آخر الأخبار

استطلاع و3 تصريحات لافتة.. ألمانيا تغيّر لهجتها تجاه إسرائيل بسبب الإبادة في غزة

شارك

وجّه المستشار الألماني فريدريش ميرتس ، اليوم الثلاثاء، أشد توبيخ لإسرائيل حتى الآن، وانتقد الغارات الإسرائيلية المكثفة على غزة قائلا إنه لم يعد من الممكن تبريرها بمحاربة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية ( حماس )، وإنها "لم تعد منطقية".

وتعكس هذه التعليقات، التي جاءت خلال مؤتمر صحفي في فنلندا، تحولا أوسع نطاقا في الرأي العام، وكذلك استعدادا أكبر لدى كبار السياسيين الألمان لانتقاد سلوك إسرائيل منذ طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقال ميرتس في توركو بفنلندا "لم تعد الضربات العسكرية المكثفة التي يشنها الإسرائيليون في قطاع غزة تنم عن أي منطق بالنسبة لنا. كيف تخدم (هذه الضربات) الهدف المتمثل في مواجهة الإرهاب.. في هذا الشأن، أنظر إلى هذا الأمر على نحو معارض للغاية".

وأضاف "أنا أيضا لست من بين أولئك الذين بادروا بقول ذلك.. لكن يبدو لي أن الوقت حان لأقول علنا إن ما يحدث حاليا لم يعد منطقيا".

أهمية تصريحات ميرتس

هذه التعليقات لها أهميتها الخاصة بالنظر إلى أن ميرتس فاز في انتخابات فبراير/شباط الماضي، متعهدا باستضافة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الأراضي الألمانية في تحدٍّ لمذكرة اعتقال بحقه أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية .

إعلان

ويعلّق ميرتس صورة في مقر المستشارية لشاطئ زيكيم، حيث وصل مقاتلو كتائب القسام ، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، على متن قوارب خلال هجوم طوفان الأقصى 2023، الذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، حسب الإحصاءات الإسرائيلية.

ويعتزم المستشار الألماني التحدث مع نتنياهو هذا الأسبوع، في وقت استُشهد فيه مئات الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي على غزة خلال الأيام الماضية، وسط حالة من المجاعة تنتشر في القطاع البالغ عدد سكانه نحو مليوني نسمة، وأدت بتأثيراتها المختلفة إلى استشهاد العشرات.

وفي موضوع آخر ذي أهمية، لم يرد ميرتس على سؤال حول صادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل، في حين قال مسؤول حكومي في مؤتمر صحفي إن هذه مسألة تخص مجلس الأمن الألماني الذي يرأسه ميرتس.

وأقر السفير الإسرائيلي لدى برلين رون بروسور بالمخاوف الألمانية اليوم الثلاثاء، لكنه لم يدلِ بتعليقات إضافية.

وقال بروسور لشبكة "زد.دي.إف" "عندما يثير فريدريش ميرتس هذا الانتقاد لإسرائيل، فإننا ننصت جيدا لأنه صديق".

لن نتضامن بالإجبار

وعلى خُطا ميرتس، وجّه وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول بدوره انتقادات مماثلة، معبرا عن قلق بلاده البالغ إزاء المعاناة الإنسانية "التي لا تُطاق"، الناجمة عن الهجوم والعدوان الإسرائيلي على غزة، قائلا إنه على اتصال بنظرائه في إسرائيل والشرق الأوسط وأوروبا سعيا لإيجاد حلول.

وفيما يبدو تصعيدا في اللهجة، قال فاديفول "لن نتضامن مع إسرائيل بالإجبار"، مضيفا "يجب عدم استغلال كفاحنا ضد معاداة السامية، ودعمنا لأمن إسرائيل في الحرب الدائرة حاليا بغزة".

وقال إنه سيتصل بنظيره الإسرائيلي، مؤكدا أنه من غير المقبول ألا يحصل سكان غزة على الغذاء والدواء.

توبيخ آخر

وفي السياق ذاته، وجّه فيليكس كلاين -مفوض الحكومة الألمانية لشؤون مكافحة معاداة السامية- توبيخا آخر لاذعا لإسرائيل هذا الأسبوع، ودعا إلى مناقشة موقف برلين تجاه إسرائيل، قائلا إن الدعم الألماني بعد المحرقة لا يمكن أن يبرر كل ما تفعله إسرائيل.

إعلان

وقال المؤرخ الإسرائيلي موشيه زيمرمان إن الرأي العام في ألمانيا تجاه إسرائيل كان رد فعله مماثلا للموقف في بلدان أخرى.

ومضي يقول "يكمن الفرق في النخب السياسية، فالنخبة السياسية (في ألمانيا) لا تزال تخضع لتأثير دروس الحرب العالمية الثانية بطريقة أحادية البعد.. تتمثل في القول "كان اليهود ضحايانا خلال هذه الحرب، لذلك يتعيّن علينا أن ندعمهم أينما كانوا ومهما فعلوا".

واستطرد "يمكنك أن تلمس ذلك في رد فعل وزير الخارجية الألماني الجديد، فاديفول، وبشكل غير مباشر في عدم تكرار ميرتس وعده بدعوة نتنياهو لزيارة البلاد. هذا وضع غير مسبوق، إذ يُجبر الضغط من الأسفل الطبقة السياسية على إعادة النظر".

الضغط من الأسفل؟

وتأتي تصريحات ميرتس في خضم معارضة واسعة للممارسات الإسرائيلية، إذ أظهر استطلاع أجرته مؤسسة "سيفي"، ونُشر في صحيفة "تاغس شبيغل" هذا الأسبوع، أن 51% من الألمان يعارضون تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.

وأظهر الاستطلاع أن النسبة ترتفع بشكل ملحوظ بين أصحاب التوجهات اليسارية، حيث عبّر نحو أربعة أخماس المشاركين من ذوي الميول اليسارية عن معارضتهم الصريحة لإرسال الأسلحة من ألمانيا إلى إسرائيل.

وأظهر الاستطلاع كذلك أن 34% من ناخبي حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي ينتمي إليه المستشار فريدرش ميرتس، يعارضون تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.

في المقابل، يرى 48% من أنصار الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحاكم، أن تصدير الأسلحة إلى إسرائيل قرار خاطئ.

وعلى نطاق أوسع، أظهر مسح -الذي أجرته مؤسسة بيرتلسمان في مايو/أيار- أن 60% من الإسرائيليين لديهم رأي إيجابي أو إيجابي للغاية تجاه ألمانيا، في حين ينظر 36% فقط من الألمان إلى إسرائيل بشكل إيجابي، و38% ينظرون إليها بشكل سلبي.

ويعكس هذا المسح تغييرا ملحوظا عن الاستطلاع الأخير الذي أُجري عام 2021، إذ كان 46% من الألمان لديهم رأي إيجابي تجاه إسرائيل، بينما لا يُقر سوى ربع الألمان بمسؤولية خاصة تجاه إسرائيل، في حين يعتقد 64% من الإسرائيليين أن على ألمانيا التزاما خاصا تجاههم.

إعلان

نبرة متصاعدة

وتتصاعد دعوات من الحزب الديمقراطي الاشتراكي، الشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم، لوقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل خشية مواجهة ألمانيا اتهامات بالتواطؤ في جرائم حرب.

ورغم أن تحول اللهجة ليس انهيارا تاما للعلاقات الألمانية الإسرائيلية، فإن له أهمية في بلد تتبع قيادته سياسة المسؤولية الخاصة تجاه إسرائيل والالتزام بأمنها ومصالحها الوطنية بسبب إرث المحرقة النازية.

وتعد ألمانيا، إلى جانب الولايات المتحدة ، من أشد الداعمين لإسرائيل لكن كلمات ميرتس وغيره من المسؤولين تأتي في وقت يراجع فيه الاتحاد الأوروبي سياساته تجاه إسرائيل، كما هددت بريطانيا وفرنسا وكندا باتخاذ "إجراءات ملموسة" بشأن غزة.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا