختلف عن الشركات العقارية المقيدة بالبورصة، إذ تعمل في نشاط شراء مباني إدارية وتجارية جاهزة في شرق وغرب القاهرة، ويكون مصدر إيراداتها الرئيسي تأجير هذه المساحات لشركات مصرية وعالمية، في المقابل فأن الشركات العقارية الأخرى المقيدة يقوم نشاطها على شراء الأراضي وتطويرها لبناء وحدات سكنية وتجارية وبيعها للعملاء".
وحسب تقرير "بنيان"، تقع أصول الشركة في أفضل المواقع بشرق وغرب القاهرة، التي تحظى بطلب مرتفع على العقارات الإدارية لشركات كبرى، أبرزها بالم هيلز، ونستله، ولافارج، وجونسون آند جونسن، وأديداس، وماكدونالدز، وجنرال إليكتريك، ومتلايف.
وقال رشاد إن ارتفاع تغطية اكتتاب بنيان قد يحفز الحكومة على طرح شركات مملوكة للدولة من خلال الطرح العام بالبورصة، بشرط اتباع نفس طريقة "بنيان" في بيع السهم بخصم مغري لجذب المستثمرين المحليين والأجانب لشراء حصة من الشركة، ثم عرض حصص إضافية للبيع في فترات لاحقة بالسعر العادل، مما يسرع وتيرة تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية، ويحقق العائد المستهدف منها.
وأرجأ صندوق النقد الدولي مراجعتيه الخامسة والسادسة من القرض المقدم لمصر إلى الخريف، لتأخر تنفيذ برنامج بيع الشركات المملوكة للدولة، وهو ما أرجعته الحكومة إلى خشيتها من تأثيرات محتملة للظروف الجيوسياسية بالمنطقة على القيمة العادلة لبيع الأصول الحكومية.
وقالت عضو مجلس إدارة البورصة المصرية، ورئيس شركة ثري واي لتداول الأوراق المالية، رانيا يعقوب، إن الإقبال على طرح "بنيان" بالبورصة "يعود لنشاط الشركة بمجال الاستثمار العقاري، وهذا نشاط جديد بسوق المال، إضافة إلى سيطرة الأفراد على معظم تداولات البورصة دفع لتغطية الاكتتاب بمعدلات قياسية".
ورأت يعقوب، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، أن اكتتاب شركة "بنيان" كشف "تعطش البورصة لطروحات جديدة خاصة في الأنشطة الاستثمارية الجديدة، ويعطي رسالة لمتخذي القرار المسؤولين عن الطروحات الحكومية، حول قدرة البورصة على تغطية الطروحات المرتقبة خاصة في ظل زيادة مستويات السيولة ليصل متوسط التدالاوت بالجلسة 6 مليارات جنيه (121.3 مليار دولار) يوميًا"، لافتًا أن "الطروحات الحكومية تحظى بطلب مرتفع من المستثمرين المحليين والأجانب مقارنة بالطروحات الخاصة، مما سيكون عامل جاذب للبورصة المصرية".