في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
التحرك السوري الأخير لا يُقرأ فقط من زاوية استعادة الأمن على الحدود، بل بوصفه مواجهة مباشرة مع ما وصفه الباحث السياسي نور الدين البابا خلال حديثه الى برنامج التاسعة على سكاي نيوز عربية بـ"شبكة الوصلة الذهبية"، التي شكلت لعقود قناة حيوية ضمن ما يُعرف بـ"محور المقاومة".
الوصلة الذهبية... تنهار تحت ضربات دمشق
"ما يجري اليوم على الحدود السورية اللبنانية هو محاولة تنظيف شاملة من نشاط العصابات"، يقول البابا، مضيفًا أن هذه العصابات "تُدار من قبل حزب الله اللبناني، وقد استغلت الحرب السورية لتوسيع شبكاتها".
يشير البابا إلى أن حزب الله لم يكن مجرد لاعب ثانوي، بل فاعل رئيسي استثمر في تهريب السلاح و المخدرات عبر الحدود، مستفيدًا من ضعف السلطة المركزية في المراحل السابقة.
ويذهب البابا إلى أبعد من ذلك، حين يربط هذه الأنشطة بمشروع إقليمي أوسع، قائلاً: "سقوط النظام السوري السابق أدى إلى سقوط الشبكة الأساسية التي كانت إيران تسميها حلقة الوصلة الذهبية في محور المقاومة"، في إشارة إلى أن التهريب لم يكن مجرد عمل إجرامي، بل كان جزءاً من بنية استراتيجية إيرانية في المنطقة.
من تهريب السلع إلى تمويل الميليشيات
تاريخ هذه الشبكات، كما يوضح البابا، يعود إلى ما بعد دخول الجيش السوري إلى لبنان عام 1976، حين بدأ التهريب من سوريا نحو لبنان "بمنتجات استهلاكية عادية". إلا أن التحول النوعي جاء بعد عام 2008، مع سيطرة حزب الله على القرار اللبناني، حيث "بدأ تهريب المخدرات والسلاح من سوريا إلى لبنان وبالعكس"، مما حوّل الحدود إلى ساحة مفتوحة للمصالح الإيرانية.
ويؤكد البابا أن هذه الشبكات "تم استخدامها في تمويل ميليشيات إيران في المنطقة، وخصوصاً حزب الله"، مشددًا على أن التهريب أصبح لاحقًا "موردًا استراتيجيًا لابتزاز المنطقة والعالم"، خاصة بعد أن أصبحت سوريا، في ظل النظام السابق، "المصدر الأكبر لكيبتاغون في الشرق الأوسط".
شبكات أصغر... لكنها أكثر خطورة
بعد انهيار البنية المركزية للشبكة الكبرى، ظهرت شبكات تهريب أصغر لكنها أكثر مرونة، وتواصل عملها "بدعم من حزب الله وبقايا فلول النظام السابق"، بحسب البابا. هذه الشبكات لا تقتصر على تهريب المخدرات والسلاح، بل تمارس أنشطة أوسع، من بينها دعم مجموعات متطرفة تزعزع الاستقرار الأمني في الداخل السوري.
ويرى البابا أن هذه الجماعات تتحرك ضمن بيئة "منفلتة الحدود"، وأن الجيش السوري يخوض اليوم "اشتباكات عنيفة جداً معها"، في سياق عمليات مستمرة تهدف إلى فرض سيطرة الدولة السورية على كامل جغرافيتها، وتحديدًا على المناطق الحدودية المعقدة مثل تلك المتاخمة للبقاع اللبناني.
معركة سيادة بامتياز
يرى نور الدين البابا أن ما تقوم به سوريا ليس مجرد عملية أمنية تقليدية، بل هو "جزء من معركة سيادة شاملة"، هدفها استعادة القرار الوطني السوري وتجريد الوكلاء الإقليميين من أدواتهم.
ويختم بالقول: "تثبيت السيطرة على كامل الحدود السورية اللبنانية هو الخطوة الأولى في إعادة سوريا إلى موقعها الطبيعي كدولة ذات سيادة كاملة، دون أذرع خارجية تعبث بأمنها".