تسبّب اعتماد رجل على نصيحة غذائية من ChatGPT في إصابته بتسمم نادر، ما استدعى دخوله المستشفى وتلقيه علاجا مكثفا.
وتعود القصة إلى حين قرر المريض تحسين صحته عبر تقليل استهلاكه من الملح (كلوريد الصوديوم)، فبحث عن بديل عبر ChatGPT. وأوصى البرنامج باستخدام "بروميد الصوديوم"، فطلبه الرجل من الإنترنت وبدأ بإضافته إلى طعامه بانتظام.
ورغم أن "بروميد الصوديوم" يمكن أن يحل محل "كلوريد الصوديوم" من الناحية الكيميائية، فإنه يُستخدم عادة في تنظيف أحواض الاستحمام الساخنة، وليس كإضافة غذائية، وهو تحذير لم يذكره البرنامج.
وبعد نحو ثلاثة أشهر، ظهرت على الرجل أعراض نفسية حادة، منها أوهام جنون العظمة والهلوسات السمعية والبصرية، فحُوّل إلى قسم الطوارئ حيث تم حجزه بشكل إلزامي بعد محاولته الهرب.
وأظهرت الفحوصات ارتفاعا شديدا في مستوى "بروميد الصوديوم" في دمه ليصل إلى 1700 ملغم/لتر، مقارنة بالمستوى الطبيعي الذي يقل عادة عن 10 ملغم/لتر. وشخّص الأطباء حالته بـ "تسمم البروميد"، وهي حالة كانت شائعة في أوائل القرن العشرين وتسببت آنذاك في ما يصل إلى 8% من حالات الدخول إلى المستشفيات النفسية، قبل أن تتراجع بشكل كبير منذ سبعينيات القرن الماضي.
واستمر علاج المريض لمدة ثلاثة أسابيع بأدوية مضادة للذهان وتدابير طبية لإزالة السموم، قبل أن يخرج من المستشفى دون مضاعفات تذكر.
وأكد الباحثون في تقريرهم المنشور بمجلة Annals of Internal Medicine Clinical Cases، أن هذه الحادثة تبرز محدودية قدرات الذكاء الاصطناعي في تقديم استشارات طبية دقيقة، مشيرين إلى أنه "من غير المرجح أن يوصي خبير طبي باستخدام بروميد الصوديوم كبديل للملح".
المصدر: ساينس ألرت