تركز جولة الصحف، الثلاثاء، على رؤية مختلفة عن الرئيس الأمريكي الراحل جيمي كارتر، وواقع فيروس كورونا بعد خمسة أعوام من اجتياحه العالم، ورؤية حول إمكانية التعاون والتكامل في الشرق الأوسط الذي يعيش صراعات وحروب متواصلة.
في ظل موجة من الإشادات بحق الرئيس الأمريكي الراحل جيمي كارتر، كان لإيان ديل رأي آخر في صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، الذي كتب فيها مقالاً بعنوان "لنكن صادقين، كارتر كان رئيساً فظيعاً".
ورأى ديل أن أزمة الرهائن في إيران عززت سمعة كارتر باعتباره خاسراً، وهو الأمر الذي استغله خلفه رونالد ريغان بشكل كامل.
ورأى ديل أن كارتر يتذكره الناس بسبب مسيرته بعد مغادرته منصبه الرئاسي.
ووفق رؤية الكاتب، فإن كارتر لم ينجح في إعادة تأهيل سمعته فحسب، بل أصبح أقرب ما يكون إلى القديس الحي، خلال العقود الأربعة التي تلت مغادرته للبيت الأبيض.
واعتبر أن كارتر تحول من شخص ينظر إليه كرئيس فشل فشلاً ذريعاً، إلى مثال للإنسانية العظيمة.
وقال إن الأعمال الصالحة التي قام بها كارتر بعد رئاسته، وخاصة في أفريقيا، كانت سبباً في إعادة تأهيل سمعته في نظر العالم.
وبينما تُقرأ الإشادات التي كُتبت لجيمي كارتر، لدوره الإيجابي في التوصل إلى اتفاقيات كامب ديفيد التي جلبت "السلام المؤقت" إلى الشرق الأوسط، دعا الكاتب إلى استذكار الأسباب العدة التي كانت وراء فوز رونالد ريغان في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 1980.
وأشار إلى أن كارتر كان يتمتع بنوع من السلوك المتشائم، وقال إنه تحدث عن "أزمة ثقة" تصيب الولايات المتحدة بدون أن يكون لديه أي فكرة عما ينبغي فعله حيالها.
ورأى ديل أن كارتر فشل في إنعاش الاقتصاد الأمريكي، أو خفض التضخم، أو التعامل مع أزمة الطاقة.
"أزمة الرهائن في إيران كانت السبب في ترسيخ سمعته كشخص خاسر، وهو الأمر الذي استغله ريغان على أكمل وجه"، يضيف ديل.
في صحيفة "لو موند" الفرنسية، استذكر الكاتب دلفين روكوت فيروس كورونا، وكتب مقالاً بعنوان "بعد مرور خمس سنوات على تفشي فيروس كوفيد-19 في مختلف أنحاء العالم، أصبح الأمر عادياً تقريباً".
ورأى روكوت أن فيروس كورونا وبعد أن أودى رسمياً بحياة سبعة ملايين شخص في مختلف أنحاء العالم، أصبح مرضاً أقل خطورة، حتى وإن ظل أكثر فتكاً من الإنفلونزا.
ووصف تفشي كورونا بأنه كان "انتشاراً عالمياً خاطفاً نادراً ما نراه في التاريخ البشري الحديث، ويمكن مقارنته في الحجم بالإنفلونزا الإسبانية عام 1918".
لكن بعد خمس سنوات، أصبح فيروس كورونا أمراً طبيعياً، وفق الكاتب.
واستعان روكوت بتصريح لأوليفييه شوارتز، رئيس وحدة الفيروسات والمناعة في معهد باستور في باريس الذي قال إن الفيروس "استكشف جميع التركيبات الممكنة للتكيف ومواصلة انتشاره، على الرغم من حقيقة أن السكان أصبحوا محصنين ضده تدريجياً من خلال التطعيم أو العدوى".
وأخذت متحورات الفيروس أسماءً من الأبجدية اليونانية، مثل ألفا، بيتا، جاما، دلتا، أوميكرون، والتي اكتسبت خصائص جديدة من حيث الضراوة والقدرة على العدوى.
وأشار إلى أن متحور أوميكرون ظل هو المسيطر منذ ظهوره في نهاية عام 2021 في جنوب أفريقيا.
وأوضح أن المتحورات المنتشرة قبل أوميكرون كانت تستهدف الجهاز التنفسي السفلي، أي القصبة الهوائية والشعب الهوائية والرئتين، مما تسبب في التهابات أكثر خطورة، مقابل استهداف أوميكرون للجهاز التنفسي العلوي، من الأنف إلى الحنجرة.
وقال روكوت إن النتيجة، كانت أشكالاً أقل خطورة من المرض، مع قابلية أكثر للانتقال.
في فرنسا، انضم فيروس كورونا إلى الدائرة المغلقة من أمراض الجهاز التنفسي الأكثر مراقبة في الشتاء مثل الأنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي.
وتحدث الكاتب عن اختلاف كبير وهو أن فيروس كورونا منتشر على مدار السنة.
توضح كارين لاكومب، رئيسة قسم الأمراض المعدية في مستشفى سانت أنطوان في باريس: "لم تعد هناك أي رعاية خاصة، بخلاف ما نقدمه بالفعل لعلاج الفيروس المخلوي التنفسي أو الأنفلونزا".
واستبعد الكاتب ظهور متحور جديد من الفيروس ذو خطر أعلى، مضيفاً أن التطور الذي يمكن أن يشكل مشكلة بالنسبة لنا هو فيروس يتحور بسرعة كبيرة ويؤدي إلى فقدان الحماية المناعية الجماعية.
وفي اليوم الأخير من العام الحالي، كتب المصري عمرو حمزاوي في صحيفة القدس العربي، "حصاد 2024: انهيار الأمن في الشرق الأوسط".
وبدأ حمزاوي المقال بمجموعة من التساؤلات، عن أسباب غياب العدل عن الشرق الأوسط، وانهيار فرص السلام الإقليمي وعجز المجتمع الدولي عن وضع نهاية لحرب مستعرة منذ أكثر من عام في غزة، وقبول الضمير الإنساني منع الحكومة الإسرائيلية دخول مساعدات إنسانية وطبية كافية إلى الفلسطينيين.
كما تساءل حمزاوي عن أسباب تجاهل الإدارات الأمريكية وحكومات غربية أخرى إيقاف إمدادات السلاح والذخيرة وأنواع الدعم المالي والاقتصادي المقدمة لإسرائيل.
ورأى حمزاوي أن خلاص الشرق الأوسط من حرائقه المشتعلة لم ولن تأتي به أفعال القوى الكبرى ولا إرادة منفردة تمارسها دول مؤثرة مثل مصر والسعودية، بل عبر التنسيق الإقليمي بين جميع الدول المؤثرة بغية بناء منظومة متكاملة للأمن والتعاون والرخاء المشترك على غرار منظمة الأمن والتعاون الأوروبي التي أسست في 1975 ومكنت القارة العجوز من تجاوز الانقسام الحاد آنذاك بين دول الشرق الشيوعية ودول الغرب الرأسمالية وحالت دون نشوب حروب بينهم طوال الفترة الممتدة بين 1975 و1989 (انهيار المعسكر الشيوعي).
"لا خلاص للشرق الأوسط من حرائقه المشتعلة حروباً وصراعات مسلحة ونزاعات أهلية سوى بهيئة للأمن والتعاون الإقليمي تستند إلى مبادئ السلام واحترام السيادة وحسن الجوار والامتناع عن التدخل في شؤون الغير وحماية كيان الدولة الوطنية ورفض وجود الميليشيات وحركات اللادولة"، يضيف الكاتب.
وتحدث عن ضرورة رفض سباقات التسلح وانتشار سلاح الدمار الشامل، وإقرار الحق في تقرير المصير للشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وفي الأمن لإسرائيل وفي العيش المشترك بدون عنف في سوريا ولبنان واليمن والسودان وليبيا، والتأسيس لعلاقات اقتصادية وتجارية وثقافية ودبلوماسية طبيعية بين كل دول وشعوب الشرق الأوسط طالما التزمت الحكومات بالمبادئ المعلنة ولم تحد عنها في أفعالها وأعمالها.
وأكد أن هذه الأفكار التي طرحها في مقاله ليست دعوة لفك الارتباط بين الشرق الأوسط وبين القوى الكبرى، ولا للتنكر للتحالفات المهمة بين بعض دول المنطقة وبين الكبار.
وتحدث عن وجود مجموعة من الدول النافذة في الشرق الأوسط والمؤثرة خارج حدودها الوطنية والتي تستطيع، إن أرادت، القيام بأدوار مهمة لإطفاء الحرائق المشتعلة.
ووفق حسابات القوة الشاملة (القوة السياسية والعسكرية والاقتصادية والمالية والدبلوماسية والقوة المعنوية) وكذلك بحسابات الأوزان الإقليمية النسبية، تضم هذه المجموعة النافذة دول مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة وتركيا وإسرائيل وإيران وهي دول تتفاوت سياساتها الراهنة بين الانخراط المباشر في الحروب والحروب بالوكالة كحال إسرائيل وإيران، وبين تورط متنوع المضامين والأدوات في الصراعات المسلحة والنزاعات الأهلية في جوارها القريب أو البعيد.
"يظل إطفاء حرائق الشرق الأوسط المشتعلة وتجنيبه المزيد من الحروب والصراعات وسباقات التسلح المحمومة مرهوناً بالسعي المشترك إلى صياغة ترتيبات للأمن والتعاون تستند إلى مبادئ عادلة وملزمة وتنتظم داخل هيئة إقليمية تفتح عضويتها لكافة الدول الواقعة في المساحة الفاصلة بين إيران شرقاً والمغرب غرباً"، يقول حمزاوي.
ورأى حمزاوي أن التوقف على مدى واقعية "سعي جماعي" لمصر والسعودية والإمارات وتركيا وإسرائيل وإيران وحدود فاعليته الإنقاذية يرتبط بالقراءة الموضوعية لأحوال ورؤى وسياسات الدول الست، وحسابات القواسم المشتركة الممكنة في مقابل الأهداف الاستراتيجية المتعارضة.