أطلقت هبة راشد، رئيس مجلس أمناء مؤسسة مرسال للأعمال الخيرية، حملة تبرعات مميزة في اليوم الثاني من الهدنة في غزة. وقد استهدفت الحملة تجهيز غرف عمليات جراحية لدعم القطاع الطبي هناك، وقد أحدثت صدى واسعًا بفضل فكرتها المبتكرة.
وقررت رئيسة "مرسال" عرض "مج" (كوب) شخصي يحمل رمزية خاصة بالنسبة لها في مزاد علني كوسيلة لجمع التبرعات. وهذا "المج" الذي يحمل ذكرى خاصة لديها، وقد تحول إلى رمز للعمل الإنساني. وبدأ المزاد بسعر 200 ألف جنيه مصري، لكنه سرعان ما لاقى تفاعلا كبيرا، حيث تجاوزت التبرعات حاجز 4.2 ملايين جنيه، مع تخصيص كامل المبلغ لدعم تجهيز غرفتي عمليات جراحية في غزة.
وأكدت صاحبة المبادرة أن هدف الحملة لم يكن بيع المج بحد ذاته، بل إلهام الآخرين للتبرع. وأضافت "منذ وقف إطلاق النار، فكرت في أغلى شيء لدي يمكنني تقديمه لدعم الناجين في غزة. لم أجد شيئا أثمن من هذا المج الذي يحمل ذكريات رحلتي العلمية والصعوبات التي تخطيتها للوصول لما أنا عليه اليوم".
ما إن بدأ المزاد لبيع المج لشخص واحد، حتى تطور إلى حملة تبرعات جماعية بعد مشاركة مئات المتبرعين الذين دفعوا مبالغ كبيرة، بل تنازل بعضهم عن حقهم في الحصول على المج. ووصل إجمالي التبرعات 4 ملايين و628 ألفا و837 جنيها (92 ألف دولار أميركي) وقد خصص لتحضير غرفتي عمليات جراحية ونصف غرفة إضافية. إلى جانب ذلك، تبرع اثنان من داعمي مؤسسة مرسال بتكاليف تجهيز غرفتين إضافيتين.
لم تتوقف صور التبرعات والمزادات في "مرسال" حيث أطلقت رئيسة المؤسسة حملة جديدة لجمع التبرعات عبر مزادات شملت قطع حلي وسبائك ذهبية.
تعد هذه المبادرة جزءًا من سلسلة جهود "مرسال" لدعم غزة. فقد نظمت المؤسسة بالتنسيق مع التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي قوافل مساعدات إنسانية تضمنت 150 شاحنة محملة بالمستلزمات الضرورية، بتكلفة إجمالية بلغت 250 مليون جنيه. كما أطلقت المؤسسة حملات تبرع بالدم لتلبية احتياجات الفلسطينيين من مشتقات الدم.
ولم تقتصر جهود "مرسال" على دعم سكان غزة، بل امتدت لتشمل الفلسطينيين المقيمين في مصر. وقدمت المؤسسة مساعدات اجتماعية وطبية لأكثر من 2500 مواطن وأسرة فلسطينية خلال الفترة الماضية.
أكدت رئيسة "مرسال الخيرية" على دعوة الجميع للمساهمة في دعم غزة سواء عبر تجهيز غرف العمليات المتبقية أو توفير المستلزمات الطبية والغذائية والملابس. وأكدت أن أي تبرع، مهما كان حجمه، يمكن أن يحدث فرقا كبيرا في حياة الكثيرين.
مزاد "مج أكسفورد" ليس الأول في تاريخ مزادات "مرسال" ففي عام 2022 تلقت هبة راشد "أغلى كارت شحن في مصر" رسالة من فتاة ترغب في التبرع لصالح حضانات الأطفال التابعة للمؤسسة. ونظرا لعدم امتلاكها المال، عرضت الفتاة التبرع بكارت شحن قيمته 10 جنيهات.
وقررت رئيسة "مرسال" قبول التبرع وأعلنت عن مزاد علني على كارت الشحن، حيث يدفع المشاركون أعلى سعر مقابل الكارت. وتوالت التبرعات بسرعة، وشاركت شركة فودافون مصر في الحملة، متعهدة بالتبرع بمبلغ مساوٍ لإجمالي التبرعات المجمعة. ونتيجة لذلك، وصلت قيمة التبرعات إلى 11.8 مليون جنيه.
وتم تخصيص هذه التبرعات لدعم أنشطة "مرسال الخيرية" بما في ذلك شراء حضانات جديدة ومستلزماتها للأطفال المبتسرين، وتقديم خدمات رقمية متنوعة تدعم التحول الرقمي للمؤسسة.