قال تقرير إن المملكة المتحدة قد "تغلق أبوابها" في غضون أشهر إذا اندلع صراع بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان، مما يعني أن على بريطانيا أن تبني مخزونات تكفي لـ3 أشهر من الأدوية والسلع الحيوية إذا تعرضت سلاسل التوريد العالمية للتهديد بسبب الحرب.
وأوضح موقع "آي بيبر" -في تقرير بقلم جين ميريك- أن البحث الذي أجرته مؤسسة الأبحاث "بوليسي إكستشينج"، أظهر أن اعتماد بريطانيا على الصين ودول آسيوية أخرى في التصنيع، يشكل نقطة "ضعف اقتصادي إستراتيجي"، لأنه قد يتعرض للتهديد بسبب تعطيل سلاسل التوريد العالمية جراء الصراع في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
ودعا التقرير الحكومة إلى تبني إستراتيجية جديدة لسلسلة التوريد، من أجل إعداد البلاد للتوترات المتجددة بين الولايات المتحدة والصين، وعدم الاستقرار بين أوروبا وروسيا بشأن أوكرانيا، وتأثير تعريفات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على بكين وغيرها من المصدّرين الرئيسيين للمملكة المتحدة.
ولأن المملكة المتحدة دولة جزيرة تعتمد إلى حد كبير على الواردات، وهي خارج التكتلات التجارية الرئيسية، يجب عليها -حسب التقرير- تقييم نقاط ضعف سلسلة التوريد الدولية الخاصة بها بسرعة وبناء سياسة اقتصادية وعسكرية على هذا التقييم، تشمل تخزين المواد الحيوية كالأدوية والمعادن الحيوية وأشباه الموصلات ومواد الرقائق الدقيقة.
وحذر مسؤولون أميركيون من أن الصين تستعد لحصار تايوان قبل نهاية العقد، في وقت صعّد فيه ترامب التعريفات الجمركية ضد الصين، يقول موقع بوليسي إكستشينج إن "إدارة ترامب الثانية أثارت سياسة تجارية أكثر عدوانية بشكل ملحوظ تدمج التعريفات الجمركية في التحركات السياسية الأوسع".
ورأى التقرير أنه عند وقوع صراع حول تايوان، "سوف يتباطأ اقتصاد المملكة المتحدة بسرعة، ويميل إلى الركود في غضون أسابيع بسبب الاعتماد المفرط على التصنيع الصيني" و"إذا كانت المملكة تفتقر إلى القدرة على استبدال الغذاء المفقود والطاقة والنقل والطب والقدرات التصنيعية، فمن المرجح أن تغلق البلاد على مدى عدة أشهر، وسيتوقف النقل وترتفع أسعار المواد الغذائية، وسيصبح إصلاح الآلات المكسورة صعبا بشكل متزايد".
بَيد أن بريطانيا، إلى جانب حلفائها وجيرانها، يمكنها الاستعداد لمزيد من المرونة من خلال تخزين المواد الحيوية، وينبغي لها أن تعالج مسألة توريد الأدوات اللازمة للتصنيع والإصلاح، خاصة أن الصين تسيطر على 29% من سوق أدوات الآلات الدولية واليابان على 14% منها، مما يعني أن أي اضطراب في منطقة المحيطين الهندي والهادي سيكون "خطيرا للغاية على قدرات التصنيع والإصلاح البريطانية المحدودة".
وفي مقدمة التقرير، يقول السير كروفورد فالكونر، كبير مستشاري المفاوضات التجارية السابق في المملكة المتحدة إن "اضطرابات تجارية عالمية كبرى حدثت بمعدل متسارع على مدى نصف العقد الماضي، إذ أدت جائحة كوفيد-19 إلى إخراج الاقتصاد العالمي عن مساره لمدة عامين، وبعد ذلك جاء غزو روسيا لأوكرانيا، واليوم يهدد الحوثيون الشحن العالمي في البحر الأحمر".
وقد "أبرزت هذه التطورات -حسب فالكونر- الهشاشة الأساسية لسلاسل التوريد الدولية، التي تتجلى بشكل خاص في قطاعات مثل الأغذية والأدوية والتصنيع الصناعي وتكنولوجيا الطاقة".
وبالإضافة إلى إنشاء مخزونات الطوارئ، ينبغي للحكومة -كما يرى التقرير- أن تنشئ خلية لسلسلة التوريد داخل مكتب مجلس الوزراء، كما يجب عليها أن تستكشف إمكانية إنشاء ممر لسلسلة التوريد في وسط وشرق أوروبا يشمل فنلندا ودول البلطيق وبولندا ورومانيا وبلغاريا وأوكرانيا ما بعد الحرب.