آخر الأخبار

ما مدى جدية الدعوات الغربية بالاعتراف بدولة فلسطينية؟

شارك
مصدر الصورة

مع تجدد الحديث مرة أخرى، عن استعداد دول غربية، للاعتراف بدولة فلسطينية، تُثار تساؤلات حول مدى جدية تلك الدعوات، وهل يمكن أن تتمخض عن واقع حقيقي؟ ولماذا لا يتم إيقاف الحرب الدائرة في غزة أولا؟، ثم الشروع في التحركات الدبلوماسية، ومنها الاعتراف بدولة فلسطينية.

ويقود تلك الحملة ويروج لها حاليا، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وكان قد دعا خلال زيارة أخيرة له للمملكة المتحدة، إلى اعتراف مشترك بدولة فلسطينية، من جانب فرنسا والمملكة المتحدة، معتبرا أنه الطريق "الوحيد الذي يؤدي الى أفق للسلام" بين إسرائيل والفلسطينيين.

وقال ماكرون في مؤتمر صحافي مشترك، مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الخميس 10 تموز/يوليو : "اؤمن بمستقبل حل الدولتين الذي سيتيح لإسرائيل العيش بسلام وأمن مع جيرانها. اؤمن بضرورة توحيد أصواتنا في باريس ولندن وكل مكان، للاعتراف بدولة فلسطين وإطلاق هذه الدينامية السياسية التي تؤدي وحدها الى أفق للسلام".

وفي نفس اليوم الذي أدلى فيه ماكرون بتصريحاته تلك، كان 60 نائبا من حزب العمال البريطاني، يطالبون في رسالة وجهوها لوزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، بالاعتراف الفوري بدولة فلسطينية

وحذر النواب الذين يشملون نوابا، من الوسط واليسارفي الرسالة، التي نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية، من أن غزة تتعرض لـ "تطهير عرقي". مشيرين إلى أن "أن عدم الاعتراف بفلسطين كدولة، يعني أننا نتراجع عن سياستنا الخاصة بحل الدولتين ونضع توقعات بأن الوضع الراهن يمكن أن يستمر، مما يؤدي إلى محو وضم الأراضي الفلسطينية".

ماكرون والصوت الأوربي

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد قال في مقابلة له مع قناة "فرانس 5" في نيسان إبريل الماضي : "علينا أن نمضي نحو اعتراف، وسنقوم بذلك في الأشهر المقبلة"، مضيفا أن قيام دولة فلسطينية مستقلة هو الطريق الوحيد، نحو سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ويأمل الفرنسيون في أن تحصل دعوة ماكرون، للاعتراف بدولة فلسطينية، على مزيد من الزخم، خلال المؤتمر الأممي للنظر في " حل الدولتين"، الذي ستستضيفه الأمم المتحدة، والذي أُعلن عن موعد جديد لانعقاده، يومي الثامن والعشرين والتاسع والعشرين، من تموز/يوليو 2025، وكان الموعد الأصلي لانعقاد هذا المؤتمر هو حزيران/ يونيو الماضي، إلا أن الحرب بين إيران وإسرائيل أدت إلى تأجيله.

ورغم الاستعداد الأوروبي، الذي يتحدث عنه المراقبون للمضي قدما، وراء الخطوة الفرنسية، في حالة الاعتراف بدولة فلسطينية، إلا أن الأمر على مايبدو مايزال مرهونا، بموافقة ومباركة أمريكيتين، إذ حذرت واشنطن الدول من أي اعتراف أحادي بدولة فلسطينية، وهددت بعواقب دبلوماسية لأي اعتراف من هذا القبيل.

وتمثل فرنسا دولة ذات ثقل كبير في السياسية الدولية بجانب أنها تضم أكبر جاليتين من اليهود والمسلمين وهو مايجعله لاعترافها تداعيات على المستوى الأوروبي ، وكان وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي قد صرح لوكالة رويترز للأنباء بأنه "إذا اتخذت فرنسا الخطوة، ستلحق بها العديد من الدول".

ويرى مراقبون أن اعتراف فرنسيا من هذا القبيل يحتاج إلى دراسة متأنية وإلى قراءة مواقف الأطراف الأوروبية خشية أن يؤدي إلى مزيد من الانقسام الأوروبي في ظل انقسام موجود بالفعل تجاه العديد من القضايا لكن الخلاف الأكبر ربما يكون مع الولايات المتحدة والتي تعد الحليف الأقوى والأكبر لإسرائيل.

فرنسا تبدو غير عابئة

ورغم المحاولات الإسرائيلية، لمنع اعتراف فرنسي من هذا القبيل، ورغم التحذيرات الأمريكية، فإن مسؤولين فرنسيين يرون أن فرنسا لن تتأثر بتلك الانتقادات، والضغوط الإسرائيلية والأمريكية.

وكانت رويترز قد نقلت عن مسؤول فرنسي كبير قوله: "إذا كانت هناك لحظة (ملائمة) في التاريخ للاعتراف بالدولة الفلسطينية حتى لو كان ذلك رمزيا فقط، فأنا أقول إن تلك اللحظة قد حانت على الأرجح"، مضيفا أن ماكرون قد يرغب أيضا في ترك إرث له في التاريخ قبل انتهاء ولايته الرئاسية في عام 2027.

ويذكر أن كلا من فرنسا وبريطانيا وكندا ،كانت قد قالت في بيان مشترك في نيسان/إبريل الماضي، إنها ملتزمة بالاعتراف بدولة فلسطينية، في وقت يشير فيه مراقبون إلى أن كلا من كندا وبريطانيا، ليستا متحمستين بشدة في الوقت الراهن لمثل هذا الاعتراف.

بقي القول إن هناك من المراقبين، من يرون أن حل الدولتين يجب أن يُربط على المستوى العربي، بأي عملية تطبيع مستقبلية بين إسرائيل ودول عربية، بمعنى أن يكون قيام دولة فلسطينية، شرطا لإتمام تطبيع كامل بين الدول العربية، التي تنتظر قطار التطبيع وإسرائيل.


* كيف ترون مدى جدية الدعوات الغربية بالاعتراف بدولة فلسطينية؟
* هل تتبع دول أوربية فرنسا في حالة إعلان اعترافها بدولة فلسطينية؟
* لماذا برأيكم تبدو بريطانيا غير متحمسة لاعتراف من هذا القبيل الآن؟
* كيف ترون تأثير الدور الأمريكي خاصة في ظل التحذيرات الأمريكية من إعتراف دول بدولة فلسطينية بشكل أحادي؟
* هل ترون أن هناك حضورا دبلوماسيا عربيا للحشد لهذه الدعوات؟
* وهل تعتقدون أن الدول العربية المرشحة للتطبيع مع إسرائيل ستربط بين مضيها قدما في التطبيع وقيام دولة فلسطينية؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 14 تموز/يوليو.

خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar

يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا