في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تنطلق اليوم الثلاثاء (13 مايو/ أيار) الدورة الثامنة والسبعون من مهرجان كان السينمائي بقائمة طويلة من الأفلام المميزة. إلا أن الكثير من صناع السينما، وخاصة من الولايات المتحدة، يتخوفون من آثار الرسوم الجمركية التي يرغب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فرضها على الأفلام.
وقد أدى إعلان الرئيس الأمريكي عن رغبته في "جعل هوليوود عظيمة مرة أخرى"، على حد تعبيره، إلى جر صناع الأفلام إلى "حرب تجارية" ، حيث يخطط ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 100 بالمئة على الأفلام الأجنبية ومعاقبة الاستوديوهات الأمريكية، التي تسافر إلى الخارج لتصوير أفلامها.
وكشف الممثل الأمريكي جون فويت أن خطة ترامب تتضمن مجموعة من المقترحات كتقديم حوافز ضريبية للأفلام التي تُصوَّر في الولايات المتحدة وفرض غرامات على من يُصوِّرون أعمالا أمريكية في الخارج والتأكد من "مساهمة الأفلام في الثقافة الأمريكية".
ويخشى العاملون بمجال صناعة السينما الأمريكية ، أن تقف خطط ترامب المقترحة كعقبة أمام إنتاج أفلام مستقلة. كما أن العديد من أكبر الأفلام الأمريكية المتجهة إلى مهرجان كان هذا العام تم تصويرها خارج الولايات المتحدة، وهو ما يستهدفه ترامب برسومه الجمركية .
فعلى سبيل المثال، من المخطط عرض فيلم الإثارة "مهمة مستحيلة: الحساب الأخير"، وهو العمل الثامن في سلسلة أفلام المهمة المستحيلة للنجم توم كروز، خلال المهرجان. ومثل جميع الأفلام السابقة، يعرض الفيلم البطل وهو يتسابق عبر عواصم أجنبية قافزًا من منحدرات ومتشبثًا بطائرات مروحية في مواقع تصوير أجنبية.
ومن بين المشاركين في المهرجان، الذي يختتم فعالياته السبت 24 مايو/ أيار، المخرج الأمريكي المستقل كيلي ريتشاردت، الذي يعود إلى مسابقة كان بفيلم "العقل المدبر"، وهو دراما فنية تدور أحداثها على خلفية حرب فيتنام.
أما المخرج الإيراني المعارض جعفر بناهي، الذي أُطلق سراحه أخيرًا من السجن ولم يعد يخضع لحظر السفر، فسيشارك في كان بأحدث أفلامه الدرامية "حادث بسيط".
وتنافس المخرجة الألمانية ماشا شيلينسكي على جائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم بفيلمها الروائي الثاني "صوت السقوط"، وهو دراما إنسانية عن أربع نساء من أربع عصور مختلفة تتشابك حياتهن بشكل غريب.
وتُقام طوال فترة المهرجان سوق للأفلام، تعتبر الأهم لقطاع السينما خلال العام، حيث يوثق صناع السينما علاقاتهم مع المنتجين والموزعين من مختلف أنحاء العالم، وتُعرض العديد من الأفلام خارج المسابقة الرسمية للمهرجان.
ويعرض المهرجان، في القسم غير التنافسي له، فيلم ”الموجة" للمخرج التشيلي سيباستيان ليليو، وهو فيلم موسيقي باللغة الإسبانية، مستوحى من الاحتجاجات النسوية التي اندلعت في جميع أنحاء تشيلي في عام 2018.
كما يُعرض أيضًا فيلم "اختفاء جوزيف مينغيل" عن حياة طبيب نازي سيئ السمعة يهرب من العدالة ليعيش في المنفى في أمريكا الجنوبية.
وخلال أسبوع المخرج، وهو قسم مستقل من المهرجان، سيُعرض الفيلم الوثائقي الأوكراني "Militantropos" عن تأثير الحرب الروسية في أوكرانيا على الحياة اليومية هناك.
وبعد تضررها خلال سنوات رئاسة اليميني المتطرّف جايير بولسونارو للبلاد، ستكون السينما البرازيلية ضيفة شرف المهرجان حيث يخصص المنظمون مساحة كبيرة للأعمال البرازيلية الفائزة بجوائز عالمية هذا العام.
وكان فيلم "أنا لا أزال هنا" (ainda estou aqui) للمخرج والتر ساليس قد حصل على جائزة أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية في شهر مارس/ آذار، وذلك بعد أسبوعين فقط من حصول المخرج البرازيلي غابرييل ماسكارو على جائزة الدب الفضي في مهرجان برلين السينمائي عن فيلم "الممر الأزرق" (O Ultimo Azul).
ويبلغ حجم قطاع الإنتاج السينمائي والتليفزيوني في البرازيل حوالي 5 مليارات دولار سنويا، بحسب بيانات رسمية، فمن بين 728 فيلما طُرحت للعرض في عام 2023، كان بينها 273 فيلما من إنتاج محلي.
ومع ذلك، شهد قطاع الإنتاج الفني مرحلة مضطربة في البرازيل لعدة أسباب، لعل أبرزها خفض الميزانية الثقافية خلال رئاسة بولسونارو، الخاضع حاليًا لمحاكمة بتهمة محاولة انقلاب.
ويقول أحد أبرز وجوه السينما البرازيلية، كريم عينوز: "إنّ الأمر في القطاع السينمائي يشبه الدورات، كما لو أنّ عليك التوقف والبدء من جديد في كل مرة. الأمر معقد جدا. هذا هو أحد الأسباب التي دفعتني إلى مغادرة البرازيل والاستقرار في أوروبا".
وتعتبر المسلسلات التليفزيونية "القوة الدافعة الفعلية للقطاع السمعي البصري" في البرازيل بسبب تحقيقها أرباح كبير حيث يوفر تصدير هذه المسلسلات التلفزيونية إلى مختلف أنحاء العالم التمويل لأنواع أخرى من المشاريع، بحسب الخبيرة في السينما البرازيلية سيلفي دبس.
مراجعة: صلاح شرارة