إيران تنفي تنفيذها هجوماً انتقامياً على إسرائيل، بينما تؤكد الأخيرة قصف مواقع نووية إيرانية. بعد مقتل قائد الحرس الثوري، يتصاعد التوتر مع تهديدات إيرانية بالرد وترحيب أمريكي بالهجوم.
أصدر القائد الجديد للحرس الثوري الإيراني، محمد باكبور، بياناً، مساء الجمعة، وذلك عقب مقتل سلفه في الضربات الجوية الإسرائيلية الليلة الماضية.
وقال باكبور إن إسرائيل "ستعاني من مصير مرير ومؤلم بعواقب هائلة ومدمرة".
وأضاف البيان أن إيران "ستثأر" لمن قُتلوا في الهجوم، مشيراً إلى أن إسرائيل "تنتهك الأمن القومي والسلامة الإقليمية" للبلاد.
بدأت صور الأقمار الصناعية في الوصول من إيران، إذ تُظهر أضراراً واضحة تعرضت لها منشأة نطنز النووية.
وتعود أهمية منشأة نطنز النووية إلى أنها الموقع الرئيسي لتخصيب اليورانيوم على نطاق واسع.
والتقطت شركة "أومبرا سبيس" الأمريكية الصورة باستخدام ما يُعرف بـ "رادار الفتحة التركيبية (SAR)"، بدلاً من الطرق التقليدية. وهي تكنولوجيا ينتج عنها صورة عالية الدقة، بالأبيض والأسود، لسطح الأرض.
وتكمن فائدة هذه التقنية في قدرتها على اختراق الغطاء السحابي، الذي قد يحجب في كثير من الأحيان الصور الملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية التقليدية.
وفي إحدى المناطق التي غطتها الصور، يمكن رؤية أربعة مبانٍ متضررة على الأقل، وهي محددة في الصورة أدناه. ويجري فريق بي بي سي مشاورات مع خبراء لفهم استخدامات هذه المباني.
ويتضح من الصور أن الضربات كانت دقيقة للغاية. ويبدو أن المباني التي لم تُستهدف مباشرةً لم تلحق بها أضرار تُذكر.
تفيد تقارير عن وقوع انفجارات جديدة في أنحاء إيران.
أعلن سلاح الجو الإسرائيلي في منشور على منصة إكس أنه يواصل "مهاجمة منصات إطلاق الصواريخ والبنية التحتية" في إيران.
شهدت أسعار النفط قفزة كبيرة عقب الضربات الجوية التي شنتها إسرائيل على إيران، إذ ارتفع خام برنت القياسي بأكثر من سبعة في المئة ليصل إلى ما يقارب 73 دولاراً للبرميل، رغم أنه كان قد سجّل في وقت سابق ارتفاعاً بنسبة 13 في المئة.
في المقابل، جاءت استجابة أسواق الأسهم في نيويورك أكثر هدوءاً مع بدء جلسة التداول، حيث تراجع مؤشرا S&P 500 وناسداك بأقل من واحد في المئة خلال الساعة الأولى، ما يشير إلى أن المستثمرين لا يزالون غير متأكدين من مدى تصاعد التوترات.
ويُعد النفط عنصراً أساسياً في إنتاج الطاقة للقطاعات الصناعية، إضافة إلى استخداماته المتعددة، ما يعني أن ارتفاع أسعاره قد يؤدي إلى زيادة تكاليف السلع والخدمات، بما في ذلك الوقود.
ويظل مصير الأسعار مرتبطاً بمدة استمرار التوترات بين إسرائيل وإيران.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنه كان قد حدد تاريخ الهجوم على إيران في نهاية أبريل/نيسان الماضي، لكنه لم يُنفّذ في ذلك الوقت "لأسباب متعددة".
وأضاف نتنياهو، في خطاب متلفز، أن إيران سرّعت من خطواتها في الأشهر الماضية باتجاه "إنتاج القنابل النووية"، إذ كان "من الواضح أن إيران ستلجأ لتعزيز برنامجها النووي بعد كسر محورها في المنطقة"، الأمر الذي "حتّم على إسرائيل التحرّك".
وأشار نتنياهو كذلك إلى أن إيران "عملت على تعزيز منظومتها من الصواريخ البالستية بعد أن قامت إسرائيل بضربها سابقاً"، موضحاً أن "الجميع في إسرائيل باتوا مدركين للحاجة إلى ضرب إيران"، وأنه إذا تمكنت إيران من الحصول على قنبلة نووية، فلن "يعود لإسرائيل وجود في المنطقة"، على حدّ تعبيره.
إليك أبرز التطورات في إيران بعد الضربة الإسرائيلية الواسعة التي استهدفت مواقع نووية وعسكرية:العملية العسكرية: شنت إسرائيل فجر الجمعة ضربات جوية استهدفت منشآت استراتيجية في أنحاء إيران، أبرزها مجمع نطنز النووي، ضمن ما سُمّي "عملية الأسد الصاعد".
سقوط قادة كبار: قُتل في الهجمات عدد من أبرز القادة العسكريين الإيرانيين، منهم:
- حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري.
- محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة.
- غلام علي رشيد، قائد مقر خاتم الأنبياء.
- إلى جانب مقتل ستة علماء نوويين بارزين، بينهم فريدون عباسي ومحمد مهدي طهرانجي.
تعيينات جديدة: عيّن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، اللواء عبد الرحيم موسوي رئيساً جديداً لأركان القوات المسلحة، ومحمد باكبور قائداً للحرس الثوري.
ردود فعل رسمية: توعد خامنئي إسرائيل بـ"مصير مرير ومؤلم"، قائلاً إن "الرد قادم ولن يُفلت المعتدون من العقاب"، ولم يُسجّل حتى الآن رد مباشر يُوازي حجم الضربة.
ردود فعل شعبية: شهدت طهران وعدة مدن إيرانية مظاهرات غاضبة تطالب بـ"عقاب صارم" لإسرائيل.
أضرار وإصابات: أفادت جمعية الهلال الأحمر بإصابة 95 شخصاً، وتسجيل أضرار في 12 محافظة، منها أذربيجان الشرقية وكرمانشاه.
إحالة إلى مجلس الأمن: قدّمت إيران رسالة رسمية إلى مجلس الأمن الدولي تطالب بعقد جلسة طارئة لإدانة "العدوان الإسرائيلي"، وتدعو إلى اتخاذ إجراءات فورية ضد إسرائيل.
الوضع النووي: أعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن الهجوم ألحق أضراراً بمنشأة نطنز، دون تسجيل تسرب إشعاعي إلى الخارج حتى الآن.
يبدو أن الهجمات الإسرائيلية واسعة النطاق كانت لها ثلاثة أهداف رئيسية:
1-إضعاف البرنامج النووي الإيراني.
2-إضعاف قدرات إيران الدفاعية.
3-اغتيال جزء من القيادات العسكرية والعلمية الإيرانية.
وتبدو هذه الاستراتيجية، التي استغرق إعدادها سنوات، مشابهة لتلك التي طبقتها إسرائيل بنجاح ضد حزب الله، الجماعة المدعومة من إيران في لبنان، والتي أُضعفت بشدة في الحرب التي شنتها إسرائيل على الحزب العام الماضي.
وكما فعلت مع حزب الله، تمكنت إسرائيل من اختراق العمق الإيراني.
كان لديها معلومات مفصلة ودقيقة عن بعض كبار المسؤولين العسكريين والعلماء في البلاد، في حين أن بعض الضربات شُنت من داخل الأراضي الإيرانية.
وربما كان توقيت الهجوم مفاجئاً، لكن المسؤولين الإسرائيليين أثاروا لسنوات مخاوف بشأن البرنامج النووي الإيراني، ووصفوه بأنه "تهديد وجودي" لإسرائيل.
وتنفي إيران باستمرار سعيها لامتلاك أسلحة، وتؤكد أن برنامجها لأغراض سلمية.
لكن في الأشهر الأخيرة، تحدثت إسرائيل عن فرصة فريدة لضرب المنشآت الإيرانية: فقد تضررت الدفاعات الجوية الإيرانية بسبب الهجمات الإسرائيلية العام الماضي، وتم إضعاف وكلائها في المنطقة، وهم جزء مما تسميه طهران محور المقاومة، بما في ذلك حزب الله.
يقول مسؤولون إسرائيليون إن الهجمات التي شُنت في إيران فجر اليوم تمت بنجاح، وإن إسرائيل تنتظر الرد الإيراني في أي وقت. وسائل إعلام إسرائيلية استغربت أن الرد الإيراني لم يأت مباشرة، وعزا بعضها ذلك إلى احتمالات عدة، ومنها أن الضربات شلت نظام إطلاق الصواريخ في إيران، أو أن إيران التي تلقت ضربة مفاجئة، تخطط لضربة تتناسب مع حجم الهجوم.
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إيفي دفرن، قال إن هجمات ما سمّاها "المرحلة الأولى" ستتبعها هجمات أخرى، وإنها ستستمر لأسابيع، وإن إسرائيل أعدت أنظمتها الدفاعية في انتظار الرد الإيراني.
ما حضرَّته إسرائيل للدفاع، يشير إلى ما تتوقعه من إيران، فقد نشرت أعداداً كبيرة من جنود الجيش، على الحدود مع سوريا ولبنان، تحسباً لوقوع هجمات من حزب الله أو أنصار نظام الحكم السابق في دمشق، وربما من جانب ميليشيات حليفة لإيران من العراق .
ولدى إسرائيل أنظمة دفاع جوية أساسية متعددة الطبقات والمستويات.
- القبة الحديدية: لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى وقذائف المدفعية خاصةً من قطاع غزة أو لبنان.
- مقلاع داود: للتصدي للصواريخ متوسطة المدى.
- سهم 2 وسهم 3: وهما من أهم أنظمة الدفاعات الجوية الإسرائيلية، إذ يتصديان للصواريخ الباليستية بعيدة المدى التي يُحتمل إطلاقها من إيران.
- طائرات إف - 35 آي "أدير": القادرة على اعتراض التهديدات وضرب مواقع الإطلاق استباقياً عند الحاجة.
هذه الأنظمة مجرّبة في المعارك، وهي من بين الأفضل عالمياً بحسب الخبراء العسكريين، لكن التعرض لهجوم مكثف، متمثل في إطلاق مئات الصواريخ في آن واحد، قد يُربك حتى الدفاعات الإسرائيلية المتطورة.
وأدى ذلك ربما إلى دفع إسرائيل لاتباع استراتيجية الضربات الجوية الاستباقية، على مواقع إطلاق الصواريخ في إيران، كما كانت تفعل ضد أهداف في سوريا ولبنان، قالت إنها تمثل قوافل للأسلحة أو مخازن ومصانع للصواريخ.
وبجانب هذه الأنظمة الدفاعية العسكرية، تعتمد إسرائيل كذلك على تحالفاتها الدبلوماسية والاستراتيجية. فالدعم الأمريكي أساسي لتوفير الخدمات اللوجستية وإعادة التزود بالأسلحة والصواريخ، والمعلومات الاستخباراتية. كما تعول إسرائيل على تحالفاتها الإقليمية وفي منطقة شرق البحر المتوسط، ويشمل الأمر هنا دولاً مثل اليونان وقبرص، بجانب البلدان الشريكة في الاتفاقات الإبراهيمية، والتي تضم دولاً عربية من بينها الإمارات والبحرين.
ربما كان السؤال الأهم بالنسبة للولايات المتحدة بعد موجة الهجمات الإسرائيلية على إيران هو درجة تدخلها في أي ضربة إسرائيلية على إيران.
فذلك يعني احتمال تلقي واشنطن لضربات انتقامية هددت طهران بشنها.
وعلى هذا الأساس، جاء بيان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بعد دقائق معدودة من بدء الهجوم الإسرائيلي ليؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في تلك الهجمات وأن العملية إسرائيلية خالصة.
لكن قوة الضربة الإسرائيلية وما يبدو تأخراً أو ضعفاً في الرد الإيراني فتح الباب أمام حديث أمريكي أوضح.
عبر ترامب بعد الهجوم- في البداية- عن التزامه بدعم إسرائيل حال تعرضت للهجوم الانتقامي الإيراني.
ثم ذهب أبعد من ذلك عندما قال إنه حذر الإيرانيين وأعطاهم فرصاً لقبول عرضه بالاتفاق النووي في إطار مفاوضات إدارته مع طهران لكن الإيرانيين رفضوا.
وقال ترامب إن الهجوم الإسرائيلي جاء بعد نهاية مهلة الشهرين التي أعطاها لإيران للتوصل الى الاتفاق.
وجدد ترامب عرضه لإيران للقبول بالاتفاق من أجل تجنب الضربات الإسرائيلية المقبلة التي ستكون أشد تدميراً من الضربة الأولى، وفق الرئيس الأمريكي.
وأنهى ترامب بذلك الجدل حول الفكرة التي جرى تداولها قبل الهجوم في وسائل الإعلام والنقاشات، وتمثلت بأنه طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو تأجيل الضربة حتى انتهاء الجولة المقبلة التي كانت مقررة للحوار الأمريكي الإيراني في العاصمة العُمانية مسقط يوم الأحد المقبل.
لكن ترامب كشف الآن بأن الولايات المتحدة لم تتلق إشعاراً إسرائيلياً بالهجوم فقط بل كانت مطلعة على كل شيء بحسب تعبير ترامب.
سيبقى شبح دخول الولايات المتحدة في حرب جديدة في الشرق الأوسط قائماً فهو يشكل هاجساً بالنسبة لخصوم ترامب الديمقراطيين وخصوصاً اليساريين من بينهم، لكنه لا يقتصر على أولئك فقط فهناك جزء كبير وأساسي من قواعد ترامب الانتخابية يرفض فكرة الذهاب إلى حرب جديدة وخصوصاً مع إيران.
ومن الواضح أن ترامب حسم تلك الهواجس في هذه المرحلة الأولى على الأقل بتوضيح موقفه القائم على أنه قدم عرضاً وإيران هي التي رفضته وأن العرض لا يزال قائماً.
أما قضية عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي فهي تحظى بتأييد أكبر في الولايات المتحدة وهي المبدأ الأساسي لموقف ترامب وسياسته مع إيران.
قالت رئاسة الوزراء الإسرائيلية إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أجرى محادثات مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، بعد الهجمات العسكرية الإسرائيلية على طهران.
وأضافت أن نتنياهو يعتزم لاحقاً التحدث مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالإضافة إلى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.
أجرى الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي اتصالاً هاتفياً بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، نقل له خلاله موقف المجلس المتمثل في إدانة ما وصفه بـ "العدوان الإسرائيلي باعتباره انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، والتأكيد على رفضه لاستخدام القوة وعلى ضرورة انتهاج الحوار لحل الخلافات".
وأضاف البديوي أن الهجوم الإسرائيلي الأخير "يعيق جهود تهدئة الوضع والتوصل إلى حلول دبلوماسية"، داعياً المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي إلى "تحمل مسؤولياتهما لوقف هذا العدوان فورًا وتجنب التصعيد الذي قد يشعل صراعاً أوسع مع عواقب وخيمة على السلام الإقليمي والدولي".
قدم العراق، الجمعة، شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي، أعرب فيها عن "إدانته الشديدة" لما وصفه بـ"الانتهاكات السافرة" من قبل إسرائيل، عبر خرق الأجواء العراقية واستخدامها لتنفيذ اعتداءات عسكرية في المنطقة.
وجاء في نص الشكوى أن هذه الممارسات "تمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق وتجاوزاً واضحاً لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، لا سيما المبادئ المتعلقة باحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".
ودعا العراق في شكواه مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ إجراءات رادعة بحق إسرائيب، ومنع تكرار مثل هذه الانتهاكات مستقبلاً، بما يضمن احترام سيادة العراق وسلامة أراضيه، ويسهم في حماية أمن المنطقة واستقرارها".
في موقف موحّد، أدانت دول الخليج العربية الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران، معتبرة إياه "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي" و"عدواناً غاشماً يهدّد أمن المنطقة واستقرارها".
وجاءت ردود الفعل الرسمية من السعودية، الإمارات، قطر، الكويت، البحرين، وسلطنة عمان متقاربة في مضمونها.
وشدّدت جميعها على ضرورة التهدئة وضبط النفس، ورفض الانجرار إلى مواجهة إقليمية شاملة.
وبرزت السعودية في قلب الحراك الدبلوماسي الخليجي.
وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان اتصالات مع نظرائه في إيران، ومصر، والأردن، في مسعى لتنسيق موقف عربي موحد يسعى إلى احتواء الأزمة ويعيد التأكيد على الحوار كخيار استراتيجي لتفادي التصعيد.
وبالرغم من التباينات في السياسات الخارجية بين بعض دول الخليج، إلا أن الإجماع الراهن يظهر إدراكاً خليجياً مشتركاً بأن أمن الخليج لم يعد يحتمل مزيداً من التوتر.
الخطاب الخليجي الموحّد يعكس خشية حقيقية من توسّع رقعة النزاع، في وقت تتزايد فيه التحذيرات من انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة، خصوصاً في ظل تعقّد المشهد الإقليمي وتضارب المصالح الدولية.
في هذا السياق، وصف رئيس مجلس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني التصرفات الإسرائيلية بأنها "عبثية"، محذراً من أنها تقوّض فرص السلام في المنطقة.
أما في الكويت، ترأس رئيس الوزراء الشيخ أحمد عبد الله الأحمد الصباح اجتماعاً أمنياً عالي المستوى لمتابعة التطورات، فيما أجرى وزير الخارجية الكويتي اتصالاً بنظيره الإيراني عبّر فيه عن تضامن بلاده مع طهران.
على الصعيد الأمني، أعلنت شركات طيران خليجية، من بينها طيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية، تعليق رحلاتها إلى إيران والعراق ولبنان والأردن، في خطوة احترازية تعكس مخاوف من ردود فعل محتملة.
وفي البحرين، أصدرت السفارة الأمريكية تحذيراً أمنياً لموظفيها وسط تزايد القلق الدولي بشأن تداعيات محتملة على المصالح الأمريكية في الخليج، لاسيما قرب قواعد عسكرية رئيسية في قطر، البحرين، والإمارات.
وفي تطوّر مواز، تأتي هذه الأزمة وسط تقارير عن رفض إيران المشاركة في محادثات كانت مقرّرة مع الولايات المتحدة بشأن الملف النووي في مسقط يوم الأحد المقبل، ما يُضعف احتمالات العودة إلى المسار الدبلوماسي في هذا الملف الحيوي بحسب مراقبين.
الرسالة الخليجية الموحّدة تؤكد أن الاستقرار الإقليمي أولوية لا يمكن التفريط بها، وأن اللجوء إلى الحلول السياسية والدبلوماسية يبقى السبيل الأمثل لتجنيب المنطقة مواجهة جديدة قد تُقوّض سنوات من الجهود التنموية والاستقرار الذي تنشده دول الخليج.
قتل ثمانية أشخاص على الأقل وأصيب 12 آخرون في ضربات إسرائيلية طالت مدينة تبريز ومحطيها في شمال غرب إيران الجمعة، بحسب ما أفادت وكالة أنباء إيسنا الإيرانية.
وأوردت الوكالة "حتى الساعة، قتل ثمانية أشخاص على الأقل... جراء هجمات الكيان لصهيوني"، نقلا عن مجيد فرشي، محافظ أذربيجان الشرقية ومركزها تبريز.
أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، خلال اتصال هاتفي تلقاه من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن الأردن لن يكون ساحة حرب لأي صراع، ولن يسمح بتهديد أمنه واستقراره وسلامة مواطنيه، وذلك في أول تعليق له منذ وقوع الهجوم الإسرائيلي على إيران فجر اليوم الجمعة.
وأكد الملك كذلك، حسبما أفادت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا)، على "ضرورة التحرك الفوري والعاجل لوقف التصعيد الخطير الدائر في المنطقة".
في الوقت نفسه، أفاد بيان لوزارة الخارجية الأردنية بأن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، أجرى اليوم اتصالاً هاتفيّاً مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، أكّد خلاله "إدانة المملكة العدوان الإسرائيلي على إيران ورفضه" باعتباره "تصعيداً خطيراً، وخرقاً للقانون الدولي، واعتداءً على سيادة إيران"، وشدد في الوقت نفسه على أن "بلاده لن تسمح بانتهاك سيادتها من جانب إسرائيل أو إيران". وأكّد الصفدي في الاتصال أنه "في الوقت الذي يدين فيه الأردن العدوان الإسرائيلي ويستمر في العمل من أجل خفض التصعيد وتحقيق التهدئة، لن يسمح بخرق سيادته وتهديد أمن مواطنيه من قِبَل إسرائيل أو إيران، ولن يكون ساحة حرب لأحد، وسيتصدى بكل إمكاناته لأي خرق لأجوائه". وأكد- وفقاً للبيان- أن هذا "موقف أردني ثابت تعرفه إسرائيل وتعرفه إيران".
استيقظ اللبنانيون على خبر الضربة الإسرائيلية على إيران، بينما يتبادر لأذهانهم سؤالٌ رئيسي: هل سيتدخل حزب الله لدعم عرّابه الأيديولوجي والعسكري؟
كان السؤال حتمياً، وإن بدت إجابته شبه مؤكدة: الأمر مستبعد جداً.
ربما، لو طُرح هذا السؤال قبل عام، لكانت إجابته مختلفة تماماً، لكن إسرائيل حرصت على إلحاق ضرر بالغ بحزب الله قبل أن يلجأ إلى إيران.
وبالفعل، جاء بيان حزب الله ظهر اليوم- مُحمّلاً بعباراتٍ مُثقلةٍ تُدين الضربة، لكن دون أي ذكرٍ أو إشارةٍ إلى أيّ إجراء.
قبل ذلك، سرّبت السلطات اللبنانية تقاريرَ صحفية تُؤكّد أن الدولة هي صاحبة القرار الوحيد في مسائل السلم والحرب، وأن هناك قنواتٍ مفتوحةً عبر الجيش اللبناني لتجنّب أيّ تداعياتٍ للمواجهة الإسرائيلية الإيرانية المباشرة في لبنان.
هذا لا يعني أن حزب الله ليس قلقاً بشكلٍ خاص، في الوقت الذي يتساءل فيه العالم عن تأثير الضربات على إيران.
بإمكان الجماعة شبه العسكرية اللبنانية أن تدرك موقفها الضعيف أصلاً في البلاد، بينما تتلقى ضربة قوية أخرى.
أفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) بسماع "دوي انفجار قوي" في همدان الواقعة على مسافة نحو 300 كلم إلى الغرب من طهران الجمعة، عقب شنّ إسرائيل ضربات على مواقع عسكرية ونووية في الجمهورية الإسلامية.
وأوردت إرنا عبر حسابها على تلغرام "قبل ساعات، سُمع دوي انفجار قوي قرب همدان. بحسب بعض المعلومات، سمع ذلك قرب قاعدة نوجه العسكرية".