في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
لم ينس مواطن سوري عاش أسوأ أيام حياته في حرب بلاده فغادرها مستغيثاً إلى السودان ، المعاملة الطيبة ولا العشرة التي لقيها هناك.
ففي أحد شوارع دمشق، وبين زحام السيارات والمارة، وقف الشاب يرفع طبقا ممتلئا بالحلوى، متوشحا بعلم السودان الذي آواه سنوات، يبتسم بحماس كبير، وهو يصرخ بصوت بهيج: "الخرطوم تحررت.. الخرطوم عادت لأهلها".
ولم يكن المشهد عابرا، كما لم يكن ردّ الفعل عاديا، إذ اجتاح الفيديو خلال ساعات، مواقع التواصل الاجتماعي، مخلّفا وراءه موجة من التعلقيات.
إذ تحولت اللقطة التي بدأت بمبادرة شخصية، إلى حديث السودانيين في كل مكان.
وامتزجت تعليقات بين الفرح والمفاجأة، وبين رسائل شكر ودهشة، ودموع لم تستطع إحداهن حبسها، فكتبت: "لماذا لا تتوقف دموعي؟ ربنا يجبر خاطرك كما جبرت خواطرنا".
كما تذكّر آخرون مشهدا مماثلا لمواطن سوري وزّع الخبز في حلب، يوم استعاد الجيش السوداني السيطرة على القصر الجمهوري في الخرطوم، وكأنها رسائل متبادلة بين شعبين اجتمعا على الألم وتوحّدا في لحظة فرح نادرة.
ورأى آخرون أن المشهد لم يكن مجرد احتفال، بل شهادة حيّة على رابطة وجدانية عابرة للحدود، في زمن تتقاذفه الانقسامات والمآسي.
وقالوا إن هذه اللحظات تؤكد أن الفرح، حتى لو كان عابرا، يبقى أقوى من كل شيء.
يشار إلى أن سوريا كانت شهدت منذ عام 2011 حرباً ضروسا استمرت 14 عاماً، لتسقط في ديسمبر الماضي نظام الأسد الذي امتد لأكثر من 54 سنة، تخللها ملايين المهجرين والنازحين.
واستقبل السودان خلال السنوات الماضية، آلاف اللاجئين السوريين إلى أن اندلعت الحرب فيه في 15 أبريل/نيسان من عام 2023 بين الجيش والدعم السريع.
إلى ذلك، أعلن الجيش السوداني مساء الخميس، أنه سيطر بالكامل على العاصمة الخرطوم بعد أسبوع من استعادته القصر الرئاسي من قوات الدعم السريع في هجوم واسع نفذه.