في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أثناء وجوده في قطر اليوم الخميس، إنه يعتقد بالاقتراب كثيرا من التوصل إلى اتفاق مع إيران.
وأشار ترامب إلى أنه لا يرغب في اللجوء إلى القوة مع إيران، مضيفا أن إدارته ستراقب تطور المفاوضات معها.
وشدد ترامب على أن بلاده تجري "مفاوضات جادة للغاية" مع إيران "من أجل التوصل إلى سلام طويل الأمد".
وعبر الرئيس الأميركي عن رغبته بأن تزدهر إيران، لكنه شدد على أنه "لن نسمح لها بالحصول على السلاح النووي"، لكنه أشار إلى أن إيران تقترب من الموافقة على شروط الاتفاق الجديد.
ترامب: السعودية وتركيا وراء قرار رفع العقوبات عن سوريا
وكشف ترامب عن خلفيات قرار إدارته الأخير برفع العقوبات عن سوريا، مشيرا إلى أن الخطوة جاءت استجابة لطلب مباشر من كل من السعودية وتركيا، في سياق تنسيق إقليمي أوسع.
وأوضح أن هذا التحرك يهدف إلى فتح المجال أمام استقرار المنطقة، خصوصًا أن استمرار العقوبات لم يكن يخدم أي حلول واقعية.
وأشار ترامب إلى أن ولي العهد السعودي أبدى ترحيبه الشديد بالقرار، واعتبره خطوة ضرورية في إطار إعادة ترتيب المشهد الإقليمي بما يضمن المصالح المشتركة بين الحلفاء، مضيفا أن واشنطن ستظل تلعب دورًا محوريًا في هندسة الحلول السياسية في الشرق الأوسط.
بوينغ تقود طفرة صناعية بدعم رئاسي
في سياق حديثه عن العلاقات الاقتصادية، سلط ترامب الضوء على الطفرة الصناعية التي تشهدها الولايات المتحدة، لا سيما في مجال الطيران. وأشاد بالصفقات الأخيرة التي أبرمتها شركة بوينغ مع شركات طيران عالمية.
كما نوه بدور شركات التكنولوجيا والصناعة الثقيلة مثل جنرال إلكتريك، التي باتت وفق تعبيره أحد أعمدة القوة الصناعية الأميركية، خصوصا في مجال إنتاج المحركات، مشيرا إلى أن هذه النجاحات تعزز موقف الولايات المتحدة تجاريا على الساحة الدولية، في وقت تستعد فيه لتحقيق فائض تجاري غير مسبوق.
الريادة العسكرية
ربط ترامب بين قوة الاقتصاد وفعالية الردع العسكري، معتبرا أن التطور التكنولوجي في أنظمة التسليح الأميركية يضع البلاد في موقع لا يضاهى.
وأشار إلى أن بلاده تمتلك اليوم أقوى نظم الدفاع والطائرات على الإطلاق، وهو ما يشكل رسالة ردع واضحة لكل من تسوّل له نفسه تهديد الأمن الأميركي أو مصالح الحلفاء.
وتوقف عند مفارقة مثيرة، تتمثل في لجوء روسيا إلى طائرات مسيّرة إيرانية منخفضة التكلفة في حربها ضد أوكرانيا، ما يبرز الفجوة التكنولوجية الهائلة بين واشنطن وخصومها.
انتقادات لإدارة بايدن
في الجانب الداخلي، لم يتردد ترامب في توجيه انتقادات حادة لإدارة سلفه جو بايدن، لا سيما في ملف البنية التحتية.
وأكد أن ما تم الإعلان عنه من مشاريع لم يُترجم إلى واقع ملموس، في مقابل ما وصفه بالجهود الفعلية التي تبذلها إدارته حاليًا لتطوير شبكة النقل والطرق وربطها بأهداف النمو الاقتصادي.
وأشار إلى أن الفارق الجوهري يكمن في التنفيذ، حيث لم يعد الأميركيون بحاجة إلى وعود، بل إلى نتائج تُشاهد على الأرض.
نهضة صناعية في أريزونا
ضمن مساعيه لإعادة توطين الصناعات الاستراتيجية داخل الولايات المتحدة، أشار ترامب إلى استثمارات ضخمة تم استقطابها إلى ولاية أريزونا، خصوصا في قطاع الرقائق الإلكترونية.
وتحدث عن انتقال خطوط إنتاج كبرى، من بينها تلك الخاصة بشركة أبل، من الصين والهند إلى الأراضي الأميركية.
وأوضح أن هذا التغيير لم يكن ممكنًا لولا الضغط المتواصل من الإدارة على قادة الشركات العملاقة، في إطار خطة واضحة لإعادة بناء القاعدة الصناعية الأميركية وتخفيف الاعتماد على الخارج.
تحالفات راسخة
في سياق العلاقات الخارجية، شدد ترامب على متانة الشراكة الاستراتيجية مع دول الخليج، مشيرا إلى أن تلك العلاقات لا تقوم على المصالح فقط، بل على ثقة متبادلة وعلاقات شخصية قوية مع القادة الخليجيين.
وأضاف أن بلاده لن تتوانى في الدفاع عن أمن حلفائها في الخليج إذا تطلب الأمر، مؤكدا على دورهم في دعم الاستقرار الإقليمي وتهدئة التوترات، بما في ذلك المساهمة في الحد من التصعيد مع إيران.
القضاء على داعش.. إنجاز أمني في وقت قياسي
وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، أعاد ترامب التذكير بإنجازه في القضاء على تنظيم داعش، مشيرًا إلى أن قواته أنهت وجود التنظيم على الأرض خلال أسابيع قليلة، بعد سنوات من تمدده. واعتبر أن هذا الإنجاز يعكس تحوّلًا نوعيًا في العقيدة الأمنية الأميركية، القائم على الحسم الميداني وليس فقط التصريحات السياسية.
المساعدات لأوكرانيا: استنزاف بلا ضوابط
فيما يخص الحرب في أوكرانيا، عبّر ترامب عن قلقه من حجم الإنفاق الأميركي في هذا الملف، مشيرًا إلى أن المساعدات باتت بلا ضوابط، دون نتائج سياسية واضحة. ولفت إلى أن طريقة التعامل الحالية تمنح الرئيس الأوكراني قدرة على مغادرة واشنطن بمليارات الدولارات في كل زيارة، دون تقديم التزامات حقيقية بالمقابل.
وشدد على أن السياسة الخارجية لا يمكن أن تدار بالعاطفة فقط، بل يجب أن تستند إلى أولويات ومصالح وطنية واضحة.
واختتم ترامب تصريحاته بالتأكيد على أن مشروعه السياسي لا يزال قائمًا على استعادة "عظمة أميركا"، عبر اقتصاد منتج، تحالفات قوية، وجيش لا يُضاهى. واعتبر أن الظروف الإقليمية والدولية اليوم تؤكد الحاجة إلى قيادة حازمة تعرف كيف تحمي مصالح الأميركيين وتعيد رسم دور الولايات المتحدة كقوة قائدة على الساحة العالمية.