بدأ اليوم الأحد توافد عشرات آلاف المشاركين في تشييع الأمينين العامين السابقين لحزب الله حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، اللذين اغتيلا بغارات إسرائيلية مدمّرة على الضاحية الجنوبية لبيروت، في وقت شنّت فيه الطائرات الإسرائيلية سلسلة غارات على محيط بلدات جنوبي لبنان.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية أن حشودا كبيرة من المشاركين في مراسم التشييع تتوجّه سيرًا على الأقدام من كل المناطق اللبنانية في اتجاه مدينة كميل شمعون الرياضية.
وذكرت مصادر لبنانية أن الحشود بدأت تتوافد منذ الصباح الباكر من مختلف المناطق اللبنانية نحو العاصمة بيروت، إذ شهدت الطرقات، لا سيما طريق صيدا بيروت وطريق البقاع بيروت، زحمة سير خانقة نتيجة بدء توافد اللبنانيين لحضور التشييع، رغم الطقس العاصف.
وبعد المراسم، يتوجه المشيعون إلى موقع الدفن في قطعة أرض تقع بين الطريقين المؤديين إلى المطار.
ويشكل التشييع أولَ حدث جماهيري لحزب الله منذ المواجهة المفتوحة بين الحزب والاحتلال الإسرائيلي التي انتهت بوقف لإطلاق النار.
ودعا الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم مناصريه إلى "مشاركة واسعة" في المراسم، قائلا "نريد تحويل هذا التشييع إلى مظهر تأييد وتأكيد على الخط والمنهج، ونحن مرفوعو الرأس".
وتعهد نعيم قاسم، بمواصلة نهج سلفه حسن نصر الله، واستهل خطابه بالقول "أخاطبكم باسم نصر الله"، مضيفاً "أفتقدك يا سيدي ويفتقدك كل المحبين".
وأكد في كلمته في التشييع أن دعم حزب الله لغزة هو جزء من إيمانه بتحرير فلسطين.
في غضون ذلك، شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات استهدفت محيط 6 بلدات في جنوبي لبنان، في إطار خروقات جيش الاحتلال المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله.
وقال شهود عيان إن الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت أطراف بلدات الزرارية وزبقين والقليلة وجناتا ودير قانون النهر ومعروب جنوبي لبنان.
ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات على الفور.
من ناحية أخرى، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن طائرات مسيّرة تحلق في سماء العاصمة اللبنانية بيروت، غير أن مصادر لبنانية قالت إنها تابعة للجيش اللبناني وليست إسرائيلية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي شن غارات جوية على موقع بجنوب لبنان ادعى أنه "موقع عسكري لحزب الله يحتوي قذائف صاروخية".
وقال الجيش في بيان "نفذنا قبل قليل غارة جوية دقيقة على موقع عسكري احتوى على قذائف صاروخية ووسائل قتالية داخل لبنان رُصدت أنشطة لحزب الله في داخله".
وأضاف أنه رصد في المواقع المستهدفة تحركات لحزب الله تشكل تهديدا وخرقا لاتفاق وقف إطلاق النار، على حد قوله.
وأوضح أن القصف طال مواقع عسكرية تحتوي على منصات صواريخ في بعلبك ومناطق أخرى في جنوب لبنان.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، وبلغ إجمالي الخروقات 1013 خرقا حتى صباح اليوم الأحد.
واغتالت إسرائيل نصر الله يوم 27 سبتمبر/أيلول 2024 بسلسلة غارات عنيفة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، وبسلسلة غارات أخرى اغتالت صفي الدين في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه.
وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أنهى اتفاق لوقف إطلاق النار مواجهةً عسكرية اندلعت في 8 من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حيث بدأ حزب الله قصف مواقع الاحتلال الإسرائيلي إسنادا لغزة، وتصاعدت لاحقا إلى حرب واسعة يوم 23 سبتمبر/أيلول الماضي.
وقتلت إسرائيل خلال عدوانها على لبنان نحو 4104 أشخاص، وأصابت 16 ألفا و890 آخرين، منهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو 1.4 مليون شخص.