مع استئناف الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 18 مارس الفائت، دعا قادة مصر وفرنسا والأردن إلى عودة فورية لوقف إطلاق النار لحماية الفلسطينيين وضمان تلقيهم المساعدات الطارئة الإنسانية بشكل فوري وكامل، مشددين على أن "السلطة الفلسطينية الممكّنة" يجب أن تتولى حصراً مسؤولية الحكم في القطاع.
وطالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في بيان مشترك عقب القمة الثلاثية في القاهرة، بتطبيق اتفاق وقف النار الموقع في 19 يناير الذي نص على ضمان إطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين، وضمان أمن الجميع.
كما أكدوا أن حماية المدنيين وعمال الإغاثة الإنسانية، وضمان إمكانية إيصال المساعدات بالكامل، التزامات يجب تنفيذها بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
كذلك عبروا عن قلقهم البالغ بشأن تردي الوضع الإنساني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، داعين إلى وقف كل الإجراءات الأحادية التي تقوض إمكانية تحقيق حل الدولتين وتزيد التوترات.
وشددوا أيضاً على ضرورة احترام الوضع التاريخي القائم للأماكن المقدسة في القدس.
فيما أعربوا عن رفضهم لتهجير الفلسطينيين من أرضهم وأية محاولة لضم الأراضي الفلسطينية. وفي هذا الصدد، دعوا إلى الدعم الدولي لخطة إعادة إعمار غزة، التي اعتمدتها القمة العربية التي عقدت بالقاهرة في 4 مارس الماضي واعتمدتها منظمة التعاون الإسلامي في 7 مارس، وناقشوا آليات التنفيذ الفاعل لها، فيما يتعلق بالأمن والحوكمة.
كما شددوا على أن الحوكمة والحفاظ على النظام والأمن في غزة، وفي جميع الأراضي الفلسطينية، "يجب أن يكونا بشكل حصري تحت مظلة السلطة الوطنية الفلسطينية الممكّنة، بدعم إقليمي ودولي قوي"، معربين أيضاً عن استعدادهم للمساعدة في هذا الاتجاه بالتنسيق مع الشركاء.
كذلك أعادوا التأكيد على ضرورة بلورة هذه الجهود في مؤتمر يونيو الذي ستترأسه المملكة العربية السعودية وفرنسا من أجل بناء أفق سياسي واضح لتنفيذ حل الدولتين.
وأعربوا عن دعمهم لمؤتمر إعادة إعمار غزة الذي سيعقد بالقاهرة في المستقبل القريب.
من جهتها أعلنت الرئاسة الفرنسية أن إيمانويل ماكرون أجرى اتصالاً هاتفياً، الاثنين، مع نظيريه الأميركي دونالد ترامب والمصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني لمناقشة الوضع في غزة، وفق رويترز.
بدورها أفادت الرئاسة المصرية أن السيسي وماكرون والملك عبدالله الثاني أجروا مكالمة هاتفية مشتركة مع ترامب على هامش القمة الثلاثية التي عقدت في القاهرة.
وأشار المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، إلى أن القادة الثلاثة ناقشوا مع ترامب سبل ضمان وقف إطلاق النار بشكل عاجل في غزة، مؤكدين على ضرورة استئناف الوصول الكامل لتقديم المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين على الفور.
كما أضاف أن القادة الثلاثة شددوا على أهمية تهيئة الظروف المناسبة لتحقيق أفق سياسي حقيقي وتعبئة الجهود الدولية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، واستعادة الأمن والسلام للجميع، وتنفيذ حل الدولتين، لافتاً إلى أن السيسي وماكرون والملك عبدالله الثاني اتفقوا على البقاء على اتصال وثيق.
فيما أردف أن الاتصال تناول أيضاً التأكيد على أهمية الإسراع بتحقيق السلام في أوكرانيا بما يتماشى مع القانون الدولي والحاجة المشتركة للأمن والاستقرار الدوليين.
وكان الرئيس الفرنسي وصل إلى مصر، الأحد، في زيارة تستغرق 3 أيام فيما وصل العاهل الأردني إلى القاهرة الاثنين.
يذكر أن إسرائيل كانت أعلنت في 18 مارس الفائت، استئناف الحرب على القطاع الفلسطيني المدمر بعد انهيار هدنة هشة بدأ سريانها في 19 يناير الماضي.
في حين أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن انتهاك وقف إطلاق النار الأخير أدى إلى موجة جديدة من النزوح، أثرت على أكثر من 142 ألف شخص.
فيما أجبر نحو 1.9 مليون من السكان، بمن فيهم الأطفال، على النزوح القسري منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023.