أظهرت دراسة ميدانية قادتها طالبة في برنامج الطب المشترك بين جامعتي كاليفورنيا بيركلي وسان فرانسيسكو، وجود علاقة بين السباحة في مياه المحيط وارتفاع خطر الإصابة بأعراض التهاب المسالك البولية، وذلك بعد بحث ميداني شمل ثلاثة شواطئ في مدينة سانتا كروز الأميركية خلال صيف عام 2022.
في تموز/يوليو 2022، توجه البروفيسور جاي غراهام والطالبة ميريديث كلاشمان إلى شاطئ كاول مزودَين بجهاز آيباد لجمع بيانات من نساء زائرات للشاطئ، بهدف اختبار فرضية تقول إن السباحة قد تزيد من احتمال الإصابة بالتهاب المسالك البولية. النتائج اللاحقة أكدت صحة هذه الفرضية.
قامت كلاشمان، التي ستتخرج العام المقبل، بتصميم دراسة وبائية بالتعاون مع وكالة الصحة البيئية في مقاطعة سانتا كروز وبلدية المدينة، وشملت شواطئ كاول وسانتا كروز الرئيسي وسيبرايت.
على مدى 12 أسبوعًا، جاب فريق البحث الشواطئ عدة ساعات أسبوعيًا، حيث سجلت المشاركات بيانات عبر استبيانات إلكترونية، ثم أُجري تواصل لاحق بعد 24 ساعة وبعد عدة أسابيع للتحقق من التعرض للمياه وظهور أي أعراض.
خلصت الدراسة إلى أن السباحة في مياه المحيط ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بأعراض التهاب المسالك البولية، وأن زيادة التعرض، سواء بالسباحة لمسافات أطول أو بابتلاع المياه، رفعت أيضًا احتمالية الإصابة بالإسهال.
كما أظهرت اختبارات جودة المياه وجود بكتيريا إي كولاي، وهي المسبب لنحو 80% من حالات التهاب المسالك البولية. وأوضح غراهام أن هذه البكتيريا تصل غالبًا إلى مياه السباحة عبر تسربات من محطات معالجة الصرف أو خزانات الصرف الصحي المنزلية، بالإضافة إلى فضلات الطيور.
حذر الباحثون من أن المياه الملوثة قد تسبب أيضًا التهابات في العين والأذن والجيوب الأنفية، وفي حالات نادرة تسمم الدم. وأشاروا إلى أن المشكلة ليست حكرًا على سانتا كروز، إذ أن مستويات التلوث في شواطئ مدن كبرى مثل سان دييغو ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو ليست أفضل بكثير.
وأكد غراهام أن الحل يكمن في تحديث البنية التحتية لمرافق الصرف الصحي، خصوصًا مع تزايد موجات الأمطار والفيضانات الناجمة عن تغير المناخ.
ويخطط الفريق لإجراء دراسة جديدة تتضمن تكرار جمع عينات المياه وتحليلها جزيئيًا لمقارنة سلالات بكتيريا إي كولاي الموجودة في المياه بتلك المعزولة من حالات مؤكدة لالتهاب المسالك البولية. وأوضح غراهام أن هذا الربط سيوفر دليلًا مباشرًا على أن التعرض لمياه المحيط الملوثة يمكن أن يسبب العدوى.