في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
إسطنبول- تستضيف مدينة إسطنبول ، اليوم الجمعة، اجتماعا دوليا رفيع المستوى بمشاركة ممثلين عن برلمانات 13 دولة، للإعلان عن تأسيس "المجموعة البرلمانية الداعمة لفلسطين"، وذلك بمبادرة من رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش .
ويهدف الاجتماع إلى تعزيز الدبلوماسية البرلمانية كأداة فاعلة في دعم القضية الفلسطينية، في ظل ما تشهده الأراضي الفلسطينية من مجازر متواصلة وانتهاكات جسيمة على يد الاحتلال الإسرائيلي.
ومن المنتظر أن يُلقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، يعبّر فيها عن موقف أنقرة الداعم ل فلسطين ، ويؤكد التزام بلاده بمواصلة الحراك السياسي والدبلوماسي لنصرة الشعب الفلسطيني.
ووفقا لبيان صادر عن رئاسة البرلمان التركي، تسعى المبادرة إلى بلورة موقف برلماني موحد يدعم الحق الفلسطيني، وإنشاء منصة للتشاور والتنسيق بين برلمانات الدول المشاركة حول آليات العمل المشترك لوقف العدوان وتفعيل التضامن الدولي.
ومن المقرر أن تُختتم أعمال الاجتماع بإعلان تأسيس المجموعة بشكل رسمي، إلى جانب إصدار بيان مشترك يتضمن خريطة طريق أولية لأنشطتها المقبلة، تشمل التنسيق في المحافل الإقليمية والدولية، والدفع باتجاه وقف إطلاق النار في غزة ، وفتح الممرات الإنسانية، والمساهمة في جهود إعادة الإعمار.
وكان قورتولموش قد أجرى سلسلة من الاتصالات مع عدد من نظرائه قبيل الاجتماع، شدد خلالها على ضرورة توحيد الجهود البرلمانية لوقف نزيف الدم الفلسطيني، والعمل من أجل سلام دائم يستند إلى حل الدولتين ، كما دعا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لفرض وقف العدوان، وتأمين إيصال المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر.
ويُنظر إلى هذه المبادرة على أنها الأولى من نوعها التي تجمع هذا العدد من البرلمانات في تحالف مشترك من أجل فلسطين، مما يمنحها زخما سياسيا ومعنويا كبيرا، خصوصا في ظل انسداد المسارات الرسمية التقليدية، وتصاعد الحاجة إلى تفعيل أدوات الدبلوماسية البرلمانية للدفاع عن الحقوق الفلسطينية ومواجهة الاحتلال.
ويحظى الاجتماع المنعقد في إسطنبول بمشاركة رفيعة المستوى من رؤساء وممثلي البرلمانات في عدد من الدول العربية والإسلامية، إلى جانب شخصيات برلمانية بارزة من مناطق أخرى حول العالم. ويشارك فيه رؤساء الهيئات التشريعية من دول آسيوية وأفريقية، إضافة إلى ممثلين عن برلمانات أوروبية، مما يعكس طبيعة دولية واسعة لهذه المبادرة التركية الداعمة لفلسطين.
وتشمل قائمة المشاركين رؤساء مجالس تشريعية من دول الخليج العربي، وبلدانا من جنوب شرق آسيا، والقارة الأفريقية، مما يعزز من مستوى التمثيل الرسمي.
وتتضمن أعمال الاجتماع كلمات افتتاحية لرئيس البرلمان التركي، تليها مداخلات من ممثلي الدول المشاركة، حيث يعرض كل منهم موقف بلاده تجاه تطورات القضية الفلسطينية، مع تأكيد أهمية العمل البرلماني المشترك لمواجهة السياسات الإسرائيلية والانتهاكات المستمرة في الأراضي المحتلة.
كما ستُعرض خلال الجلسة الافتتاحية رسالة مصوّرة من إحدى القيادات البرلمانية الأوروبية، تعبيرا عن تضامن بعض الأصوات في الغرب مع الحقوق الفلسطينية، في مؤشر لامتداد التأييد إلى خارج الإطارين العربي والإسلامي.
من جانبه، وصف جيم إسلام، عضو اللجنة التشريعية في البرلمان التركي، إعلان تأسيس المجموعة البرلمانية الداعمة لفلسطين بأنه خطوة سياسية نوعية توحد أصوات البرلمانات الصديقة في موقف تضامني مشترك يتجاوز الاعتبارات الجغرافية والسياسية.
وأضاف إسلام للجزيرة نت أن استضافة أنقرة لهذا الاجتماع تحمل رمزية خاصة في توقيتها ومكانها، مشددا على أن القضية الفلسطينية ستظل في صميم ضميرها السياسي، وأن المجموعة الجديدة تمثل منصة فاعلة لتفعيل الدبلوماسية البرلمانية وتحويل التضامن إلى تحرك دولي ملموس.
وأشار إلى أن أهمية المبادرة تتضاعف في ظل الجرائم المستمرة التي ترتكبها إسرائيل في غزة، مؤكدا أن الصوت البرلماني الجماعي، المطالب بوقف العدوان ومحاسبة المسؤولين عنه، سيكون أكثر تأثيرا عندما يصدر عن منصة موحّدة.
تنعقد هذه المبادرة البرلمانية في لحظة دولية حرجة تشهد تصاعدا غير مسبوق في حدة الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وسط تخاذل دولي متكرر عن إيقاف آلة القتل المتواصلة في قطاع غزة.
فمنذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ، شنت إسرائيل عمليات عسكرية وُصفت بأنها مجازر إبادة جماعية، سقط خلالها أكثر من 167 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، في حين لا يزال آلاف في عداد المفقودين.
في ظل هذا الواقع، تبرز المبادرة التركية كتحرك نوعي لإعادة الاعتبار للدور البرلماني في مواجهة الانتهاكات ورفع الصوت من أجل العدالة. إذ يشكل جمع هذا العدد من البرلمانات في إسطنبول خطوة غير مسبوقة على مستوى العمل التشريعي الدولي، بما يعكس تصاعد دور الدبلوماسية البرلمانية كرافعة مكملة للحراك الرسمي، وكمساحة جديدة للتأثير في الرأي العام الدولي وصناعة القرار.
ومن خلال هذه المنصة الجديدة، تسعى تركيا ومعها الدول المشاركة إلى بلورة موقف برلماني موحد يدافع عن الحقوق الفلسطينية، ويدفع باتجاه إنهاء الاحتلال، وتحقيق تسوية عادلة تضمن كرامة الفلسطينيين وحقهم في تقرير المصير، في وقت لم تعد فيه البيانات التقليدية كافية لمواجهة فداحة المشهد الإنساني.