تؤكد مجلة "فوربس"، في تقرير حديث للكاتب ترو تامبلين، أن الميزانية ليست مجرد أداة للإنفاق، بل "خريطة طريق شخصية تضمن توجيه كل دولار نحو هدف ذي معنى".
ويعرض التقرير 5 ممارسات مالية فعّالة يمكنها، وفقًا للمجلة، تحويل حياة الفرد المالية نحو الاستقرار والتحرر المالي.
تبدأ "فوربس" من القاعدة الأساسية: لا يمكنك إدارة ما لا تفهمه، فقبل إعداد أي ميزانية، يجب معرفة أين تذهب الأموال فعليا.
ويشير التقرير إلى ضرورة تتبع النفقات لمدة لا تقل عن 30 يومًا، حتى الصغيرة منها مثل القهوة أو المشتريات الاندفاعية، باستخدام تطبيقات مالية أو حتى دفتر بسيط.
ويؤكد تامبلين أن "تتبع الإنفاق بانتظام يعزز الوعي المالي ويكشف العادات التي تستنزف الميزانية دون إدراك".
كما يوضح التقرير أهمية التمييز بين النفقات الثابتة والمتغيرة:
ويحذّر من وضع الميزانية بناء على الدخل الإجمالي، مؤكدًا أن "الاعتماد على صافي الدخل بعد الضرائب (والخصومات) هو الطريق الوحيد لتجنب العجز الشهري".
توضح "فوربس" أنه لا توجد طريقة واحدة مثالية لوضع الميزانية، بل يجب أن تكون قابلة للتطبيق ومستدامة.
وتستعرض المجلة 3 طرق رئيسية:
ويقول التقرير إن "أفضل طريقة هي تلك التي تلتزم بها باستمرار وتناسب شخصيتك المالية".
تشير "فوربس" إلى أن الميزانية من دون هدف ليست سوى جدول أرقام بلا روح. وتوصي باستخدام منهج (سمارت SMART) لتحديد الأهداف، وأن تكون:
ويضرب تامبلين مثالا واقعيا: "بدل القول أريد أن أوفّر، قل سأوفّر 5 آلاف دولار لرحلة في ديسمبر/كانون الأول المقبل"، كما ينصح الكاتب بتبنّي قاعدة "ادفع لنفسك أولًا"، أي اعتبار الادخار التزاما شهريا ثابتا قبل أي نفقات أخرى.
ويضيف أن "سداد الديون ذات الفائدة العالية يجب أن يكون أولوية، لأنها تمثل عبئًا يمنع تحقيق التقدّم المالي على المدى الطويل".
تؤكد "فوربس" أن النجاح المالي لا يعتمد على قوة الإرادة اليومية، بل على أنظمة ذكية تعمل تلقائيا، ويشير التقرير إلى أن "أتمتة المدفوعات والفواتير عبر التطبيقات البنكية تضمن عدم التأخير وتقلل الأخطاء".
كما ينصح بإنشاء صندوق للنفقات غير المنتظمة مثل التأمين السنوي أو الضرائب العقارية، بتخصيص مبلغ شهري مسبق لتجنّب المفاجآت.
أما صندوق الطوارئ فيجب أن يغطي ما لا يقل عن 6 أشهر من مصروفات المعيشة، ويوضع في حساب منفصل مخصص للحالات الطارئة فقط.
تصف المجلة الميزانية بأنها "وثيقة حيّة وليست عقدًا جامدًا"، وتوصي بمراجعتها شهريا قبل بداية كل دورة مالية جديدة لمقارنة المخطط بالنتائج الفعلية.
ويشدّد تامبلين على أهمية المرونة: "إذا تجاوزت بندًا معينًا مثل نفقات الطعام، لا تستسلم بل عدّل الخطة مؤقتًا"، ويضيف أن الانضباط أهم من الكمال، فالأخطاء جزء طبيعي من التعلم المالي، والاستمرارية هي مفتاح النجاح.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة