لن يشارك نك كيريوس في بطولة ويمبلدون هذا العام لكنه لا يزال يخطف الأضواء، فبعد إصابة أبعدته عن البطولة للعام الثالث على التوالي، يعود اللاعب الأسترالي إلى لندن ليس منافسا على اللقب بل مقدما لحلقة مباشرة من برنامجه الإذاعي "البودكاست" Good Trouble في مسرح ويمبلدون الجديد في 24 يونيو، ومع غيابه عن الملاعب ومقصورة التعليق أثير استياؤه.
وقال كيريوس منتقدًا هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": الأمر في الأغلب خسارتهم أكثر من خسارتي أفهم أنهم اختاروا كريس يوبانكس لكنه لم يهزم أعظم اللاعبين على مر التاريخ عدة مرات، عندما يكون هناك شخص هزم فيدرر، نادال، موراي، ودجوكوفيتش ولديه رؤى وتحليلات رائعة، فمن الغريب ألا يرغبوا به لتحليل المباريات لجمهور التنس.
ورغم أنه خفف من حدة لهجته لاحقًا بقوله "أنا واثق أن طرقنا ستتقاطع مجددًا"، فإن إحباطه كان واضحًا وأضاف "كل ما قمت به خلال 20 عامًا هو اللعب ودراسة وتنفس عالم التنس. اللعبة تحتاج لمعلقين يقولون ما لا يقوله الآخرون".
علاقته بويمبلدون لطالما كانت متشابكة؛ ساحرة لكنها مربكة. إنها البطولة التي شهدت انطلاقته القوية عام 2014 عندما تغلب على رافاييل نادال، لكنه لم يشعر يومًا بأنه ينتمي إليها "أشعر كأنني رجل ثلج في صحراء هناك. لكني أحب ذلك".
في أول مشاركة له، أذهل كيريوس الجماهير بـ 37 إرسالاً ساحقًا وضربة بين الساقين أشعلت الملعب الرئيسي. لكنه يعترف "كانت لحظة غيرت حياتي، لكنني لم أكن مستعدًا لتحمل المسؤولية."
في 2019، خسر أمام نادال في مباراة مشحونة، لكنه أثار الجدل بقوله إنه حاول عمدًا إصابته بالكرة، وعندما سُئل عن ذلك، أجاب "الرجُل فاز بعدد لا يُحصى من البطولات ومعه أموال لا تنتهي، أعتقد أنه يستطيع تحمل ضربة في الصدر، يا أخي".
لكن خلف هذا التحدي، كان كيريوس يعاني بصمت "في 2019، الناس اعتقدوا أنني أعيش عامًا رائعًا، وكنت ضمن أفضل 20 لاعبًا، لكنني كنت في أدنى نقطة بحياتي". قبل مواجهة نادال نُقل إلى جناح نفسي في مستشفى بلندن. "نعم، نعم، هذا صحيح. لم يكن لدي خيار سوى اللعب في اليوم التالي".
لاحقًا، كشف عن معاناته مع الاكتئاب وإيذاء النفس واضطراره لارتداء كم ضاغط لإخفاء الندوب "طوال ذلك العام، فكرت في إنهاء حياتي. لكني تمكنت من تجاوز ذلك وساعدت غيري. مئات الآلاف من الأطفال يراسلونني… أفعل كل ما بوسعي لأجلهم."
أندي موراي كان من أوائل من لاحظوا حالته النفسية "قال لي إنني أستطيع الحديث معه متى شئت".
في 2022، بلغ نهائي ويمبلدون وخسر أمام دجوكوفيتش. "أفكر كثيرًا في تلك المباراة… كنت قريبًا جدًا من الفوز. لكن لا عار في الخسارة أمام أعظم لاعب في التاريخ".
لكن البطولة شابتها قضايا خارج الملعب تلقى استدعاءً للمثول أمام محكمة في أستراليا بتهمة الاعتداء على صديقته السابقة، أقر بالذنب لاحقًا دون إدانة جنائية وأصدر بيانًا قال فيه: لم أكن في حالة جيدة. أنا آسف بشدة على الألم الذي سببته".
كما تعرّض لمقاضاة من مشجعة في المدرجات اتهمها علنًا بأنها كانت مخمورة عاد واعتذر، وتبرع بـ 20 ألف جنيه إسترليني لمستشفى الأطفال "غريت أورموند ستريت".
ورغم سلسلة الإصابات التي يعاني منها في المعصم والركبة والقدم، يطمح كيريوس للعودة إلى البطولات الكبرى، خاصة أميركا المفتوحة "هناك الكثير من التآكل في جسدي، لكني أعتقد أنني سألعب بطولة أو اثنتين إضافيتين".
يتوقع أن يفوز كارلوس ألكاراز بويمبلدون "لديه عامل الجاذبية والموهبة، مثل فيدرر ونادال ودجوكوفيتش. سيكون ضمن العظماء." كما يرى أن ألكاراز ويانيك سينر "وحشان سيسيطران على اللعبة لـ10-15 سنة قادمة."
أما عن الندم؟ يجيب كيريوس: "الحياة أقصر من أن نندم. كل خطأ ارتكبته ساعدني في أن أكون الشخص الذي أنا عليه اليوم".