طور علماء صينيون نهجا عالي الكفاءة باستخدام الخلايا الجذعية لعلاج مرض باركنسون، ما يفتح آفاقا جديدة لعلاج هذا المرض الذي ما يزال بلا شفاء تام حتى الآن.
ويعرف مرض باركنسون بأنه اضطراب حركي تقدمي تنخفض فيه مستويات الدوبامين في الدماغ بسبب تلف أو موت الخلايا العصبية المنتجة له.
وبينما يجري علماء عالميون أبحاثا على علاجات بالخلايا الجذعية لتعويض هذه الخلايا، يبرز فريق الدكتور شي جيونغ من المستشفى الأول لجامعة العلوم والتكنولوجيا في الصين (USTC) بإنجاز نوعي، حيث تمكن الفريق من تحويل الخلايا الجذعية إلى خلايا عصبية منتجة للدوبامين بكفاءة تجاوزت 80%، مقارنة بمعدل 50% في الأبحاث العالمية المشابهة.
ومنذ منتصف العام الجاري، بدأ الفريق تجارب سريرية مبكرة (المرحلة الأولى) أظهرت نتائج واعدة. وخلال الإجراء، استخدم الجراحون روبوتا لتوجيه الأعصاب لإدخال قسطرة في منطقة معينة من دماغ المريض. ثم قاموا بحقن خلايا سلائف الدوبامين العصبية المحضرة مسبقا والمستخلصة من الخلايا الجذعية المحفزة متعددة القدرات، واسمها NCR201.
ومن بين المشاركين، مريضة تبلغ 37 عاما عانت من المرض 15 عاما. وبعد ثلاثة أشهر فقط من العلاج، تحسنت أعراضها بشكل كبير وعادت لحياتها الطبيعية تقريبا. وانخفض تقييم حالتها على مقياس باركنسون من 62 (إعاقة شديدة) إلى 12 (قريب من الطبيعي). وأظهر التصوير نجاح الخلايا المزروعة في الاستقرار والنشاط داخل دماغها.
ويعتمد العلاج على تقنية الخلايا الجذعية المحفزة متعددة القدرات (iPSCs)، حيث يتم "تحويلها" في المختبر إلى خلايا عصبية يمكنها إفراز الدوبامين ثم زرعها في منطقة محددة من الدماغ باستخدام روبوت جراحي متطور وخرائط ذكاء اصطناعي دقيقة.
وقد شاركت في تطوير الخلايا المستخدمة شركة Nuwacell الصينية الناشئة.
وعلى الرغم من النتائج المبكرة المذهلة، يؤكد الدكتور شي أن التحديات قائمة، مثل تتبع بقاء الخلايا المزروعة ومدى استمرار فعاليتها على المدى الطويل، ما يستدعي توسيع نطاق الدراسات. لكنه متفائل بإمكانية تطبيق هذه التكنولوجيا على أمراض عصبية أخرى في المستقبل.
يذكر أن مرض باركنسون يعد ثاني أكثر الأمراض العصبية التنكسية شيوعا بعد ألزهايمر، ويصيب أكثر من 10 ملايين شخص عالميا.
المصدر: South China Morning Post
المصدر:
روسيا اليوم