آخر الأخبار

هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

اختيار الولادة القيصرية دون الضرورة الطبية لها قد يكون له مخاطر صحية على صحة الأم والطفل على المدى الطويل.صورة من: Alexandra Troyan/Zoonar/picture alliance

يمكن للنساء في بعض دول العالم اختيار طريقة الولادة التي تفضلها، وبالتالي يمكن اختيار الولادة القيصرية حتى دون الحاجة إليها من الناحية الطبية، وهو ما قد يكون له أثر صحي سلبي على الأم وجنينها معاً.

فكتبت الصحفية أندريا بونكي مقالاً في مجلة سبيكتروم الطبية الألمانية تعرض من خلاله الآثار الصحية المترتبة على الولادة القيصرية على الأم وطفلها على المدى الطويل من وجهة نظر العلم والأطباء في ألمانيا.

ووفق مجلة سبيكتروم تترك الولادة القيصرية أكثر من مجرد ندبة في بطن الأم تتراوح بين 10 و 15 سنتيمتراً، تصل إلى عواقب صحية أخرى على المدى الطويل.

وأشارت بونكي في مقالها إلى أن حوالي 220 ألف طفل وُلدوا بعملية قيصرية في ألمانيا في عام 2023، وهو ما يعتبره الأطباء والعلماء رقماً كبيراً جداً.

الولادة القيصرية .. أطفال أقل صحة!

بيّنت الدراسات التي استشهدت بها بونكي في مقالها أن الولادة القيصرية قد تزيد من خطر إصابة الأطفال بالحساسية والربو وداء السكري من النوع الأول، بالإضافة إلى مخاطر زيادة في الوزن والسمنة من بين أمور أخرى، بالمقارنة مع الأطفال المولودين طبيعياً.

فتُظهر البيانات أن احتمالية إصابة الطفل المولود بعملية قيصرية بالربو أعلى بنسبة 20 بالمئة من الطفل المولود طبيعياً، ومع ذلك فلا يمكن للأطباء الجزم بالأمر بهذه البساطة، فقد تؤثر عوامل أخرى لاحقة على صحة الطفل، وقد يعود سبب الإصابة بالربو مثلاً إلى تدخين الأم خلال فترة الحمل.

ومع أن الإصابة بداء السكري من النوع الأول في مرحلة الطفولة نادرة في ألمانيا وأندر من الإصابة بالربو ، ولكن اتضح أنه من بين كل 100 ألف طفل يولدون بعملية قيصرية يُصاب حوالي 28 طفلاً بداء السكري من النوع الأول، ويُصاب أربعة أطفال بزيادة الوزن أو السمنة، والذين ربما لم يكونوا ليُصابوا بها لو وُلدوا طبيعياً.

ولكن ما السبب في ذلك؟ لاحظ العلماء أن مجموعة الكائنات الحية الدقيقة "ميكروبيوم" الأمعاء لدى أطفال الولادة القيصرية يكون في البداية أقل تنوعاً من ميكروبيوم الأطفال المولودين طبيعياً، كما يستغرق وقتاً أطول في النمو، وهو أمر يعتبره العلماء لافتا للنظر وقد يكون السبب، فيلعب الميكروبيوم دوراً أساسياً في تشكيل مناعة الطفل وتطور الأمراض.

ويكون الميكروبيوم أضعف لدى الأطفال المولودين ولادة قيصرية لأنهم لا يمرون عبر قناة الولادة الأمومية (المهبل)، ما يحرمهم من ملامسة بكتيريا أمهاتهم المهبلية والمعوية، وبهذا الصدد يقول الطبيب مايكل أبو دقن الذي شارك في تأليف أول دليل ألماني حول الولادة القيصرية، ويرأس قسم التوليد في مستشفى سانت يوزيف في برلين: "يولدون عقيمين ، إن جاز التعبير".

بالإضافة إلى أنه عند الولادة القيصرية تأخذ النساء مضادات حيوية قبل الجراحة أو أثناءها للوقاية من العدوى، وهو ما قد يقتل البكتيريا النافعة في أجسادهن أيضاً.

ولكن في حال الاضطرار للولادة القيصرية فلا داعي للقلق، فيمكن تفادي هذه المشكلة وتعويضها من خلال الرضاعة الطبيعية والتلامس الجلدي بين الأم وطفلها، فأثبتت الدراسات أنه يمكن بهذه الطريقة بناء ميكروبيوم أمعاء الطفل.

فأثبتت دراسات عديدة أن الرضاعة الطبيعية يمكن أن تعوض جزئياً أو كليًا الآثار السلبية للولادة القيصرية على الميكروبيوم مع مرور الوقت.



الولادة القيصرية مخاطر محتملة على الأم

للولادة القيصرية آثار جانبية على الأم على المدى الطويل، وخاصة على احتمالية الحمل لاحقاً، فتشير بعض الدراسات إلى أن النساء اللاتي خضعن لعملية قيصرية قد يضطررن إلى الانتظار لفترة أطول قبل الحمل مرة أخرى، وأنهن يتعرضن لخطر متزايد للإجهاض أو ولادة جنين ميت.

ويعود السبب في ذلك إلى نسيج مكان الندبة التي يتركها الجرح، واحتمالية حدوث التصاقات في النسيج بعد الولادة، مما قد يصعب انغراس البويضة المخصبة بشكل صحيح في بطانة الرحم، كما يزداد خطر حدوث المشيمة المزاحة أي أن تستقر بمكان غير صحيح فوق عنق الرحم خلال الحمل وقبل الولادة.

قد تتعرّض المشيمة لمشكلات أخرى بسبب الولادة القيصرية ومنها التصاق المشيمة، وهو ما يثير قلق الأطباء بشكل متزايد، فيقول الطبيب أبو دقن: "إذا استقرت المشيمة على النسيج الندبي الناتج عن عملية قيصرية سابقة، فقد تنمو بعمق شديد داخل جدار الرحم، وأحياناً قد تصل إلى طبقة العضلات".

وهو ما يجعل من الصعب أن تنفصل المشيمة بعد الولادة، مما يؤدي في بعض الحالات إلى فقدان الأم كمية كبيرة من الدم، ويزداد هذا الخطر مع كل عملية قيصرية إضافية .

ومن المخاطر الأخرى التي قد تتعرض لها الأم ارتفاع خطر تمزّق الرحم بنسبة 20 بالمئة بالمقارنة مع الولادة الطبيعية، وذلك بسبب ضعف عضلات الرحم نتيجة العملية القيصرية الأولى.

من الجدير بالذكر أن معظم الولادات القيصرية في ألمانيا تتم دون وجود ضرورة طبية واضحة لها، مما يثير تساؤلات حول الحاجة إلى مزيد من التوعية والمناقشة بين الأطباء والمرضى.

ومع أن الولادة القيصرية قد تكون ضرورية في بعض الحالات، إلا أنه يجب معرفة المخاطر المحتملة والآثار على المدى الطويل، مع ضرورة مناقشة طبيب التوليد لتقرير الخيار الأفضل والأكثر أماناً الذي يضمن صحة وسلامة الأم وجنينها.

DW المصدر: DW
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار