تصاعدت حدة الاستهدافات في المواجهة التي أشعلتها إسرائيل الجمعة الماضية مع إيران، واستمر القصف المتبادل، مما أحدث اضطرابا واسعا في حركة الطيران في المنطقة.
وتضطر دول المنطقة الواقعة بين الطرفين المتقاتلين إلى إغلاق مجالاتها الجوية في أوقات معينة من اليوم، الأمر الذي يستلزم مراجعة دائمة ومراقبة لصواريخ من إيران إلى إسرائيل أو تحرك طائرات إسرائيلية صوب الشرق.
تقيّم هيئة تنظيم الطيران المدني في الأردن بشكل دوري المخاطر على حركة الطيران المدني ومتابعة التطورات الجارية من خلال إغلاق أو إعادة فتح الأجواء، ويأتي هذا الأمر تبعا للتطورات الجارية ومدى تأثيرها على حركة الطيران المدني، وفق قول رئيسها هيثم مستو.
ويفتح الأردن الأجواء للطيران ذهابًا وإيابًا طيلة النهار، ويقوم بشكل مؤقت وجزئي بإغلاق الأجواء حينما تبدأ إيران بالرد عبر المسيرات من فوق الأجواء الأردنية في الفترة المسائية.
وقالت مصادر لمراسل الجزيرة نت حبيب أبو محفوظ إن حركة الطيران كانت اعتيادية وطبيعية في مطار الملكة علياء خلال الساعات الـ24 الماضية، وتفرض السلطات إغلاقًا على الأجواء الأردنية ومواعيد الرحلات في موعدها المحدد، في حين لا يوجد عالقون داخل المطار، كما أنه لا يوجد عالقون أردنيون في مطارات الدول الأخرى.
قال المسؤول الإعلامي في الهيئة العامة للطيران المدني في سوريا مصطفى كاج لمراسلة الجزيرة نت في دمشق شام السبسبي إن الأجواء السورية مفتوحة للرحلات ما عدا الأوقات التي يُعلن فيها عن إغلاق المجال الجوي.
وأضاف "الأوضاع في مطار دمشق الدولي تحت السيطرة، والرحلات التي تمر فوق البحر إلى أوروبا و تركيا لم تتوقف، أما رحلات العائدين من الحج فهبط مسافروها في مطار غازي عنتاب التركية ودخلوا إلى البلاد برا عبر معبر الراعي في ريف حلب، لكن من المتوقع أن تهبط الرحلة القادمة من مكة المكرمة فجر اليوم في مطار دمشق".
وفي العموم لم يتم إلغاء أية حجوزات على الرحلات في اليومين الأخيرين، لأن توقيت فتح وإغلاق الأجواء معروف ومحدد سلفا، لكن تم التغيير في المواعيد، وفق كاج.
وأكد عدم وجود مسافرين عالقين في مطارات سوريا.
من جهتها ألغت الخطوط الجوية السورية أمس الاثنين عددًا من الرحلات الجوية من وإلى مطار دمشق الدولي، وذلك بسبب إغلاق الأجواء في توقيت تنفيذ بعض الرحلات.
وأوضحت في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك أن رحلتي الذهاب والإياب بين دمشق والشارقة، اللتين كانتا مقررتين أمس الاثنين (رحلتي رقم 501 و502)، قد تم إلغاؤهما نتيجة الظروف الجوية المرتبطة بإغلاق المسارات الجوية، مشيرة إلى أن رحلات اليوم الثلاثاء لا تزال قائمة حتى اللحظة، مع احتمال وجود تعديلات على مواعيد الإقلاع سيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب.
وأكدت السورية للطيران أن رحلة السبت الماضي القادمة من الشارقة والمتجهة إلى دمشق (رقم آر بي 502) اضطرت إلى تغيير مسارها والهبوط اضطراريا في مطار تبوك داخل الأراضي السعودية، حفاظا على سلامة الركاب والطواقم، نتيجة التصعيد العسكري في المنطقة، مشيرة إلى أنه تم تأمين إقامة الركاب في أحد فنادق مدينة تبوك.
حركة السفر الجوي متوقفة جزئيا في جميع مطارات العراق باستثناء مطار البصرة الدولي (جنوبي البلاد)، وفق مراسل الجزيرة نت في بغداد فارس الخيام.
وتستمر الشركة العامة لخدمات الملاحة الجوية في إدارة وتنظيم الحركة الجوية للطائرات القادمة والمغادرة في مطار البصرة الدولي، وذلك ضمن نطاق زمني محدد يمتد من الساعة 4 فجرًا وحتى الساعة 10 مساءً بالتوقيت المحلي، وفقًا للتعليمات والموافقات الرسمية الصادرة عن الجهات العليا المختصة.
وعملت الشركة على توفير حافلات خاصة لنقل الفرق الجوية والإدارية والفنية من بغداد إلى مطار البصرة بما يضمن استمرارية العمل وسرعة استئناف الرحلات وفق الخطة المعتمدة.
من جانبها، وضعت الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية خطة تشغيلية مرنة تتضمن تسيير رحلات طارئة من وإلى عدد من الوجهات الدولية، وذلك بالتنسيق مع سلطة الطيران المدني والجهات المعنية.
وتولي الخطوط الجوية العراقية الأولوية للمواطنين العراقيين العالقين، خاصة في مطارات بيروت وجورجيا و تركيا ودول أخرى، كما تعمل الشركة على فتح وجهات إضافية بحسب تطورات الموقف.
في سياق متصل، وجه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني أمس بتشكيل فريق برئاسة سلطة الطيران المدني وعضوية وزارتي النقل والخارجية وقيادة العمليات المشتركة لإعادة المواطنين العراقيين العالقين خارج البلاد.
يسود في لبنان حال من الترقب والحذر بانتظار ما ستؤول إليه التطورات المقبلة وسط استمرار العمل بشكل شبه طبيعي في مطار بيروت الدولي من دون صدور أي قرار رسمي بإغلاق المجال الجوي.
وقال مصدر من داخل المطار لمراسلة الجزيرة نت نجية دهشة إن شركات الطيران تعتمد آلية الإلغاء المرحلي، وتُلغى الرحلات بشكل فردي وليس وفق جدول شامل، مما يُبقي الحركة الجوية مرهونة بالتطورات الآنية.
وفي ظل تراجع عدد كبير من شركات الطيران العربية والأجنبية عن تسيير رحلات من وإلى بيروت، تشهد صالات المطار ازدحامًا متزايدًا، في حين تواصل شركة طيران الشرق الأوسط تشغيل رحلات إضافية، وتعمل فوق طاقتها المعتادة لتأمين سفر الركاب وتعويض النقص في الحركة الجوية.
دفعت الهجمات الواسعة النطاق التي نفذتها إسرائيل على إيران، شركات الطيران الدولية إلى وقف رحلاتها إلى المنطقة: