آخر الأخبار

أحمد حسون مفتي الأسد الذي لقّبه الثوار بـ"مفتي البراميل"

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

أحمد حسون المفتي العام السابق للجمهورية العربية السورية في فترة حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد، عرف بتأييده النظام السوري وهجومه الدائم على اللاجئين والمعارضين، وتحريضه على قتل الثوار وإبادتهم في حلب بالبراميل المتفجرة، حتى وصفه معارضو النظام بـ"مفتي البراميل".

المولد والنشأة

ولد أحمد بدر الدين محمد حسون في 25 أبريل/نيسان 1949 في مدينة حلب السورية كبرى مدن الشمال السوري وعاصمة سوريا الاقتصادية.

ترعرع في كنف والده الشيخ محمد أديب حسون الذي امتهن الإرشاد الديني والتدريس طوال حياته، وتعلم على يدي الشيخ محمد نبهان الحلبي وتلقى منه العلوم الدينية.

الدراسة والتكوين العلمي

تلقى حسون دراسته الأولية في حلب، وحصل على البكالوريا (الثانوية العامة) عام 1967، وفي ذلك العام زار القدس في رحلة مدرسية.

سافر إلى مصر والتحق بجامعة الأزهر، وحصل على بكالوريوس في الأدب العربي، وأكمل فيها دراساته العليا فنال الدكتوراه في الفقه الشافعي.

منحته جامعة سونان كاليجاكا الإسلامية الحكومية في إندونيسيا دكتوراه فخرية، مقابل كلمته التي ألقاها في البرلمان الأوروبي عام 2008.

مصدر الصورة بشار الأسد (الثاني يسار) وأحمد حسون على يساره أثناء أداء صلاة عيد الفطر في مسجد النوري عام 2017 (الفرنسية)

التجربة الدعوية

بدأ حسون عمله الدعوي خطيبا وإماما في مساجد حلب عام 1967، منها "جامع التوابين"، و"عمار بن ياسر"، و"الفرقان"، و"الجامع الأموي الكبير"، كما كان يلقي دروسا أسبوعية.

وفي مطلع التسعينيات من القرن الـ20 ترأس جمعية رفع المستوى الصحي والاجتماعي، وعمل خطيبا ومدرسا في مساجد عدة، من بينها "جامع الروضة" في حلب.

إعلان

رشح حسون نفسه لعضوية مجلس الشعب السوري، وفاز بأغلبية الأصوات عام 1990، واستمر في منصبه مع الدورة الثانية للمجلس حتى عام 1998.

تولى حسون منصب مفتي حلب الثاني، ثم مفتي حلب الأول بين عامي 2002 و2005، وفي الفترة نفسها كان عضوا في مجلس الإفتاء الأعلى بين عامي 2002 و2005.

عقب وفاة مفتي سوريا أحمد كفتارو عُيّن حسون مفتيا عاما خلفا له عام 2005، وشارك في عضوية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران، ومؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي في الأردن.

شارك في فعالية "عام حوار الثقافات" في البرلمان الأوروبي عام 2008، وحصل على "جائزة السلام" من مؤسسة دوتشي الإيطالية عام 2014.

ترأس اللجنة الإعلامية في المجلس الاستشاري الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية بمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، كما قاد الهيئة الاستشارية الشرعية لمجلس النقد والتسليف في مصرف سوريا المركزي.

أسس مؤسسات خيرية عدة، منها جمعية الفرقان الخيرية عام 1982، وصندوق العافية الخيري، كما افتتح مدارس وإعداديات تعليمية، مثل إعدادية البنين في جامع الصحابي الجليل أسامة بن زيد، وإعدادية الفرقان للفتيات، وروضة الفرقان للأطفال، إلى جانب دار الوفاء للمسنين.

مصدر الصورة أحمد حسون أثناء قداس أقيم في كنيسة أرثوذكسية يونانية بدمشق أوائل عام 2012 (الفرنسية)

الثورة السورية

عُرف حسون طوال توليه منصب المفتي العام للجمهورية بمواقفه المؤيدة للنظام السوري والأسد واستغلاله المناسبات الدينية لدعمه والترويج وكيل المديح له.

ومع بداية الثورة السورية انحاز حسون إلى سلطة النظام، ووصف الثورة والحراك الشعبي بأنهما "مؤامرة تستهدف أمن سوريا يقف وراءها إرهابيون"، في حين وصفه معارضو النظام بأنه "مفتي البراميل" بعد دعوته النظام السوري إلى إبادة المعارضة في الأحياء التي سيطرت عليها.

إعلان

كما هاجم حسون في مقابلات ومناسبات عدة اللاجئين السوريين، واصفا إياهم بأنهم خدم وعمال عند الدول الغربية التي لجؤوا إليها.

وفي عزاء الفنان صباح فخري بمدينة حلب ادّعى حسون أن خريطة ‎سوريا مذكورة في القرآن الكريم بسورة التين، وتساءل "وين خريطة سوريا بالقرآن الكريم؟ موجودة بسورة منقراها كتير بصلاتنا وهي (والتين والزيتون ﴿۱﴾ وطور سينين ﴿۲﴾ وهذا البلد الأمين ﴿۳﴾ لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)".

وأضاف "لقد خلقنا الإنسان في هذه البلاد في أحسن تقويم، فإذا تركها رددناه أسفل سافلين"، ويقصد بذلك اللاجئين خارج سوريا، وتابع "ثم يكمل (الله) إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات (في هذه الأرض) فلهم أجر غير ممنون، أي الذين بقوا في سوريا"، وقصد حسون في تصريحاته المعارضين واللاجئين، ووجّه حديثه إليهم قائلا "عودوا إلى بلادكم، في الخارج لن تجدوا من يصلي عليكم".

وبرر قصف النظام السوري المدنيين في حلب، ووصف عمليات النظام بـ"التحرير"، وأيد الوجود الروسي والإيراني في سوريا، وقال إن "الإيراني والروسي لم يأتيا مستعمريْن، بل مساعديْن معاونيْن"، وحرّم قتال الجيش السوري وعدّ الانضمام إليه واجبا شرعيا.

وفي عام 2016 زار حسون البرلمان الأيرلندي ضمن وفد ديني، وألقى كلمة أمام لجنة الشؤون الخارجية، داعيا الاتحاد الأوروبي إلى تخفيف العقوبات المفروضة على الحكومة السورية، وأنكر في هذه الزيارة تورط روسيا في ارتكاب جرائم ضد المدنيين السوريين.

وأثارت هذه الزيارة جدلا كبيرا، خاصة بعد تصريحات سابقة هدد فيها بتدريب انتحاريين لشن هجمات في أوروبا والولايات المتحدة إذا شن الغرب ضربات جوية على سوريا ولبنان.

وكشف تقرير لمنظمة العفو الدولية عام 2017 أن أوامر الإعدام لنحو 13 ألف معتقل في سجن صيدنايا في السنوات الخمس السابقة، تصدر من مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة السورية، وذلك بعد مصادقة مفتي سوريا على الأحكام، وهي الفترة التي تولى فيها حسون ذلك المنصب.

إعلان

وعقب موافقة المفتي العام على حكم الإعدام تؤخذ الموافقة من وزير الدفاع أو رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري، اللذين يتمتعان بصلاحية التصرف نيابة عن الأسد.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021 أعلن الأسد إلغاء منصب مفتي الجمهورية وفق مرسوم حمل رقم 28، ونص على إلغاء المادة رقم 35 من القانون الناظم لعمل وزارة الأوقاف، والتي يُسمى بموجبها المفتي العام للجمهورية، في وقت عزز فيه صلاحيات المجلس العلمي الفقهي في وزارة الأوقاف.

وحسب المرسوم، أصبح من مهام المجلس العلمي الفقهي "تحديد مواعيد بدايات ونهايات الأشهر القمرية، والتماس الأهلّة وإثباتها وإعلان ما يترتب على ذلك من أحكام فقهية متصلة بالعبادات والشعائر الدينية الإسلامية"، مثل "إصدار الفتاوى، ووضع الأسس والمعايير والآليات اللازمة لتنظيمها وضبطها"، وهي مهام كانت تقع على عاتق مفتي الجمهورية حسون.

وفي 18 فبراير/شباط 2025 اقتحم محتجون سوريون منزله، وسط هتافات تطالب بمحاكمته بعد خروجه إلى العلن في مدينة حلب.

المناصب والمسؤوليات


* رئيس جمعية رفع المستوى الصحي والاجتماعي بحلب.
* عضو مجلس الشعب السوري من 1990 إلى 1998.
* مدير الأوقاف في مدينة حلب عام 2007.
* المفتي العام للجمهورية السورية من 2005 إلى 2021.
* رئيس الهيئة الاستشارية الشرعية لمجلس النقد والتسليف في مصرف سوريا المركزي.
* عضو المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران.

الكتب والمؤلفات

كتب أحمد حسون عددا من المؤلفات، من أبرزها:


* الموسوعة في آداب الفتوى.
* موسوعة الكتاب الأم للشافعي.
* النور والتنوير.. حوارات العقل والقلب والروح.
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا