في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في الوقت الذي توجه فيه الأنظار نحو الدوحة التي تحتضن المباحثات غير المباشرة التي تجري بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل حول اتفاق محتمل في غزة ، يتمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشرط البقاء في محور موراغ ويعمل على تحويل هذا الشرط إلى قضية أساسية ومركزية في المباحثات.
فقد أعلن المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن العائق الذي يعترض مسار الصفقة، هو الانسحاب الإسرائيلي من محور موراغ الذي يفصل بين مدينتي خان يونس و رفح في جنوبي قطاع غزة.
كما كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن هناك خلافا واحدا في المفاوضات لم يتم جسره بعد، يتعلق بالانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، في وقت تصر فيه تل أبيب على البقاء في محور موراغ، وتطالب المقاومة بانسحاب كامل.
وانتقد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد تمسك نتنياهو بمحور موراغ، وتساءل عما إذا كان هذا قد أصبح فجأة هو حجر الأساس لبقاء إسرائيل التي قررت سابقا أن يكون هناك محور واحد بين رفح وخان يونس، متهما نتنياهو بوضع العراقيل أمام التوصل إلى اتفاق، ومشيرا إلى أن التوصل إلى صفقة وإنهاء الحرب مكسب إسرائيلي لأن الحرب لم تعد لها أي فائدة لإسرائيل.
وفي السياق نفسه، قالت مراسلة الجزيرة نجوان سمري إن نتنياهو (المطلوب ل لمحكمة الجنائية الدولية ) حوّل محور موراغ إلى عقبة أساسية أمام تقدم المفاوضات، وهو ما أثار خشية مراقبين -حسب قولها- من أن نتنياهو يضيف العراقيل مجددا من أجل أهداف غير واضحة.
ومن جهتها، أرجعت مراسلة الجزيرة سلام خضر إصرار إسرائيل على الإبقاء على جنودها في محور موراغ لكون هذا الأمر سيضمن لها بقاء ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" التي تقوم بتوزيع المساعدات في 3 نقاط غرب رفح.
وإذا أصرت إسرائيل على الوُجود في محور فيلادلفيا، فهذا يعني -تواصل سلام- أن معبر رفح لن يتم فتحه، وسيبقى توزيع المساعدات على الغزيين عبر محور كرم أبو سالم.
وتصر حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) من جهتها على أن تتولى الأمم المتحدة إدخال المساعدات للفلسطينيين وعلى فتح معبر رفح، وكانت قد أكدت تمسكها بدور الأمم المتحدة في توزيع المساعدات، مشيرة إلى أنها تعتبر محاولة تجاوز هذا الدور وتهميشه سلوكا خطيرا.
ومنذ بدء عملها بقطاع غزة في نهاية مايو/أيار 2025، شهدت مراكز توزيع المساعدات الأميركية والإسرائيلية بشكل شبه يومي عمليات قتل واستهداف للمجوّعين الغزيين، استخدمت فيها القوات الإسرائيلية القذائف المدفعية وصواريخ الاستطلاع، وفي بعض الأحيان المسيّرات لإطلاق الرصاص المتفجر.
وحسب الأكاديمي والخبير بالشأن الإسرائيلي، الدكتور محمود يزبك، فإن الشرط الذي يصر عليه نتنياهو والمتعلق بمحور موراغ يؤكد استجابته المطلقة لليمين المتطرف، مشيرا إلى أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش هو من وضع هذا الشرط، الذي يهدف إلى نقل -خلال 60 يوما من الهدنة إن حصلت- حوالي 600 ألف فلسطيني إلى المنطقة ما بين محور فيلادلفيا ومحور موراغ لتحضير معسكر الاعتقال الكبير في غزة تمهيدا لتهجير الفلسطينيين من غزة.
وما يفهم من تمسك نتنياهو بشرط موراغ في الوقت الذي يؤكد فيه أنه يرغب بصفقة، أنه يريد صفقة مجانية تعيد له الأسرى وبعدها يستكمل مخططاته، وفي صلبها تحويل رفح إلى معسكر اعتقال كبير وضمان السيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع، كما يوضح الكاتب والمحلل السياسي، أحمد الطناني في تحليل على قناة الجزيرة.
وعندما أعلن نتنياهو عن تدشين محور موراغ، قال إنه محور فيلادلفيا 2، وبالتالي فهو يريد أن يكون هذا المحور هو الخط الحدودي الجديد لغزة، أي إلغاء مدينة رفح بأكملها من الجغرافيا الفلسطينية، ولكن المقاومة الفلسطينية -كما يتابع الطناني- لا يمكنها القبول بالواقع الذي يريد الاحتلال تكريسه.
وقالت حماس على لسان القيادي عزت الرشق إن غزة لن تستسلم، وإن المقاومة هي التي ستفرض الشروط كما فرضت المعادلات.