آخر الأخبار

المفاوضات النووية في مهب الريح

شارك





طهران- في ظل تصاعد سحب الدخان فوق المدن والأهداف الإيرانية والإسرائيلية -إثر التصعيد العسكري الناجم عن الهجوم الإسرائيلي فجر الجمعة على إيران- يلف الغموض مصير المفاوضات النووية التي كانت مقررة يوم غد الأحد بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف.

وعشية الجولة السادسة المقرر عقدها في مسقط ، يأمل الجانب الأميركي عودة الطرف المقابل إلى طاولة المفاوضات المتعثرة أصلا منذ أكثر من 3 أسابيع، في حين تعتبر شريحة من المراقبين في طهران أن واشنطن استخدمت المسار الدبلوماسي "غطاء" لتمهيد الأرضية لشن إسرائيل هجمات جوية على بلادهم.

فعلى النقيض من تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقب محادثته الهاتفية التي استمرت 40 دقيقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- وتأكيده أنه حذر تل أبيب من مهاجمة إيران وإفساد المسار الدبلوماسي، عاد وأكد ترامب عقب الهجوم أن بلاده كانت تعلم بكل شيء، واصفا إياه بأنه كان "ممتازا".

إعلان

غموض

من ناحيتها، نقلت وكالة إرنا الرسمية عن إسماعيل بقائي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية قوله إن "قرار طهران بالمشاركة في الجولة المقبلة من المفاوضات النووي غير واضح"، موضحا أنه "من غير المقبول لدى الجمهورية الإسلامية أن يرتكب الكيان الصهيوني مثل هذه الحرب في المنطقة من دون تنسيق أو ضوء أخضر من الولايات المتحدة".

وتابع بقائي أن "الجانب الآخر قام بإفراغ المفاوضات من معناها. لا يُمكنك أن تدّعي في آن واحد أنك تفاوض وتُحاور للتوصل إلى تفاهم بشأن قضية ما، وفي الوقت نفسه تُقسم العمل وتسمح لكيان عنصري بانتهاك وحدة أراضي البلاد".

وحمّل بقائي الإدارة الأميركية مسؤولية عواقب الهجوم الإسرائيلي وتداعياته على إيران، مضيفا أنه "طالما يسعى الكيان الصهيوني جاهدا لجر الدول الغربية إلى الصراع في المنطقة، ويبدو أنه نجح هذه المرة، وأثّر بطريقة ما على العملية الدبلوماسية بهذه المغامرة. وهذا يُظهر في الواقع أن صناع القرار الأميركيين لا يزالون متأثرين بشدة بهذا الكيان".

استبعاد

في السياق، قال علاء الدين بروجردي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، إن الولايات المتحدة "كانت الطرف الرئيسي الداعي إلى المفاوضات، وإن الجمهورية الإسلامية شاركت في المسار الدبلوماسي بسعة صدر لمنع التصعيد العسكري، لكن في ضوء التطورات الأخيرة والعدوان الصهيوني يبدو أن الجولة السادسة من المفاوضات لم تعد قابلة للتحقق".

وفي تصريح لقناة خبر الناطقة بالفارسية، اعتبر بروجرودي أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على بلاده يمثل "اقترابا صارخا من الخطوط الحمراء للجمهورية الإسلامية"، وخلص إلى أنه لم يعد هناك لا مجال ولا ثقة لمواصلة المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة.

وإثر تزايد التساؤلات حول مشاركة إيران من عدمها في الجولة السادسة من المفاوضات النووية، اعتبرت وكالة أنباء "إسنا" أن الهجوم الإسرائيلي وضع المفاوضات النووية "على حافة الانهيار"، وأن تحليلات متزايدة تُصوّر العملية التفاوضية أنها "وهم" في ظل استمرار الضربات الإسرائيلية.

إعلان

وفي تقرير نشرته تحت عنوان "مصير المسار التفاوضي بين إيران وأميركا عقب الهجوم الإسرائيلي"، كتب علي غفاري -رئيس تحرير الصفحة السياسية بوكالة أنباء إسنا- أن الاغتيالات الإسرائيلية في إيران أحدثت زلزالًا في الثقة الشعبية بمشروعية الحوار مع واشنطن.

وبرأيه فإن فرص انعقاد الجولة السادسة من المفاوضات النووية في مسقط أضحت تتهاوى تحت وطأة 3 عوامل متداخلة: التصعيد الأمني غير المسبوق على الأراضي الإيرانية، والخطاب الصهيو-أميركي المتصلّب، وأخيرا التحوّل الجذري في المزاج السياسي الإيراني الداعي إلى رد عسكري وليس التفاوض.

وخلص غفاري إلى أن "المواجهات الأخيرة أوقعت الفضاء الدبلوماسي في أزمة حادة، ويمكن القول إن مسار المفاوضات دخل في الظروف الراهنة مأزقًا غير مسبوق رغم أن لا شيء يمكن التنبؤ به يقينًا".

انتقادات

وإذ تبدو الأوساط السياسية في طهران مجمعة على أن المفاوضات دخلت "غرفة العناية المركزة"، تتعالى الأصوات المنددة بتصريحات محمد جعفر قائم بناه المساعد التنفيذي لرئيس الجمهورية الذي قال في خضم الغارات الإسرائيلية على بلاده "أرجو أن تستمر المفاوضات النووية حسب توجيهات المرشد الأعلى".

وبينما ينتقد التيار المحافظ المعسكر الإصلاحي كونه طالما دعا إلى التفاوض مع القوى الغربية، يقول الناشط السياسي المحافظ عبد الله كنجي إن الهجوم الصهيوني لو وقع في غياب المفاوضات لقال البعض "عندما ترفضون التفاوض تكون النتيجة هكذا!"، أو لقال "من الواضح أن الحرب هي البديل عن المفاوضات".

وفي منشور على منصة إكس، كتب كنجي "أما الآن فقد اكتملت الحجة، خاصة أننا أكدنا مرارا استعدادنا للالتزام بعدم صنع القنبلة عبر المفاوضات. استشهاد 5 أساتذة من جامعة الشهيد بهشتي، وإصرار الغرب على الامتناع المطلق لإيران عن التخصيب، يُثبت أن الهدف هو تقييد التقدّم العلمي الإيراني".

إعلان
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا إيران اسرائيل أمريكا القدس

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا