قالت صحيفة ليبراسيون إن مقالا نشرته صحيفة واشنطن بوست أكد جزئيا "اتهامات موسكو" بأن أوكرانيا بعثت مشغلي مسيرات من ذوي الخبرة وحوالي 150 مسيرة من طراز "إف بي في" إلى مقاتلي هيئة تحرير الشام في الأسابيع الأخيرة.
وذكرت الصحيفة الفرنسية -في تقرير من قسم التحقق من الأخبار بقلم ألكسندر هورن- أن هذا "اتهام" تكرر من موسكو لأسابيع وحتى أشهر، ومقتضاه أن كييف ستوفر طائرات مسيرة "للمتمردين الإسلاميين" في هيئة تحرير الشام لإسقاط النظام السوري وإضعاف حليفها الروسي في الوقت نفسه، ولكن خلية ملحقة بالخدمة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي ومسؤولة عن مكافحة المعلومات المضللة نفت هذا التعاون بين أوكرانيا والمعارضين السوريين مؤخرا.
وأكدت الخلية في العديد من المقالات المنشورة يومي السابع والثامن من ديسمبر/كانون الأول أن "الاتهامات -التي تفيد بأن أوكرانيا لعبت دورا حاسما في دعم الإرهاب في سوريا- جزء من حملات التضليل التي تنفذها روسيا" للإضرار بسمعة أوكرانيا على الساحة الدولية.
بيد أن صحيفة واشنطن بوست -كما يقول الكاتب- نقضت هذا النفي بعد أيام قليلة، واستشهد كاتب العمود الدولي ديفيد إغناتيوس "بمصادر مطلعة على الأنشطة العسكرية الأوكرانية في الخارج".
وقال إنها تفيد بأن "المخابرات الأوكرانية أرسلت حوالي 20 من مشغلي الطائرات المسيرة ذوي الخبرة وحوالي 150 مسيرة من "إف بي في" إلى المتمردين في إدلب، إلا أن مصادر استخباراتية أشارت إلى أن "مساعدات كييف لم تلعب سوى دور متواضع في الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد".
ويعود الحديث عن تعاون كييف مع هيئة تحرير الشام إلى عدة أشهر -حسب ليبراسيون- إذ نقل مقال في صحيفة كييف بوست في يونيو/حزيران عن مصدر في المخابرات العسكرية الأوكرانية أن عملاء أوكرانيين يضربون أهدافا روسية في سوريا منذ بداية العام، بالتعاون مع "المعارضة السورية"، ولكن أوكرانيا لا تعترف رسميا بتورطها الخارجي ضد روسيا.
لافرينتييف: الأوكرانيون يزودون إدلب بطائرات مسيرة ويدربون الإرهابيين على استخدامها وتصنيعها بأنفسهم
وبالفعل تم ذكر وجود مقاتلات مسيرة أوكرانية في سوريا إلى جانب القوات المناهضة للنظام، في وقت سابق من هذا العام، التقطته وسائل الإعلام الحكومية الروسية من صحيفة آيدينليك التركية التي نسبت إلى موقع كردي أن وفدا أوكرانيا التقى أعضاء هيئة تحرير الشام في يونيو/حزيران وأعطاهم 75 طائرة مسيرة من طراز "إف بي في"، ولكن الهيئة نفت أي تورط لها مع المخابرات الأوكرانية.
وفي وقت لاحق، أفادت وكالات روسية مختلفة بأن الممثل الخاص الروسي في سوريا ألكسندر لافرينتييف أكد أن "الأوكرانيين يزودون إدلب بطائرات مسيرة ويدربون الإرهابيين على استخدامها وتصنيعها بأنفسهم".
وخلصت ليبراسيون إلى أن الخدمة الدبلوماسية الأوروبية مستمرة في اعتبار المقالات والوثائق -التي تهدف إلى تعزيز رواية تشير إلى أن الدعم العسكري لأوكرانيا لعب دورا مهما في الإطاحة بالنظام السوري- أخبارا كاذبة، دون أن ترفض رسميا مساعدة كييف المحتملة للمتمردين.