سارعت روسيا إلى الترحيب بقرار واشنطن تعليق تسليم شحنات أسلحة إلى أوكرانيا التي حذرت من تقليص الدعم، واستدعت بدورها القائم بالأعمال الأميركي لديها لـ"استيضاح" تداعيات الخطوة التي "صدمت "مسؤولين أوروبيين، لكن الإدارة الأميركية هونت من الأمر.
وفي موسكو رحب المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بقرار أميركي تعليق تسليم شحنات أسلحة لأوكرانيا تشمل ذخائر وأنظمة دفاع جوي.
وردا على سؤال بهذا الشأن قال بيسكوف للصحفيين "كلما قلت كمية الأسلحة التي تُسلّم إلى أوكرانيا، باتت نهاية العملية العسكرية الخاصة أقرب"، في إشارة الى التسمية التي تعتمدها موسكو للهجوم الذي بدأ مطلع العام 2022.
كما علق بيسكوف على المكالمة الهاتفية بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين أمس الأول الثلاثاء، ولدى سؤاله عما إذا كان ماكرون أشار إلى أنه سيقبل بالمطالب الروسية في ضوء " الوقائع الجديدة" على الأرض، أجاب بـ "لا".
وكانت روسيا قد طلبت أن تعترف كييف بخسائرها في الحرب، وألا تتلقى أسلحة مقابل وقف إطلاق النار المقترح من جانب أوكرانيا والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى أمور أخرى.
على الجانب الآخر، نقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول عسكري أوكراني قوله "إن مواجهة روسيا ستكون أصعب في غياب الأسلحة الأميركية".
وأوضح "نعتمد حاليا بشكل كبير على الأسلحة الأميركية، وإن كانت أوروبا تقوم بما في وسعها، لكن سيكون صعبا علينا المواجهة من دون الذخائر الأميركية".
واستدعت وزارة الخارجية الأوكرانية القائم بالأعمال الأميركي في كييف وأكدت خلال الاجتماع به "الأهمية الحاسمة لمواصلة تسليم حزم الدعم الدفاعي المقررة مسبقا، مع التركيز بشكل خاص على تعزيز قدرات الدفاع الجوي الأوكراني".
كما حذرت كييف من أن أي تأخير أو تقليص في دعم القدرات الدفاعية الأوكرانية سيشجع روسيا على مواصلة الحرب وأعمال الإرهاب، بدلا من السلام.
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الأربعاء، واشنطن وكييف "في طور توضيح المساعدة العسكرية الأميركية التي لا تزال تقدم لأوكرانيا بعد إعلان الولايات المتحدة المفاجئ تعليق تسليم بعض الأسلحة.
وأضاف زيلينسكي أن أوكرانيا والولايات المتحدة تعملان على توضيح كل التفاصيل المتصلة بتقديم دعم في مجال الدفاع، ويشمل ذلك مكونات للدفاع الجوي.
من جهته أكد وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها عبر منصة إكس أن أوكرانيا مستعدة "لشراء أو استئجار" أنظمة دفاع مضادة للطائرات للتصدي "للكمية الكبيرة من الطائرات المسيرة والقنابل والصواريخ" التي تستخدمها روسيا لقصف بلاده.
وقلّل مسؤولون أميركيون الأربعاء من أهمية إعلان البيت الأبيض تعليق واشنطن إمداد أوكرانيا ببعض شحنات الأسلحة، لافتين إلى أن خيارات الرئيس دونالد ترامب ما زالت منصبّة على دعم كييف عسكريا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس إن قرار تعليق بعض شحنات الأسلحة "ليس وقفا لدعمنا لأوكرانيا أو لإمدادها بأسلحة"، لافتة إلى أنها حالة واحدة، مضيفة "سنناقش ما سيأتي في المستقبل".
وقال المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل في تصريح لصحفيين إن "وزارة الدفاع تواصل عرض خيارات قوية على الرئيس فيما يتصل بالدعم العسكري لأوكرانيا، بما يتماشى مع هدف إنهاء هذه الحرب المأساوية".
وتابع "تدرس الوزارة وتكيّف بتمعّن مقاربتها لتحقيق هذا الهدف مع الحفاظ على جاهزية الجيش الأميركي وأولوياته الدفاعية".
و نقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الرئيس دونالد ترامب قد يأمر في النهاية بإرسال كل أو بعض الذخائر المتوقفة مؤقتا إلى أوكرانيا اعتمادا على نتائج مراجعة الوزارة.
على صعيد ردود فعل حلفاء أوكرانيا، قال مسؤول أوروبي مطلع لـ"بلومبيرغ" إن المسؤولين الأوروبيين مصدومون بسبب قرار واشنطن وقف إمدادات الذخائر الأميركية لأوكرانيا.
كما نقل موقع بوليتيكو عن مصادر مطلعة، أن أوكرانيا تخطط لمطالبة واشنطن بالسماح لدول أوروبا بشراء أسلحة أميركية لأوكرانيا.
وقالت المصادر إن حكومات أوروبية تدرس خططا لشراء أسلحة أميركية الصنع من ميزانياتها الدفاعية لنقلها إلى أوكرانيا، وستُحتسب هذه الأموال ضمن رقم الإنفاق الدفاعي الجديد لحلف الناتو.
وكانت آنا كيلي نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض قد أعلنت أمس أن "قرار تعليق واشنطن تعليق تزويد أوكرانيا بأسلحة معينة "اتُّخذ لوضع مصالح أميركا في المقام الأول، وذلك عقب مراجعة أجرتها وزارة الدفاع للمساعدات العسكرية التي تقدّمها بلادنا لدول أخرى حول العالم".
وحسبما نقل موقع "بوليتيكو" عن مسؤول أميركي رفض الكشف عن هويته، فقد خلصت مراجعة البنتاغون إلى أن المخزونات من ذخائر تم التعهّد بها سابقا باتت ضئيلة للغاية وأنه لن يتم إرسال بعض الشحنات التي كانت مخصصة لأوكرانيا.
وذكر موقع "بوليتيكو" ووسائل إعلام أميركية أخرى أن هذا التوقف عن تسليم أسلحة إلى كييف يشمل صواريخ لمنظومة " باتريوت " للدفاع الجوي وأنظمة المدفعية التي تستخدم الذخائر الموجهة بدقة وصواريخ "هيلفاير".