يعتبر الحوار مع الناس والحديث المثمر مهارة بالغة الأهمية بالنسبة لأي شخص، خاصة أولئك الذين يعملون في مهن ومجالات تحتاج إلى المهارة الفائقة في الحديث والتفاوض، مثل المبيعات وخدمات المستهلكين وما شابه ذلك.
وبحسب مقال مختص نشره موقع "بي سايكولوجي توداي"، فإن علينا، خلال أي محادثة، أن نتوقع المعلومات التي يحتاجها الآخرون، وأن نوفر سياقاً كافياً لما نقوله، وأن نستوعب بسرعة المواضيع المتغيرة ووجهات النظر المختلفة، وقد يكون من الصعب إدارة كل هذه العوامل بنجاح.
وبحسب المقال الذي كتبه الدكتور روبرت كرافت، وهو أستاذ علم النفس المعرفي في جامعة أوتيربين الأميركية، فإن ثمة خمسة نصائح من أجل تطوير وتحسين مهارات الحوار والمحادثة مع الناس يتوجب على كل شخص أن يحاول الحرص على تطبيقها، وهي التالية:
القاعدة الهيكلية الأساسية للمحادثة هي التناوب، ويترتب على ذلك أن تكون دورات المحادثة متشابهة في الطول. فإذا هيمن شخص ما على محادثة، فهو ينتهك هذه القاعدة الهيكلية الأساسية، وفي هذه الحالة، يمكن تشجيع تبادل الأدوار بطلب مباشر من المتحدث، أو باتباع أساليب أكثر دبلوماسية.
يجب الالتزام بتسلسل المواضيع في المحادثة الطبيعية، وعلينا أن نختار معلومات مألوفة من التعليق السابق مباشرةً ونضيف شيئاً جديداً، حيث يعتمد الحوار على رجوع الأشخاص إلى المعلومات المُعطاة. وعلينا أيضاً مراعاة الذاكرة، فالرد على تعليق تحدث به المتكلم قبل 15 دقيقة لا يُجدي نفعاً لأنه لم يعد مُتاحاً في الذاكرة قصيرة المدى.
يتطلب التواصل الأساسي فكرة، ووسيلة تعبير (كالتحدث مثلاً)، وشخصاً يستقبل الفكرة المُعبر عنها. وإذا تحول الحوار إلى تفكير بصوت عالٍ دون مراعاة تجربة المتلقي، فإنه لا يُعد تواصلاً. إنه مجرد تعبير. ولكن في بعض الحالات قد يكون التعبير المُجرد مسموحاً به، مثل التنفيس عن يوم مُحبط، مع استماع المتلقي وتقديم الدعم العاطفي، ولكن في أغلب هذه الظروف، ينبغي أن تعود المحادثة بسرعة إلى ديناميكية الأخذ والعطاء.
لا يكتفي الناس بالاستماع إلى الكلام فحسب، بل يراقبون أيضاً سلوك الآخرين وينتبهون للإشارات الضمنية حول حجب المعلومات أو تجنبها. فعندما يرغب الناس في التحدث، على سبيل المثال، يميلون إلى الأمام، وينظرون إلينا، ويحركون أيديهم كما لو كانوا يريدون التحدث، ويبدأون بمحاولة قول شيء ما. وعندما يشعرون بالقلق أثناء المحادثة، ينظرون بعيداً أو للأسفل، ويتململون، ويتحققون من هواتفهم مراراً وتكراراً، أو حتى ينهضون. وعندما تحدث هذه الاستجابات، يكون الوقت قد حان لجذبهم.
يميل الإنسان للتحدث عن نفسه، وما يصل إلى 40 بالمئة من حديث الشخص يكون عن نفسه، حيث يُنشّط الحديث عن نفسه مراكز المكافأة في الدماغ، لذا غالباً ما يتعارض الرضا الفردي مع السماح للآخرين بالتحدث. كل ما يجب على الشخص فعله هو بذل الجهد من أجل الموازنة بين التركيز على الذات واحتياجات الآخرين في المحادثة.