آخر الأخبار

حرب غزة: النازحون يبدأون العودة إلى شمال القطاع عقب انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور نتساريم، وقطر تؤكد التوصل لتفاهم بشأن رهائن جدد

شارك الخبر
مصدر الصورة

"لحظات تاريخيّة جاءت بعد 471 يوماً"، هكذا وصف فلسطينيون مشهد عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة بعد إعلان قطر التوصل إلى تفاهم مع إسرائيل حول العودة التي بدأت في السابعة بالتوقيت المحلي من صباح الإثنين.

وعقب إعلان الجيش الإسرائيلي بدء انسحابه من محور نتساريم، احتشد الغزيون في وقت مبكر من اليوم الاثنين عند شارع الرشيد، وبدأوا العودة إلى الشمال، بحسب ما أعلن مسؤول في وزارة الداخلية في قطاع غزة.

وأظهرت صور نشرتها وكالة رويترز عدد من الفلسطينيين ينتظرون السماح لهم بالعودة إلى منازلهم في شمال غزة بعد تهجيرهم إلى الجنوب بأمر إسرائيل أثناء الحرب، وسط وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

مصدر الصورة

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، قد أعلن أن دولة قطر توصلت إلى تفاهم مع إسرائيل يقضي بعودة النازحين في قطاع غزة إلى شمال القطاع ابتداءً من صباح يوم الاثنين.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان على منصة "إكس" إنه سيسمح بعودة السكان مشياً على الأقدام عن طريق محور نتساريم ومن خلال شارع الرشيد اعتباراً من الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي.

كما أضاف أنه سيسمح بانتقال المركبات بعد الفحص إلى شمال القطاع عبر طريق صلاح الدين ابتداء من التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي، محذراً من الاقتراب من معبر رفح ومحور فيلادلفيا ومناطق تمركز قواته.

وفي السياق، أوضح الأنصاري، في بيان نشره على منصة إكس، أن حركة حماس ستقوم بتسليم ثلاثة رهائن إسرائيليين إضافيين يوم السبت، وذلك وفقاً للاتفاق الموقّع.

كما أعلن أن حماس ستسلم مجموعة من الرهائن الإسرائيليين، من بينهم أربيل يهود وآخرين، قبل يوم الجمعة، في خطوة من شأنها أن تسهم في تعزيز عملية التهدئة.

وأعلنت كل من ألوية الناصر صلاح الدين وسرايا القدس بأن الرهينة الاسرائيلية أربيل يهود هي في قبضتهما وأنه جرى احتجازها من قبل مجموعة مشتركة من التنظيمين الفلسطينيين بتاريخ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأكدتا في بيان مشترك أنه سيجري تسليمها وفق ما يتم الاتفاق عليه بين قيادة الوفد الفلسطيني المفاوض والوسطاء.

وقال مصدر في كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحماس، لقناة الأقصى التابعة للحركة: "إن الزيادة في عدد الرهائن المحررين جاءت بمبادرة من المقاومة".

وفي وقت سابق، اصطدمت جهود تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بعقبات جديدة، إذ اعترضت إسرائيل على عودة مئات آلاف الفلسطينيين إلى شمال القطاع المدمر، بسبب خلاف يتعلق بالإفراج عن الرهينة المدنية الإسرائيلية أربيل يهود.

واشترطت إسرائيل أن يُفرج عن يهود أولاً قبل فتح محور نتساريم الذي يفصل بين جنوب غزة وشمالها، متذرعة بعدم التزام حماس بشرط غير معلن في الاتفاق يقضي بالإفراج عن الرهائن المدنيين أولاً.

وأفاد الأنصاري أن إسرائيل ستسلم قائمة تضم أسماء 400 شخص ممن اعتُقلوا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2024.

وأكد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيان الخارجية القطرية، مشيراً إلى أن حماس ستفرج عن أربيل يهود والجندي عغام بيرغر ومختطف آخر، وأن عدد الرهائن الذين سيُفرج عنهم هذا الأسبوع هو ست رهائن.

وأفاد البيان "تسلمنا من حماس قائمة تتضمن وضع المختطفين الذين سيُطلق سراحهم خلال المرحلة الأولى".

بدورها، أعلنت حركة حماس في بيان الأحد على تلغرام أنها سلمت الوسطاء المعلومات المطلوبة عن قائمة الرهائن الذين سيُطلق سراحهم طوال المرحلة الأولى من الاتفاق.

وفي سياق السماح بعودة النازحين إلى الشمال، حذّر الجيش الإسرائيلي السكان من ممارسة السباحة والصيد والغوص والدخول في بحر غزة خلال الأيام المقبلة.


* ما هو محور فيلادلفيا الذي يشكل نقطة خلاف في مفاوضات إسرائيل وحماس؟

رفض أردني مصري لمقترح "تطهير غزة"

أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي رفض بلاده لمقترح ترامب، مشدداً على تمسك بلاده بحل الدولتين "سبيلاً وحيداً لتحقيق الأمن والأستقرار والسلام في المنطقة"، وفق تعبيره.

وقال الصفدي في مؤتمر صحفي مشترك مع سيغريد كاغ، كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وشؤون إعادة الإعمار في غزة، إن "حل القضية الفلسطينية هو في فلسطين وأن الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين".

وأضاف: "ثوابتنا في المملكة واضحة ولن تتغير وهو تثبيت الفلسطينيين على أرضهم ورفض التهجير".


* بي بي سي ترافق أكبر قافلة مساعدات تصل لغزة منذ بداية الحرب

أما مصر، فقد رفضت بدورها أي تهجير قسري لفلسطينيين، وذلك بعد اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب "تطهير" قطاع غزة ونقل سكانه إلى مصر والأردن.

وشدّد بيان لوزارة الخارجية المصرية الأحد على "استمرار دعم مصر لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتمسّكه بحقوقه المشروعة في أرضه ووطنه".

كما أكد البيان أن القاهرة "ترفض أي مساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم سواء كان بشكل مؤقت أو طويل الأجل".

وبعد 15 شهراً من الحرب، قال ترامب إن قطاع غزة بات "مكاناً هُدم بالكامل"، وأضاف "أود أن تستقبل مصر أشخاصاً، أود أن يستقبل الأردن أشخاصاً".

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي قال ترامب إنه سيجري محادثة معه الأحد، قد حذر مراراً من أن التهجير سيكون هدفه "تصفية القضية الفلسطينية".

ويعتبر السيسي هذا الأمر "خطاً أحمر من شأنه أن يهدّد الأمن القومي المصري"، على حد تعبيره.

مصدر الصورة

وثمّنت حركة حماس في بيان أصدرته الأحد، موقف البلدين، ووصفت رفض الأردن ومصر تهجير الفلسطينيين بـ"الموقف الأصيل".

كما نددت إلى جانب حركة الجهاد الإسلامي باقتراح الرئيس الأمريكي نقل سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن لإتاحة ترتيب المنطقة بالكامل بحسب قوله، في وقت دخلت الهدنة في القطاع أسبوعها الثاني.

من جانبه، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن "إدانته" و"رفضه الشديد" لأي مشروع يهدف الى "تهجير أبناء شعبنا من قطاع غزة".

وأورد بيان للرئاسة الفلسطينية أن عباس "يقوم بإجراء اتصالات عاجلة مع قادة الدول العربية والأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية بهذا الخصوص"، مؤكداً أن "الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن ارضه ومقدساته".

ولم يعلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد على الاقتراح الأمريكي، في حين رأى وزير المال الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش الأحد أنه "فكرة رائعة"، قائلاً إن الفلسطينيين "سيكون بإمكانهم بناء حياة جديدة وجيدة في أماكن أخرى".

"جرائم حرب"

وتوعّد عضو المكتب السياسي لحماس باسم نعيم الأحد بـ"إفشال" فكرة ترامب.

وقال إن "شعبنا كما أفشل على مدار عقود كل خطط التهجير والوطن البديل سيُفشل كذلك مثل هذه المشاريع".

وأضاف نعيم أن "الشعب الفلسطيني في قطاع غزة عانى من الموت والدمار على مدى 15 شهراً في واحدة من أكبر جرائم الإنسانية في القرن 21، لمجرد البقاء على أرضه ووطنه".

وأكد أن "الشعب الفلسطيني لن يقبل بأي مقترحات أو حلول، حتى لو بدت حسنة النية تحت ستار إعادة الإعمار"، كما اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

من جانبها، أعربت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في بيان عن "رفضها لمحاولات تهجير الفلسطينيين أو ضم أراضيهم أو توسيع الاستيطان"، مؤكدة أن "هذه السياسات تتعارض مع القانون الدولي وتعد تطهيراً عرقياً".

وأكدت أن "الحل الوحيد لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة هو تسوية القضية الفلسطينية عبر حل الدولتين، مع قيام دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية". كما دعت المجتمع الدولي للعمل على تثبيت وقف إطلاق النار لضمان إعادة إعمار غزة.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا