آخر الأخبار

فضيحة تأجير أرحام في كاليفورنيا.. 21 طفلا في قصر زوجين و6 أمهات بديلات يكشفن المستور

شارك

في قضية هزت الرأي العام، تتعمق فضيحة تأجير الأرحام في كاليفورنيا الأمريكية، مع ظهور 6 نساء يؤكدن أنهن حملن أطفالا لزوجين تم العثور في منزلهما على 21 طفلا، بعضهم تعرض لسوء معاملة.

صورة تعبيرية / Gettyimages.ru

بالنسبة إلى كايلا إليوت، كانت أول إشارة تحذيرية هي الرسالة على "فيسبوك" التي دعتها للتسجيل في وكالة تأجير أرحام غير معروفة في جنوب كاليفورنيا.

كانت هذه الأم لتسعة أطفال من تكساس تتصفح مجموعات دردشة عن تأجير الأرحام، وأوضحت أنها كانت ترغب في حمل طفل لزوجين لا يستطيعان الإنجاب، لأنها "تستمتع حقا بفترة الحمل".

رغم أنها استغربت أن تتواصل معها شركة "Mark Surrogacy Investment LLC" مباشرة، إلا أنها وافقت على المضي قدما لكونها لا تملك خبرة كافية في التعامل مع وكالات تأجير الأرحام، التي عادة ما تقوم بربط النساء بالأزواج الراغبين في إنجاب أطفال.

وقد بدت لها الأمور غريبة منذ البداية، حيث أخبرتها الوكالة أن الزوجين الصينيين اللذين سيُصبحان والدي الطفل الذي ستحمله قد تم اختيارهما.

وقالت إليوت في مقابلة على يوتيوب نشرتها "شبكة مركز أخلاقيات البيولوجيا والثقافة" في كاليفورنيا: "لم تكن لدي معرفة كافية... لم أكن أعلم أن المفروض أن أكون أنا من يختار العائلة".

وما لم تكن تعلمه إليوت هو أن العائلة التي ستلد لها كانت في الواقع أسرة ضخمة أصلاً. فقد داهمت قوات من مكتب التحقيقات الفيدرالي "FBI" منزلا فخما في إحدى مدن لوس أنجلوس، وتم إنقاذ 21 طفلا صغيرا، يُزعم أن العديد منهم تعرضوا لسوء المعاملة.

وكان قد تم توقيف قوه جون شوان (65 عامًا) وسيلفيا زانغ (38 عاما) في مايو الماضي بتهمة تعريض الأطفال للخطر والإهمال، وذلك بعد إدخال طفل يبلغ من العمر شهرين فقط إلى المستشفى مصابا بإصابة دماغية خطيرة. وقد أدرك الأطباء أن الإصابات حدثت قبل يومين، مما أطلق تحقيقًا من قبل الشرطة.

وبعد الحصول على إذن بالتفتيش، صادرت الشرطة كاميرات المراقبة من داخل المنزل، وهي التي أظهرت – بحسب الادعاءات – تعرض الطفل الذي نُقل إلى المستشفى للضرب والهز العنيف من قبل المربية تشون مي لي بتاريخ 5 مايو، ما أدى إلى فقدانه للوعي.

ووفقا لـNBC، تعرّض أطفال آخرون موجودون في رعاية الزوجين لسوء معاملة نفسية وجسدية على يد ست مربيات على الأقل.

وأنقذت الشرطة 15 طفلا من المنزل البالغة مساحته 10,000 قدم مربع في مدينة أركاديا بولاية كاليفورنيا، وهي منطقة راقية تُعرف باسم "بيفرلي هيلز الصينية".

وقال الملازم كولين سيادلو من شرطة أركاديا: "وجدنا عددا كبيرا من الأطفال تتراوح أعمارهم بين شهرين و13 عاما. العديد من الأطفال وُلدوا عبر تأجير الأرحام، وقد حصل الرجل والمرأة في المنزل على الوصاية القانونية عليهم".

وذكر أحد الجيران أن المنزل كان مُعدًا كأنه فندق، يحتوي على غرف نوم مزودة بحمامات خاصة، ومكتب استقبال يُديره موظف، بحسب قناة "CBS".

وقد تم نقل ستة أطفال آخرين مرتبطين بالزوجين من المنزل، لكن السلطات تمكنت من العثور عليهم. وذكرت الشرطة أن زانغ قدمت ما يثبت أنها الأم القانونية لهم جميعًا وفقا لشهادات الميلاد.

وأوضح سيادلو: "نعتقد أن طفلا أو اثنين وُلدا بيولوجيًا من هذه الأم. وقد ظهرت بعض النساء اللواتي أكدن أنهن عملن كأمهات بديلات للأطفال".

ووفقا لتقارير محلية، فإن 17 من أصل 21 طفلا تقل أعمارهم عن ثلاث سنوات، وقد تم وضعهم جميعا تحت رعاية دائرة خدمات الأطفال والأسرة.

وقال الزوجان الصينيان إن رغبتهما في إنجاب هذا العدد الكبير من الأطفال ناتجة عن تقدم شوان في العمر.

لكن وفقا لسيادلو، فإن "الانضباط الذي مُورس على الأطفال، سواء لفظيا أو جسديا، كان قاسيا"، مضيفا أن الشرطة المحلية سارعت إلى إشراك الـFBI في التحقيق.

ووفقا لسجلات الأعمال في كاليفورنيا، فإن الشركتين المسجلتين على عنوان العقار البالغ ثمنه 4 ملايين دولار – وهما "Mark Surrogacy Investment" و"Future Spring Surrogacy" – لم تعودا نشطتين.

وصرحت كالي فيل، المديرة التنفيذية لمركز أخلاقيات البيولوجيا والثقافة، بالقول: "يجب أن تنتبه الحواس الفطرية لدى الجميع. الخطر في صناعة الخصوبة هو أنها غير خاضعة للرقابة. أي شخص يمكنه فتح وكالة. المشكلة أكبر بكثير من هذه القصة".

وفي الصين، حيث ترتفع معدلات العقم، يُعتبر تأجير الأرحام وبيع البويضات البشرية أمرا غير قانوني، ما يدفع العديد من الأزواج الأثرياء إلى التوجه للولايات المتحدة لاستئجار أرحام مقابل ما يصل إلى 100,000 دولار، وفقا لتقارير.

ولا تزال الشرطة تبحث عن المربية لي، حيث صدرت مذكرة توقيف بحقها، في حين تم الإفراج عن شوان وزانغ دون توجيه تهم لهما حتى الآن.

وفي رسالة نُسبت لشوان من قبل وسائل إعلام محلية، قال: "أي اتهامات بسوء التصرف هي مضللة وخاطئة".

وحسب قناة KTLA، فقد ظهرت ست نساء حتى الآن يزعمن أنهن حملن أطفالا للزوجين. إحداهن في لوس أنجلوس قالت إنها أنجبت في مارس، وأخرى أنجبت في عامي 2022 و2024.

وقالت امرأة ثالثة تُدعى "بيرلا"، 31 عاما، من فلوريدا إنها حملت للزوجين، لكن الطفل وُلِد ميتا. وأضافت: "أكثر ما آلمني أنني شعرت أن الطفل تم التخلي عنه – وأنا أيضا".

والمثير للصدمة أن اثنتين من الأمهات البديلات – واحدة من بنسلفانيا والأخرى من فيرجينيا – لا تزالان حاليا في مرحلة حمل أطفال للزوجين، بحسب القناة.

أما إليوت، فقد واجهت إشارات تحذيرية إضافية في أثناء ولادتها لطفلة في مارس بولاية تكساس.

فعندما ذهبت لإجراء زرع الجنين في كاليفورنيا – إحدى 15 ولاية أمريكية يُسمح فيها بتأجير الأرحام مقابل أجر – فوجئت بلقاء رجل مسن قيل لها أنه الأب، وأنه قدّم سائله المنوي مع بويضات من متبرعة. وأُبلغت أن الأم "تعاني من نزلة معوية" ولا تريد أن تُعدي إليوت.

وأشارت كالي فيل إلى أن هذه القصة ذاتها تم تكرارها مع نساء أخريات عملن كأمهات بديلات لصالح Mark Surrogacy، ولم تلتقِ أي منهن بالأم، بما في ذلك إليوت.

وظهرت علامة استفهام أخرى بعد أيام من ولادة الطفلة، عندما حضرت امرأة صينية شابة لأخذها، وبدت بلا أي مشاعر فرح ولم تحضر حتى مقعدا للطفلة في السيارة.

وقالت فيل: "عادة، تكونين سعيدة بلقاء طفلك، لكن لم يكن هناك أي شيء من هذا القبيل". وتابعت أن عائلة إليوت "أوصلت المرأة إلى المطار مع الطفلة لأنها بدت تائهة تماما".

وقالت أيضا إن المرأة أعطت 200 دولار لإليوت ولكل واحد من أطفالها الذين كانوا معها في غرفة المستشفى.

ولم يُعرف كم حصلت إليوت مقابل حمل الطفلة، لكنها أخبرتها أن المبلغ كان "ضمن الحد الأدنى" للأجور التي تتراوح ما بين 20,000 و 100,000 دولار، بحسب فيل.

وبسبب شعورها بالصدمة والاضطراب، بدأت إليوت حملة تمويل عبر GoFundMe بهدف "الحصول على حضانة قانونية للطفلة التي أنجبتها كأم بديلة".

وقد تم وضع الطفلة، إلى جانب الأطفال الـ20 الآخرين الذين تم إنقاذهم، في دور رعاية مؤقتة.

وكتبت إليوت: "تستحق الصغيرة الاستقرار، والحب، وبيتًا آمنًا. أنا مستعدة ومصممة تمامًا لتقديم ذلك لها، لكن العملية القانونية معقدة ومكلفة". وحتى الآن، جمعت الحملة أكثر قليلا من 7,000 دولار فقط.

وقال سيادلو إن مكتب التحقيقات الفيدرالي وشرطة أركاديا يعملان على "تتبع أصول ولادة هؤلاء الأطفال، والتواصل مع الأمهات البديلات، ومعرفة خلفية كل حالة"، مضيفًا أن التحقيق قد يشمل جميع أنحاء البلاد وربما يأخذ طابعًا دوليا.

المصدر: "نيويورك بوست"

شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار