في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تقريرا يتناول سجلا حافلا بالتصريحات المرتجلة للرئيس الأميركي دونالد ترامب وتسريبه معلومات سرية في عدة مناسبات.
وفي التقرير، ذكرت الصحفية سابير بنيامين، أن كثيرين ذُهلوا من ادعاء ترامب، يوم الأربعاء، بأن عملاء إسرائيليين زاروا فعليا المنشأة النووية الإستراتيجية الإيرانية في فوردو عقب قصفها في غارة أميركية بقنابل خارقة للتحصينات، مؤكدا أن البرنامج النووي الإيراني قد قُضي عليه.
وفي كلمته في قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في مدينة لاهاي بهولندا أمس الأربعاء، قال ترامب إن إسرائيل "لديها رجال يذهبون إلى هناك [فوردو]". وأضاف أنه بفضل هذا الوجود على الأرض، ستقدم إسرائيل قريبا تقريرا عن حجم الدمار الذي لحق بالموقع.
ووصفت الصحيفة الإسرائيلية تصريح الرئيس الأميركي بأنه فصل آخر في سلسلة طويلة من التصريحات المرتجلة والزلات الواضحة التي ظل يدلي بها على مر السنين، والتي كشف خلالها عن معلومات حساسة للعامة.
وسرعان ما دحض آرييه درعي، رئيس حزب شاس الديني الإسرائيلي في أقصى اليمين، هذا الادعاء نافيا أن يكون أي أحد قد زار حتى الآن الموقع النووي.
وفي تصريح آخر أدلى به الشهر الماضي في حفل أقيم في المكتب البيضاوي لتعيين ستيف ويتكوف رسميا مبعوثا له إلى الشرق الأوسط، ادعى ترامب أنه لم يتبق سوى 21 أسيرا إسرائيليا فقط على قيد الحياة محتجزا في قطاع غزة .
وذكرت الصحيفة، أن إسرائيل كانت قد أكدت رسميا في ذلك الوقت أن 24 من أصل 59 أسيرا يُفترض أنهم أحياء.
ونقلت يديعوت أحرونوت عن تقرير بثته شبكة (إيه بي سي) الأميركية في 6 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أن ترامب ناقش بعد انتهاء ولايته الرئاسية الأولى، معلومات حساسة عن الغواصات النووية الأميركية مع الملياردير الأسترالي أنتوني برات، المنضوي في عضوية نادي "مار-أ-لاغو" الذي يمتلكه الرئيس.
ووفقا لمصدر مطلع على الموضوع -لم تفصح الصحيفة الإسرائيلية عن هويته- فإن برات شارك المعلومات لاحقا عشرات آخرين، منهم مسؤولون أجانب وموظفون تابعون له والعديد من الصحفيين.
وقد قيل إن الملياردير مرّر تلك المعلومات إلى 45 شخصا على الأقل، منهم 6 صحفيين و11 من موظفي شركته و10 مسؤولين أستراليين و3 رؤساء وزراء أستراليين سابقين.
وقبل ذلك بعام تقريبا، داهم عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) مقر ترامب في منتجع مار-أ-لاغو، حيث عثروا على نحو 11 ألف وثيقة تعود إلى فترة ولايته الأولى، منها أكثر من مئة، بعضها مصنّف على أنها "سري" و "سري للغاية"، وبعضها الآخر يحتوي على مصادر استخبارية حساسة.
ومن التصرفات الأخرى التي أوردتها الصحيفة الإسرائيلية في تقريرها، أن ترامب اقترح على محاميه -كما يُزعم- تضليل مكتب التحقيقات الفدرالي بشأن مكان وجود الوثائق، وأمر أحد مساعديه بنقل الصناديق لإخفائها عن المحققين وعن أحد محاميه.
وعندما فشلت إيران أواخر أغسطس/آب 2019 في ثالث محاولة لإطلاق صاروخ إلى الفضاء، قالت يديعوت أحرونوت، إن ترامب نشر على منصة تويتر آنذاك صورة عالية الدقة تُظهر بالتفصيل حجم الدمار الذي حدث في موقع الإطلاق شمالي البلاد، الأمر الذي أصاب خبراء الاستخبارات والأمن بالذهول وأثار تساؤلات فورية عن مصدر الصورة.
ووصف هؤلاء الخبراء تفاصيل الصورة بأنها "مذهلة"، وتؤكد القدرات "الهائلة" التي تتمتع بها المخابرات الأميركية ولم يُكشف عنها من قبل. وقالوا إن الكشف عن صورة كان من المفترض أن تبقى سرية، يمكن أن تساعد خصوم الولايات المتحدة على حماية أنفسهم من الرصد والمراقبة.
ولاحظ المراقبون -بمن فيهم مسؤولو الاستخبارات والخبراء والمستخدمون العاديون- وجود ظل ووهج في وسط الصورة، مما يشير إلى أن الرئيس ربما يكون قد صوّر نسخة مطبوعة خلال إحاطة إعلامية، على الرغم من أنه غير مصرح له بذلك.
وبحسب موقع "ياهو نيوز" الإخباري، فقد شاهد ترامب الصورة أثناء إحاطة استخبارية يومية، وطلب نسخة منها وشاركها أكثر من 60 مليون متابع على تويتر بعد ساعة تقريبا.
ونقلت الصحيفة عن تقرير نشرته مجلة (فانيتي فير) الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، أن ترامب كشف لمسؤولين روس إبان ولايته الأولى، تفاصيل عملية استخبارية سرية في سوريا نفذها جهاز الموساد الإسرائيلي بالاشتراك مع وحدة النخبة في الجيش الإسرائيلي المسماة "سايريت ماتكال".
وقد كشفت العملية عن خطط تنظيم الدولة الإسلامية لاستخدام أجهزة الكمبيوتر المحمولة كعبوات ناسفة. وأفاد تقرير أن ترامب أطلع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وسفير روسيا في واشنطن آنذاك سيرغي كيسلياك على المعلومات السرية أثناء اجتماعه بهما في مايو/أيار 2017 في البيت الأبيض .
واستنادا إلى المعلومات الاستخبارية التي قدمتها إسرائيل، فرضت الولايات المتحدة وبريطانيا حظرا على أجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة الإلكترونية الأكبر من الهاتف المحمول على متن الرحلات الجوية المغادرة من عدة دول ذات أغلبية مسلمة.
ولم يُرفع الحظر إلا بعد أن اعتمدت المطارات في تلك الدول بروتوكولات أمنية جديدة وأكثر صرامة، حسبما ورد في تقرير يديعوت أحرونوت.